الجمعة ٢٦ اكتوبر ٢٠١٢ -
١٦:
٠٤ م +02:00 EET
بقلم: د. وجدى ثابت غبريال
لعل هذا النوع من العناوين يتفق اكثر مع السياق المصرى الحالى . ففى مقال سابق اخترت عنوانا مماثلا: " مواضع القصور فى مسودة الدستور و مواطن الزلل فى نتاج العمل" . و على طريقة اهل الفقه القديم اسطر هذه السطور حتى يفهم مقالى فى المحيط الحالى و ان قصر و تدنى و لو لم ار فيه الا رفعة ادنى .
فالعربية لغتنا و نحن نتقنها و هى ثقافتنا و نحن نملكها. و كنت احلم ان دستور مصر الثورة يكتب بسطور مشرفة للغة العربية و برصانة العالم و دقة الخبير. و لكن مادامت اصطلاحات القانون الحديث التى استخدمتها من قبل تتردى بين المبهم لكثيرين من اولى الامر و غير المدرك للحاكمين من ذوى الشان و تعترضها غشاوة غير المبصريين من مستشارى الراى فلا شان لنا برقابة دستورية القوانين و لو بعد حين. و لا شان لواضعى الدستور بكل ملبد املود و لا بالوفاق الدولى المبرم و لا باحكام القانون الدولى الملزم.
و حسبى هنا ان ابلغ الرسالة بعد ان عييت بكلمات القانون المتخصصه و اصطلاحات العالم النحرير اليابسه. علهم يتدبرون القول ، علهم يتفهمون. فاذا ما اجتهد عالم فى تاصيل مقترح او تفسير مصطلح فهم بما يقول مستهزئون و ان ذكروا لا يذكرون الايتدبرون الحق ، الاساء ما يحكمون.
فقد صدر حكم الاحالة من القاضى الادارى عنوانا و رسالة : عنوانا لحقيقة العمل الادارى الذى اكسوه ثوبا ليس منه املين له تحصينا .و رسالة لمصدر القرار بان ايا كان التكييف القانونى الزائف المضفى على العمل فالعبرة هى بتكييف القاضى المتخصص و علم القانون المتفحص.
و الغريب ان يرى الفكر السطحى و النظرة العابرة فى الادانه القضائية الصريحة بالانحراف بالسلطه و اساءة استعمالها رمزا للفخر و عنوانا للفضيله. و الاغرب ان صيحات الفرح و التهليل و الرقص و الزمر - على قبر كيان يلهث موتا- تنسي ان مجمع التاسيسية مطعون فيه منذ ١٨ يوليو الماضى و انه تبقى ايام قليله و يصمت الطبل و الزمر و ناتى للضحيج و العويل ، ثم صيحات الانتقام و صرير الاسنان. .
و البعض يحلم او لعلها هواجس اليقظه لانهم لا يدرون صحيح القانون: ان المحكمة الدستورية لن تفصل فى الامر الا بعد عرض الدستور على الاستفتاء و ظنوا ان هذا الاخير لهو بحصن منيع. على الامر ليس بهذه السهوله لان جميع القرارات التنظيميه المنظمه للاستفتاء هى قرارات اداريه لا شبهة فى طابعها الادارى و بهذه المثابة يمكن وقف تنفيذها بصفة مستعجله بل و الغائها مما يوقف عملية الاستفتاء على دستور يشوبه العوار فى الشكل و الخلل و القصور فى المضمون.
و الان لنسال انفسنا من المتسبب فى ضياع كل هذا الوقت على شعب ينظر اليكم و انتم تعصفون به فى حزن و اسي؟ من الذى اساء الى مصر و شعبها بتقرير قواعد غير دستورية فى قانون الانتخاب و اخلال جسيم بمبدا المساواه و تكافوء الفرص فى الاعلان الدستورى؟ و من الذى كون بصوره غير شرعيه و غير قانونيه جمعيتين تاسيسيتين و يريد الحفاظ على الكيان غير المشروع باى ثمن. القضاء يقوم بدوره و يوجه الانظار الى مواطن القصور و مواضع الزلل. و هو ما لا تقوم به مؤسسات اخرى اتخذت من القضاء عدوا لها بينما هى ة هى فحسب عدوة ذاتها و سوف تستعدى عليها شعبا باكمله لو استمرت على هذا النهج.
بحق كان قرار الاحاله الى المحكمة الدستورية يهدف الى زوال الضلالة الحاليه : الا وهى الجمعية التاسيسية . فالحكم يذكر مصدر القرار بالخطا القانونى الذى قارفه بعد شهر كامل من بدء العمل بالتاسيسية لصبغ الشرعيه على كيان غير مشروع خلقه مجلس شعب غير مشروع ايضا و من اعضائه من لا شرعية اصلا لوجودهم..
نعم حكم الاحالة هو حكم بزوال الضلالة فاذا اخذتهم العزة بالاثم لكانوا فينا من المفسدين و الله لا يحب الفساد...
كلية الحقوق و العلوم السياسية- جامعة لاروشل. فرنسا