أشرف حلمى
كم شعرت مع ملايين الشعب المصرى بالحزن والأسي ، لدى معامله مؤسسات بلدى وموطني الأصلي مصر مع القضايا الإنسانية ، وذلك بالنظر الي القضايا الرئيسية التي شغلت الرأي العام المصرى والعالمي بصفة عامة ، تفاعل معها العديد من الأفراد ، هيئات ، جمعيات ومنظمات المجتمع المدني علي مر الأشهر القليلة السابقة ، منها على سبيل المثال قضية الطفل شنودة الذى تلقته مؤسسات الدولة وأودعته دار الاورمان أحد مؤسسات وزارة التضامن الإجتماعي بعد عزله عن والديه بالتبني منذ أكثر من عام ، استجابة الى مؤسسات يحكم معظمها أصحاب الفكر السلفي المتشدد الذي نخر ومازال ينخر داخل قلوب المسئولين عليها ، علي أثر القضية المرفوعه من جانب أحد أقارب الزوج ، وما تعرض له الطفل صاحب الاربعة سنوات من عمليات غسيل مخ وتدمير مستقبله وحياته التي انقلبت راساً على عقب ، وما أصاب المجتمع المصرى ووالديه بالتنبي من إحباط وتعذيب نفسي ، نتيجة تأجيل النظر فى قضية الطفل شنودة عدة مرات دون النظر الي توسلات ودموع والدية ، كان آخرها قبل يومين وسط تخوف وفقدان الأمل بعودته مجددًا الي والدية بالتبني ، علي خطي الحكم الصادر فى يناير الماضي ببراءة عدد من المتهمين قاموا بتعرية مصر بالكامل فى شخص السيدة سعاد ثابت المعروفة بأسم " سيدة الكرم " رغم وجود أدلة قوية تدين المتهمين ، وعلي رأسها شهادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالاعتذار العلني أمام العالم لهذه السيدة ، مؤكدًا علي نوال الجناه جزاءهم .
وكم شعرت بالخجل لدي معاملة أستراليا موطني الثاني مع الحيوان قبل الإنسان ، من وجهة نظر العاملين فى مؤسسات الدولة الي الجوانب والقوانين الإنسانية دون النظر الي الأجناس والأديان ، عندما أعدت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز ، أمس حفل تكريم وإنتهاء خدمة الكلب " جاجو " عقب إحالته للتقاعد على أثر إصابته بمرض خطير ، يمنعه من اداء عمله ، وذلك بعد يوم واحد فقط من تأجيل قضية الطفل شنودة ، وسبق أن اعتنت الشرطة قبل نحو عام ونصف فى يوليو من عام ٢٠٢١ ، بالحصان " طبرق " الذى تعرض للضرب أثناء تأدية عمله خلال فض مظاهرة قام بها مناهضون لسياسة أستراليا فى تعاملها للحد من أنتشار فيروس كورونا ، وما قام به الشعب الأسترالي من دعم الحصان وتقديم له الهدايا وأدانه الجناه الذين قدمتهم الشرطة الأسترالية للمحاكمة بعدة تهم منها معاملة الحيوانات بقسوة ، مما جعلني أتذكر المشهد الأليم الذى أدمع عيون ملايين الشعب المصرى لدى مقابلة السيدة أم شنودة بالتبني لأبنها أثناء كشف الطب الشرعي لفحص إذ ما تم إزالة علامة الصليب من يديه أم لا ، وسط حراسة مشددة من موظفات دار الاورمان لمنع الأم ملامسة ابنها وتقبيل يده ، الذى ظهر غريباً عن أمه وكانه تحت التهديد كما هو كان واضحًا من خلال نظرات عينيه ، لأسال نفسي بعد الإساءة التي عصفت بسمعة مصر عالمياً جراء الأحكام الغير عادلة خاصة التي كان الأقباط طرفًا بها ، وشعور أبناء المصريين بالخارج بعدم الامان للتوجه الي موطن أجدادهم لقضاء أجازتهم والتمتع بالأجواء المصرية بين أهاليهم مفضلين التوجه الى دول أمريكا وأوروبا عن مصر ، " متي تنهض ضمائر المسئولين عن مؤسسات الدولة فى موطني الأصلي مصر من غفوتها ، وتعمل علي تغيير دساتير وقوانين الدولة بالكامل دون تعديل طبقاً لمواثيق الأمم المتحدة فى مجال حقوق الإنسان التي أتخذت من موادها الدول العلمانية طرقاً لصياغة قوانين ودستور كل منها ؟! " حتى لا تصبح أحكام القضاء هدفاً فى مرمى مؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان بالخارج ، ومواد تستخدمها دول العالم فى انتقاد مصر فى مجالات حقوق الإنسان .