Oliver كتبها
-نعم إستشهد الأبطال على ساحل سرت فى ليبيا لكنهم إيمانياً إستشهدوا قدام بحر هذا العالم الزائل كله.
- كل شهيد يضخ دماً جديداً فى جسد الكنيسة فالشهداء قلب الكنيسة أما دم المسيح فهو حياة كل أحد.
-أخذوهم فى الخفاء .عذبوهم فى الخفاء .ساوموهم فى الخفاء على إيمانهم.لكن الآب القدوس يعمل علانية فجعل القتلة أدوات لنشر الإيمان حين أصروا على تصوير المذبحة فكانوا يدينون أنفسهم و يقدمون هؤلاء الأبطال الذين سيدينون العالم الشرير على كل نقطة دم سفكت من أجل إسم المسيح.
-ليس مكتوم إلا و يعرف و ليس خفى إلا و يستعلن .هكذا قال الرب و هكذا فعل لأتقياءه الذين مجدوه فأكرمهم و هابوه دون أن يهابوا السيف حتى قطعوا رؤوسهم فرفعهم فوق الرؤوس .جعل دموعنا عليهم عيداً.رسم لنا أيقونة إيمان حديثة كانت غائبة عن كثيرين.
- شهداء ليبيا عظموا القدير فصارت عظمتهم على لسان كل المسكونة.إن وعد الرب قائم فى وسطنا لا يتزعزع.قد قال فصار لأن كلمته لا ترد.فى صمتهم أذهلوا العالم فتكلموا و سبحوا القدوس.تركوا للسيف أجسادهم أما المسيح الحى فلم يتركهم يواجهون الموت وحدهم.كان قدام عيونهم فإستقبلوه بالفرح حتى دهش العالم من سلامهم.ظن الناس أنهم يستقبلون الموت بسلام لكنهم كانوا يستقبلون الحياة الأبدية مع المسيح بكل فرح.كانوا مثل إسطفانوس الشهيد.يرجمونه و هو يقول ها أنا أنظرالسموات مفتوحة و إبن الإنسان قائماً عن يمين الله.هكذا نظروا و هكذا عاشوا لحظاتهم الأخيرة على أرض لا تستحقهم.سلام المسيح سلامهم فمن يقدر أن ينزعه.نعم سلام المسيح ليس من هذا العالم.إنه يثبت حتى عند الموت.يحمى حتى ضد سفاكى الدماء.يكرز حتى وسط القتلة.
- لم يعرف أغلب العالم ما هو الإيمان المستقيم فقدم هؤلاء البسطاء العظماء درساً وافياً و شرحاً كافياً للإنجيل المعاش.للإيمان القوى الذى لا يتهدد.للمحبة الراسخة للمسيح أكثر من النفس.الآن يعلم العالم أن الأيقونة خرجت من كنيسة الإسكندرية لتطوف حول العالم و تنجب لنا صوراً مماثلة فى سوريا و العراق و كل بلاد المشرق.الآن يعرفون معني كلمة شهيد بغير تزييف.شاهد حق للمسيح الإله الحق.
-لما غابت عن أذهاننا سيرة الشهداء و صرنا نختزل القديسين فى المعجزات ناسيين حياتهم مع المسيح أعاد الرب تقديم سيرة الشهداء بنفسه.ليعلمنا كيف نتعلم من القديسين محبة الإله.قدم لنا المسيح أولاده و قدم الشهداء لنا مسيح هذه الأرض المستحق كل قلب و كل وطن.معجزة الشهداء فى محبة المسيح.
- حين إنتشرت دعايات تنسب القداسة لكل من ينتقل يوزعون الألقاب و الأوصاف حسب هواهم. ثم تنزوى الدعاية بعد بيع عدة كتب حين يظهر إسماً جديداً يتاجرون به .البعض يزيفون القداسة أما هؤلاء الأبرار فهم صناعة المسيح.قداستهم لم تكن للدعاية و إيمانهم ليس للمتاجرة.لا نحتاج كتب لمعجزاتهم فالمشهد الدموى كتاب سطرته المشيئة الإلهية لتثبيت إيمان هذا الجيل و أجيال قادمة.صار الشهداء درس للكنيسة لتتعلم القداسة القلبية لا الدعاية الوهمية.شهداء ليبيا درساً سمائياً .عظة مباشرة من المسيح يسوع.المصلوب لأجل الجميع.هذا هو الفرق بين صدق الله و أوهام بعض المتاجرين بالقداسة.
-حسناً فرحت بكم الكنيسة و صرتم لها عيداً.حسناً لتجديد قراءتنا للإنجيل و التاريخ.حسناً فعلتم فى صمت ليتكلم روح الله فيكم.حسناً رأينا في عيونكم صورة المسيح و فى سلامكم شخص المسيح.حسناً أننا كنا فى جيلكم و تباركنا بكم.حسناً أننا ننتسب لكم ليتنا مثلكم فى إيمانكم و محبتكم و نكون مع المسيح ذاك أفضل جداً.نعم طوبى لمن يحتمل التجربة فإنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة كما نلتم.