أدريان فان فاكتور، يزور مصر حاليا ويشارك في مهرجان "احسبها صح"، بوادى النطرون، وهو متخصص في أمور الخداع البصرى والأمور الفائقة للطبيعة، أقام عرضاَ مبهرًا لألعاب الخفة والخداع البصرى، وهو يعتبر واحدًا من أشهر 10 متخصصين في الخداع البصرى حول العالم، التقيت به وأجريت معه حوارًا ممتعًا تحدث فيه عن تجربته مع فن الخفة والوهم وفلسفته في توصيل رسالتة من خلال الألعاب، وسألته هل ما يقوم به السحرة أمثال ديفيد كوبر فيلد سحر أم خداع بصرى؟ وهل يمكن للسحر أن يؤثر على الإنسان ؟ وغيرها من الأسئلة..
أدريان فان فاكتور في سطور..
• مولود من أم مكسيكية وأب هولندي ويعيش في الولايات المتحدة الأمريكية.
• بدأ دراسة فن الوهم والخداع البصرى في عمر 9 سنوات بعد مشاهدة الساحر ديفيد كوبر فيلد.
• تم اختياره في عام 1994م كواحد من أفضل 10 من لاعبي فن الوهم والخداع البصرى في العالم في المسابقة التي أجريت في لاس فيجاس بالولايات المتحدة الأمريكية.
• حاصل على جائزة فن الوهم والخداع البصرى من توسون في أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية.
• تلقى أكثر من 160 ساعة من التدريب المتخصص في تقديم بشارة الإنجيل، وعلم الخطابة، وعلوم الدفاع عن المسيحية، وتعزيز مهارات الاتصال، وقيادة الندوات.
• شارك بألعاب الخداع البصرى في 22 دولة في 6 قارات.
• دُعي للمشاركة في مهرجان "احسبها صح"، 2012، أمام اكثر من 10.000 شخص وكذلك في معرض هانوفر، ألمانيا عام 2000م.
حاوره:عماد توماس
كيف بدأ ونما اهتمامك بفن الوهم والخداع البصرى؟
بدأت مبكرًا في سن 9 سنوات، عندما كنت أتابع وأشاهد عروضًا حية لديفيد كوبر فيلد، وفى دراستي الثانوية درست نظريات متعلقة بالوجود وتناولتها من منطلق ملئ بالشك نتيجة نشأتي في بيت ملحد، وبدأت أتعمق في الدراسة أكثر، وكمتخصص في ألعاب الخداع البصرى تناولت الأمور من منطلق من تعود على الخداع، واكتشفت أن المسيح هو أكثر شخص فريد علم الحق وعاشه. وبعد أن انتهيت من دراستي الثانوية تنقلت في العديد من الدول لتقديم عروض الخداع البصرى.
هل ما نراه في الفضائيات وعلى الانترنت من خدع حقيقى ام مزيف؟
هذه الخدع ليست حقيقية، اى شخص يستطيع أن يفعل مثل هذه الخدع البصرية، مدربى يقول أن الطفل الصغير يستطيع أن يفعل مثل هذه الخدع اذا تتدرب نحو 15سنة. قمت بعمل هذه الحركات والخدع حول العالم. كل ما تشاهدة في التلفزيون واليوتيوب خدع بصرية
هل ما يقوم به السحرة أمثال ديفيد كوبر فيلد سحر أم خداع بصرى؟
من طبيعة عملي أستطيع أن أفرق بين الحقيقة والوهم، بين المعجزة والخداع. أنا أعرف كيف استطاع ديفيد كوبر فيلد أن يقوم بكل الحركات الخداعية مثل إخفاء تمثال الحرية، لكنى لا أستطيع أن أخبرك كيف استطاع المسيح أن يمشى على الماء، أو كيف استطاع بلمسة أن يضاعف عددًا قليلًا من الأرغفة والسمكتين.
لا أستطيع أن أفسر لك كيف استطاع يسوع المسيح أن يشفى العرج والعمى ويحيى الموتى، ولا أستطيع أن أفسر لك كيف أقام نفسه من الموت بعد موته على الصليب.
عندما اكتشفت أن الإنجيل لم يُحرف ولا يمكن أن يكون قد حُرَّفَ، وأنه وثيقة تاريخية أصيلة تحكى حياة المسيح على الأرض، بعد أن درست هذه الأمور بدقة استطعت الآن أن أصل إلى يقين بأن ما صنعه وقام به يسوع المسيح حقيقي لا شك فيه.
يمكن أن أضيف وأقول لك إننى تقابلت مع معلمين روحانيين آسيويين زعموا أنهم آلهة، واحد منهم له 50 مليون تابع، يمكنك أن تذهب إلى أوروبا أو أمريكا ستجد الكثير ممن يزعمون أنهم آلهة، لكن كل ما يفعلونه بعض من الخدع التي تعلمتها عندما كنت طفلاً!!
أحد المرات كنت أشارك ببعض العروض على المسرح، فحضر اثنان من الروحانيين يشتكون ضدي، فقال لهم الراعي المسئول عن العرض، ماذا يضايقكم؟ فكانت إجابتهم أن أدريان يقوم بفضح ما نفعله، فقال لهم الراعي هذا يعنى أنكم تعترفون أنكم كذابون، فقالا له هذا لا يعنينا كثيرًا أننا كذبة أم لا، لكن هذا أكل عيشنا وهو يحاربنا في أكل عيشنا!!
هل تؤمن بما يسميه البعض "الحظ"؟
لا أؤمن بالحظ، أنا أؤمن بكلمة الله، وعندما تتكرر في كلمة الله 365 مرة كلمة "لا تخف" فهذا يعنى وعدًا لى مرة كل يوم في السنة.
هذه الخرافات لا تأتى إلى الإنسان إلا بالمخاوف، فمثلًا هناك أماكن في أفريقيا يذهبون إلى الكنائس في أيام الآحاد، وبالرغم من ذهابهم فتجدهم يخافون من الخرافات ويلجئون للسحرة والعرافين لمساعدتهم، وهذا تناقض غير طبيعي فنحن نذهب للكنيسة يوم الأحد لنسبح ونصلى إلى الله، لكننا نذهب باقى الأسبوع للعرافين والسحرة والأطباء الروحانيين وننفق من نقودنا من أجل شفائنا، وهذا خداع مأساوي لا يأتي لهؤلاء البشر إلا بالخوف.
هل تعتقد أن السحر يمكن أن يؤثر على الإنسان المؤمن؟
هذا يعتمد على معنى كلمة يؤثر؟ لكنى أجيبك وأقول نعم يمكن أن يؤثر، إذا كان المؤمن - بالرغم من إيمانه - يعانى من الجهل، وليس له دراية كافية بأن هناك عالمًا ومجالًا روحياً، عندئذ سيكون للمؤمن نظرة غير سليمة للعالم، وذلك سيسلمه إلى خوف شديد، بعض الناس يخافون من السحرة الذين يأتون باللعنات عليهم وإذا كانوا لا يعرفون حقيقة هذا الخداع فنقول نعم سيؤثر فيهم.
وفى نفس الوقت نحن ننظر إلى الأمر أنهم بقبولهم لذلك فإنهم يفتحون الباب للعدو ليستخدم هذا الخوف لتحطيم حياتهم.
فمثلًا إذا ذهبت إلى أحد العرافين والسحرة لينزع عنك لعنة ما، لكن إذا فهم المؤمن أننا أحرار في المسيح وأن الله له السيادة الكاملة وأنه المتحكم في كل شىء، فيصدق ما ذكره الرسول يوحنا "المولود من اللَّه يحفظ نفسه والشرير لا يمسه" 1 يو 5 : 18
فنحن في المسيح، فالشرير لا يستطيع أن يمسنا، كذلك يذكر داود النبي في مزمور 72 : 18 "مبارك الرب الإله... الصانع العجائب وحده" لذلك فالمؤمن الذي لديه تعليم كافٍ، على دراية بأن هناك حربًا روحية والعدو يسعى ويلتمس أن يبتلعه، لكنه ما هو إلا كاذب ومخادع، هو ليس الله القادر وحده على صنع العجائب، ولا يستطيع أن يأتي بلعنة لأن الله له السيادة الكاملة.
ما هو تفسيرك لقصة تحضير روح صموئيل النبي عن طريق العرافة رغم أن العهد القديم ينهى عن تحضير الأرواح؟
دعني أجاوبك باختصار، ما حدث يشبه من يحرك العرائس، عندما ترى عرض العرائس تجد لاعب العرائس يخرج أصواتًا مقلدة ويحاكى أصواتًا لأشخاص آخرين.
فصموئيل لم يكن هو المتكلم، فعندما دخل شاول الغرفة تحدث مع العرافة، كانت تعلم أنه شاول لأنه كان أطول من كل شعب إسرائيل، وأكد لها الأمان، ولا يستطيع أحد أن يؤكد الأمان إلا الملك نفسه فتنكر شاول لم ينفع، وأنت تعلم أن شاول كان يمنع العرافة في إسرائيل، فشاول لم ير صموئيل لكنه خر على وجهه ولم ير شيئًا لكنه سمع صوتاً، الأشياء التي قالها صموئيل لم تكن غريبة بل كان معظم الشعب يعرفها.
يجب عندما نتناول النص أن نعلم أن الكاتب يسجل ما حدث، ولا يحاول تعليل أو تفسير السبب لما حدث.
ماهى الفلسفة التي تريد تقديمها من خلال الخداع البصرى والحيل؟
أنا أحاول إثارة تفكير الناس في التفكير في موضوعات روحية، وهذا فن عالمي موجود في معظم دول العالم، ليس من المهم ما هى خلفيتك لكنك عندما تسمع أنه هناك شخص يقوم بألعاب خداع بصرى في مدرستك أو جامعتك، فبالتأكيد ستذهب لتشاهده، الموسيقى رائعة والتسبيح والوعظ والخدمة بالرياضة والإنترنت جيدة، لكن الناس اعتادوا على كل هذا، هنا الناس لديها شغف لمعرفة ما يشاهدونه، هل هذا حقيقي أم خداع؟ ولأن الناس تبدأ في السؤال، أبدأ أنا أقدم إجابات لهم، ويبدأ هذا التحول من عرض لإمتاع الناس وإثارة تفكيرهم بشكل تلقائي، فأنا أتحدث في هذا عن سبب إيمانى بالمسيح، ونحن أيضًا نعيش في عالم يحركه سعى الناس إلى الاستمتاع والتسلية، عندما تساعد الناس على أن يضحكوا وتثير اندهاشهم وتعجبهم، فمن الطبيعي أن يهتموا بمعرفة هويتك ومن تكون. لذلك نقدم لهم رسالتنا كيف يغير المسيح حالتهم كما غير حياتي وهذا الأمر لا يمثل لهم أى تهديد.
شخصية المسيح حيرت كثيرين البعض يراه مخادعًا وآخرون يرونه سوبرمان وآخرون يرونه الله المتجسد في صورة إنسان.. من هو المسيح بالنسبة لك؟
أنا أيضًا أسال نفس السؤال، قد لا أكون على دراية كاملة بما يعلمه اللاهوت والفلسفة لكن ما أعلمه جيدًا أن المسيح لم يكن ساحرا، صنع امور لا يمكن لاى صاحب خدع أن يفعلها، شفى المرضى اقام الاعرج والميت، ولكى يثبت الوهيتة مات على الصليب وفى اليوم الثالث قام من بين الأموات.
تعملت أنه من السهل جدًا أن تنجح في خداع الآخرين، فيمكنني أن أراقب طبيبًا يعتمد على السحر في علاج المرضى، ويمكنني أن أتعامل مع قارئة فنجان ويمكنني أن أخبرك بالتحديد ما هي الخدع التي يقوم بها السحرة والعرافون.
وفى الواقع عندما أتجول حول العالم أقدم ما أسميه "تحديًا للسحر" أنا هنا أقدم تحديًا منى كشخص متخصص في الخداع البصرى أوجه هذا التحدي لمن يدَّعون قدرة سحرية خارقة.
ألا تعتقد أنك تخدع الناس في دعوتهم وجمعهم لحضور عرض عن فن الخداع البصرى ثم تحدثهم عن الله؟
هذه المشكلة ليست عندي، بل عند من يقومون بالإعلان عنى، فالإعلان يجب أن يكون واضحًا وصريحاً، كذلك فأنت قد رأيت الشكل السلس الذي قمت بتقديمه فأنا لا أقدم خدعتين ثم أفتح الكتاب المقدس لأعظ الناس، لكنى أقدم الرسالة بأسلوب بسيط وسلس.
هل هناك نتائج لما تقوم به؟
فى أول مرة سافرت الهند قمت بعرض 47 عرضًا في 12 يوم، وتحول حوالي 90 ألف شخص للمسيح، وأنشأنا 32 كنيسة جديدة، وقمنا بتأسيس اجتماع خاص للشباب، وتأسيس اجتماع لدرس الكتاب.خلال 10 سنين قمنا بتقديم الرسالة إلى أكثر من نصف مليون شخص في أكثر من 20 دولة في الـ 6 قارات حول العالم.