د. أمير فهمى زخارى
القلب:
القلب متصل عصبيًا بالمخ. يأخذ أوامره منه، فيضخ الدم بقوة عندما تصل المخ معلومات بتعرضنا للخطر مثلًا، فيساعِدُنا ضخ الدم على إنقباض العضلات والهروب من الخطر.
وكذلك تؤثِّر نبضات القلب نفسه على المخ. فعندما تتسارع نبضات القلب، قد نشعر بالغضب الشديد تجاه مدير الشركة التى نعمل بها مثلًا، رغم أن تسارع ضربات القلب فى هذه اللحظة لم يكن سببه سوى نفير سيارة مرت أمام المنزل. نبضات القلب المتسارعة أثارت خلايا المخ العصبية، المشحونة حاليا بمشاكل المُدير.
لو كانت مشحونة بمتعة هواء البحر العليل أو رؤيه الحبيب، لأثار نفس نفير السيارة فينا متعة الهواء العليل.
هكذا يمكن أن تُضلِّلنا نبضات (مشاعر) القلب.
، ولكن كل ذلك لا يمنع من أن القلب هو جهاز وظيفته الأساسية هى ضخ الدم فى الجسم. لا أكثر ولا أقل. فهو لا يرى ولا يفهم ولا يفكر ولا يشعُر ولا يسبب حبًا أو كراهية...
العين:
العين أيضًا لا تُسبِب حُبًا ولا كراهية.
وقد تندهش إن قلت لك إن العين ـ أى عين ـ لا ترى على الإطلاق.
العين ليست إلا وسيطًا لنقل المؤثرات الضوئية المحيطة بنا إلى المخ، وذلك بترجمتها إلى إشارات عصبية، ينقلها العصب البصرى إلى مركز الرؤية فى المخ، حيث تستقبلها خبراتنا السابقة وتُفسِرها، فنرى. فقط فى هذه اللحظة نرى وليس قبل ذلك.
فلا رؤية بدون خبرة سابقة، ولا رؤية بدون تفسير. لذلك تحدُث الرؤية فى المخ وليس فى العين. إن استأصلت المخ، لن ترى أى عين.
ومُلخص القول:
بمعنى القلب والعين بيشتغلوا سكرتاريه للمدير المسؤول وهو المخ الذى يقول كلمته الاخيره فى مسأله الحب... وصلت المعلومه...
* وبكده ردينا على تساؤل الشاعر مأمون الشناوى:
- الحب مابين حبيبين مايتم الابقلبين والعين تلاغى العين وتقولها قلبك فين