تتعرض الحامل للعديد من المشكلات والأعراض التي لا تعرف لها تفسيراً أو تحليلاً في أثناء فترة الحمل، خاصة مع الولادة الأولى، ومن هذه المشكلات تسريب اللبن من الثدي، التي تحدث في منتصف الحمل تقريباً، أو ظهور أعراض على الثديين؛ كتغيير لون الحلمات واتساعها أو التورم. ومن هنا يأتي السؤال: ما مراحل تكوين الحليب عند الحامل؟ ومتى يبدأ؟ وموعد نزول الحليب الناضج؟ اللقاء وأستاذ النساء والولادة الدكتور بهاء حمدان؛ للشرح والإيضاح.
احتقان الثدي والامتلاء المفاجئ من العلامات
تُعد الغدد الثديية بأجزائها المختلفة مسؤولةً عن إنتاج الحليب، ويُسمى الحليب المركز الذي يُنتج في أول الأيام بعد الولادة حليب اللبأ، وبعد ذلك بأيام ينتجُ الحليب الناضج.
ومن علامات وجود الحليب: احتقان الثدي والشعور بالامتلاء المفاجئ والثقل، وعادةً ما يصاحب هذا الاحتقان عدم الراحة.
بعد ذلك يتكيف الجسم مع روتين الرضاعة والضخ المنتظم للحليب، ويخف الاحتقان بالتدريج.
تورم الثديين، وهذا يدل على عمل الجسم بجد لإنتاج الحليب، أو عدم تفريغ الحليب بعد الرضاعة.
تسرب قطرات من الحليب، وملاحظة ذلك على حمالة الصدر.
تفلطح الحلمات وشد الجلد حول الحلمات.
الإحساس بوخز أو إحساس بالدبابيس والإبر في الثدي، مع الشعور بالعطش.
طرق زيادة حليب الأم
تغير الثديين من العلامات الأولى للحمل
يتغير الثديان بالفعل في بداية الحمل، وقد تكون هذه التغييرات الطفيفة من العلامات الأولى لوجود حمل.
وبعدها يبدأ الجسم في تهيئة نفسه لإفراز حليب الثدي، وذلك لأن هرموني الأستروجين والبروجسترون يتسببان في نمو القنوات اللبنية عند الحامل، وكذلك نمو الأنسجة المنتجة للحليب وزيادة عددها.
ويلاحظ زيادة حجم الثديين، حيث ينشط تدفق الدم إلى الثدي، حتى تصبح الأوردة الموجودة في تلك المنطقة أكثر وضوحاً.
تغير لون الحلمات والهالات المحيطة بها، بحيث تصبح أغمق في اللون وأكبر في الحجم، مع وجود نتوءات صغيرة موجودة في الهالة.
وخلال الثلث الثاني من الحمل يبدأ جسم الحامل في إنتاج أول حليب ثدي، الذي يُسمى اللبأ؛ أي في الأسبوع السادس عشر من الحمل، ويستمر حتى اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة.
تعرفي على أسباب نقص حليب الأم
تسرب الحليب من الثدي أمر طبيعي.. لا تقلقي
تلاحظ بعض النساء حدوث تسرب من حلماتهن في أثناء الحمل، ويُعد هذا أمراً طبيعياً؛ حيث يبدأ الثدي في إنتاج الحليب قبل أسابيع أو أشهر من موعد ولادة الطفل.
في حال كانت حلماتك تسرب اللبأ خلال فترة الحمل، وهو أول حليب يصنعه الثديان استعداداً لإطعام الطفل بعد الولادة؛ فعليك معرفة أن هرمونات الحمل قد تكون هي السبب وراء ذلك.
ويحدث تسرب للحليب خلال الحمل نتيجة زيادة إنتاج الجسم لهرمون البرولاكتين، وهو الهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب بعد ولادة الطفل، وعادة ما تلاحظينه في الثلث الثالث من الحمل.
ويحدث أنه قد يتسرب القليل من اللبأ عندما تحتك الحلمتان بالصديرية، أو عندما يتسرب في أثناء تمرين رياضي ما، وإذا كان تسرب الحليب يسبب الإزعاج؛ يمكنك محاولة وضع منديل أو ضمادات الرضاعة في صدريتك لامتصاص الحليب، وهي أدوات متوافرة.
مراحل تكوين الحليب عند الحامل ومتى يبدأ
الحامل تستعد لاستقبال المولود
يمُر الثدي خلال صنع الحليب بعدة مراحل، وتبدأ المرحلة الأولى بداية من الشهر الرابع إلى الشهر السادس من الحمل؛ حيث تُطلَق الهرمونات التي تعطي إشارة للغدد الثديية ببدء صُنع الحليب.
وفي أول 24-48 ساعة بعد الولادة ينتج الثدي كمية قليلة من الحليب الأول الذي يصنعه الجسم للطفل، وهو اللبأ.
أما المرحلة الثانية فتبدأ بعد 3-5 أيام من الولادة، وهي المرحلة التي يبدأ فيها الجسم بتصنيع الحليب الناضج؛ حيث تشعر الحامل بالامتلاء في منطقة الثدي نتيجةً لزيادة كمية الحليب المنتَج.
ومن الممكن أن تتأخر هذه المرحلة في حال وجود بعض المشكلات الصحية، كالولادة القيصرية، أو إن كانت الحلمات من النوع المسطح أو المقلوب.
المرحلة الثالثة فتبدأ من اليوم التاسع من عُمر الطفل، وتستمر حتى توقف الرضاعة، وفي هذه المرحلة عليكِ بالالتزام بإرضاع طفلكِ وإخراج الحليب بانتظام كي يستمر إنتاجه.
أما المرحلة الأخيرة من صناعة الحليب؛ فتستمر لمدة 40 يوماً من آخر جلسة رضاعة طبيعية لطفلكِ، ويبدأ خلالها إنتاج الحليب بالانخفاض إلى أن يتوقف كُلياً.
يتكون الحليب خلال الثلث الثاني من الحمل
يتكون الحليب خلال الثلث الثاني من الحمل؛ حيث يبدأ جسم الحاملِ بإنتاج الحليب قبل أشهر أو أسابيع من موعد الولادة المقررة.
ومن العلامات على أن ثدييكِ قد بدآ بإنتاج الحليب،؛ هو المظهر الخارجي للثدي، إذ يُصبح أكثر امتلاءً وثقلاً، وقد تشعرين ببعض الألم فيهما.
ويبدأ ثدياك خلال الثُلث الثاني من الحمل بتكوين اللبأ، وهو أول طعام لطفلكِ، وعادةً ما يكون سميكاً ومائلاً للاصفرار، ويحتوي على كميات كبيرة من البروتينات والأجسام المضادة؛ لتقوية جهاز المناعة لدى طفلك.
وفي خلال ثلاثة إلى خمسة أيام من الولادة، يحل الحليب الناضج محل اللبأ تدريجياً، وعندما يبلغ طفلكِ نحو الأسبوعين من العُمر سوف ينتج ثدياك حليباً ناضجاً فقط.