جمال رشدي يكتب
مصر تمتلك كل الموارد والعوامل السياحية التي تجعلها المقصد الأول للسياحة في العالم، ومن ضمن ما تمتلكه السياحة الدينية، فهناك كنز لم يتم استغلاله عبر كل تاريخ مصر تقريبًا، وهو مسار طريق العائلة المقدسة، ذلك الطريق له ارتكازات في الكثير من الأماكن في مصر وأهمها مرتكز دير العذراء بجبل الطير بمدينة سمالوط محافظة المنيا، هذا المرتكز المقدس يحتوي على الكثير من الأسرار والآثار المقدسة أهمها {كف الطفل يسوع} والذي منع سقوط صخرة من الجبل على العائلة المقدسة أثناء إبحارها في النيل، وظلت هذه الصخرة موجودة حتى أخذها الرحالة في أيام الاحتلال الإنجليزي لمصر وهي الآن موجوده في المتحف البريطاني باسم الآثار المصرية أو قسم الأحجار، وأيضًا يضم الدير كنيسة السيدة العذراء التي تعد من أقدم الكنائس الأثرية بصعيد مصر، وتضم المغارة التي اختبأ فيها السيد المسيح وأمه السيدة مريم البتول لمدة ثلاثة أيام هربًا من بطش الرومان.
بجانب الكثير من الآثار الأخرى في تلك المنطقة، هناك فندق العائلة المقدسة الشهير الذي أقيم مؤخرًا مقابل كنيسة العذراء على صفح الجبل، ذلك الفندق سيكون حلقة الوصل ونقطة الارتكاز السياحية الذي سيربط طريق العائلة المقدسة بكل أنواع السياحة الأخرى في مصر، بسبب موقعه الجغرافي الذي يتوسط جغرافية السياحة المصرية، وعلى بعد عدة كيلو مترات من هذا المكان هناك كنيسة ابسخيرون الفليني الأثرية، والتي لها ارتباط تاريخي وإيماني وثيق بتواجدها في هذا المكان، حيث تم نقلها بمعجزة للقديس ابسخيرون الفليني في القرن أل 16 من مدينة قلين في كفر الشيخ إلي مدينة سمالوط في المنيا وبالتحديد قرية البيهو.
وفي نفس الدائرة الجغرافية تقع قرية العور شمال غرب مدينة سمالوط صاحبة أحدث وأشهر وأكبر واقعة استشهاد في القرن الواحد والعشرين، حيث استشهد 20 من أبناء تلك القرية في ليبيا عام ٢٠١٥ ، وأصدر السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي قرارًا بإنشاء كنيسة بقرية العور تحمل اسم شهداء الوطن والإيمان بليبيا، الذين قتلوا على يد تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك تكريما وتخليدًا لهم، تلك الكنيسة يتوافد عليها عشرات المئات وربما الألف يوميًا، وغالبًا ذلك العدد يقوم بزيارة باقي الآثار الدينية في المنطقة دير العذراء بجبل الطير، كنيسة ابسخيرون بقرية البيهو، بجانب ذلك يتفقد معظمهم المشروعات المتنوعة التي إقامتها إيباراشيه سمالوط على يد الحبر الجليل المطران الدكتور الأنبا بفنوتيوس، وابرزها مستشفى الراعي الصالح ومدارس العهد الجديد والمشروعات الاستثمارية الأخرى كل ذلك يقوم بخدمة سكان مدينة سمالوط ومحافظة المنيا.
ولأهمية تلك البقعة الهامة داخل مسار طريق العائلة المقدسة والذي سيتوافد عليها الملايين من خارج مصر عند اكتمال استراتيجية العمل به، يلزم ان تتوافر بنية تحتية أولية تقوم بخدمة ذلك المشروع الوطني الكبير، وهنا سأطرح على السادة المسئولين الآمنين والتنفيذيين طلب بسيط يجب توافره، حيث تقدمت به مطرانية سمالوط للجهات والمسئولين المعنيين، وهو تفريعه ( طريق ) من محور سمالوط الذي يربط الدائري الغربي بالشرقي والذي يمر بجانب كنيسة شهداء العور بعشرات الأمتار، تلك التفريعة " طريق " من المحور إلى مدخل الكنيسة طوله تقريبًا 300 متر، حيث تكمن أهميته في التالي، ان معظم الوافدين على الأماكن الأثرية في المنطقة سواء أجانب أو مصريين يأتون من الوجه البحري القادم من القاهرة إلي المنطقة، من الدائري الغربي عبر محور سمالوط فتكون أول وجهة للزيارة هي كنيسة شهداء الوطن والأيمان بالعور، فتلك التفريعة تسمح لهم بالدخول مباشرة إلي الكنيسة، وهو ما يجنب هؤلاء الوافدين عبر وسائل مواصلاتهم المختلفة الذهاب إلى سمالوط أولًا ومن ثم الرجوع إلى كنيسة شهداء الوطن والأيمان بالعور مرة أخرى عبر طريق ضيق بطول حوالي10 كيلو متر وعرض لا يتعدى 6 امتار ومدخل ضيق وحيد يودي إلي الكنيسة عبر قرية اسمها (السوبي) والتي لا تتحمل ضغط وإعداد الوافدين مما تسبب سابقًا في الكثير من الأحداث والمناوشات ضد الوافدين الزوار وهذا ما يعرض حياتهم للخطر وليس هذا فقط، بل استقرار وامن تلك المنطقة الجغرافية التي تشمل الكثير من القري والنجوع.
وأخيرا أتمنى من السادة المسئولين الموافقة علي طلب مطرانية سمالوط ( التي ستتحمل التكلفة ) لخدمة امن الوطن ومشروع مسار العائلة المقدسة.
نقلا عن جريدة الدستور