الأقباط متحدون - خواطر على هوامش العيد
أخر تحديث ٢٢:١٣ | الأحد ٢٨ اكتوبر ٢٠١٢ | ١٧ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٢٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

خواطر على هوامش العيد

بقلم: مينا ملاك عازر
أكتب لك عزيزي القاريء بعض الخواطر التي أحب أن أشاركك فيها، والتي راودتني أثناء العيد، وكانت كالتالي:
أنا لم أزاحم إخوتي المسلمين كعادتي في العيد، فلم أخرج كعادتي أول أيام العيد مستغلاً الفضاء الذي تعيشه البلد، إذ ينشغل الجميع في الذبح، أو يستغل البعض الإجازة وينام في البيت، فكنت أستغل هذا وأخرج مع أصدقائي، لكن هذا العيد لم أفعل هكذا، بل خرجت في يوم الوقفة خروجة مع صديقين من أعز أصدقائي، أحدهم سيهاجر خلال أسبوعين، وكنا نودعه. وفي هذه الخروجة، لم نتحدث عن السياسة، لكن كنت أشعر أن الجميع لديهم إحساس بأن البلد في حالة خطر، وتتجه نحو الأغمق أو الأسوء. وفي الخروجة، أخذنا نوجه الكلمات لصديقنا المقبل على الهجرة، فقال صديقنا الثالث له ساخرًا، إنه سيأتي يوم ويأتيك الشيخ "حازم صلاح أبو إسماعيل" كما قال حيث ستكون، ويقول لك لماذا هاجرت؟ ويعيدك للبلد، فضحكنا جميعًا لاستحالة الفكرة!
تحدثت مع أستاذي الدكتور "مؤنس" من الإمارات لأعيِّد عليه، وصارحته باستيائي من أوضاع البلد، فعاجلني بقوله لكن لازم نتفاءل، ثم استمر في كلامه وقال "بلدنا حلوة"، فقلت له نعم بلدنا حلوة، ولذلك هي مطمع للجميع، وها هم يحاولون الاستحواذ عليها كما فعل الحزب الوطني. يتخذون نفس خطواته بأكثر بجاحة، فصمت واستغليت الموقف، وقلت له صدقني يا دكتور، أنا أكاد أفكر في أن أسافر من البلد، وأتركها فقال لي "لما الناس الحلوة يسافروا ويسيبوا البلد مين حايبني مصر؟!". 
 
فكرة السفر والهجرة متى تراودني أشعر أنني أستسلم لها وأقرر ترك البلد لأولئك المتطترفين والإقصائيين فكريًّا وعمليًّا لذا أطردها، ولكنها تتملك مني إن شعرت أن في سفري حالاً أفضل لي، خاصةً إذا شعرت أن قادة البلد يقودونها نحو الأسوء.
أتمنى أن كل محتاج يكون قد وصله طعام في هذا العيد، خاصةً بعد ما رأيته من كم هائل من اللحم المذبوح، واحتفال الكثيرين بالعيد، فيملأ قلبي قلق أن يكون هناك من يتمنون أن يأكلوا أو يشعروا ببهجة العيد ولا يستطيعون لضيق ذات اليد.
 
لا جدال، أن غدًا أفضل، إن حكمت المحكمة الدستورية ببطلان اللجنة التأسيسية قبل إجراء الاستفتاء على مواد الدستور وإعلانه، وهو ما يبدو أنه قريب، بعد أن عرفت أن هناك مجموعة من المحامين تقدموا بطعن على دستورية نفس القانون الذي أحالته المحكمة الإدارية العليا، مما يعجل بحل اللجنة التأسيسية.
أنا أحب الجميع، نعم الجميع حتى وإن كان متطرفًا في فكره، ومشكلتي أنني أشعر أن أولئك الحكام لا يحبون أولئك المختلفين معهم في الفكر، ولهذا أشعر بإقصائيتهم وتطرفهم، وأتضايق، وأتمنى أن يبقوا على فكرهم لكن يكفوا عن أسلوبهم الإقصائي المستبد الكاره للآخر.

المختصر المفيد بحبك يا مصر. 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter