الأقباط متحدون - مرسي وبيريز شراكة إلى حين ميسرة
أخر تحديث ٠٦:٢٠ | الخميس ٢٥ اكتوبر ٢٠١٢ | ١٤ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٢٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مرسي وبيريز شراكة إلى حين ميسرة

بقلم: إسماعيل حسني
 
لا يتعلم الإخوان شيئا من دروس الماضي، ويبرعون في تكرار أخطائهم، ثم يقيمون المنادب والأحزان إذا لم تحقق لهم نفس المقدمات نتائج مختلفة.
إن رسالة فضيلة الرئيس مرسي إلى الصهيوني العنصري شيمون بيريز التي امتلأت بعبارات المحبة والولاء وإن فضحت للعالم بأسره حقيقة المحور الإخواني الإسرائيلي القطري الذي يقوم بتنفيذ مقاولة إعادة ترتيب الأوضاع في منطقة الشرق لحساب الولايات المتحدة الأمريكية، والذي أشرف على وصول الإخوان إلى سدة الحكم في مصر، فإنها تعنى بالنسبة لنا أن فضيلة الشيخ الرئيس وجماعته يسيران على نفس نهج مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا، ذلك النهج الذي قاده إلى حتفه وألقى بالجماعة لسنوات في غياهب المحن والسجون والمعتقلات.

فنتيجة للنشأة الريفية البسيطة، والثقافة الأزهرية القروسطية المغلقة لم ير حسن البنا طريقا للإصلاح سوى الوصول إلى السلطة حيث يمكنه أن يأمر فيطاع، ولم ير في السياسة سوى لعبة لاقتناص السلطة بأي ثمن، وقصرت مداركه عن إدارك البعد التراكمي القائم على الأخلاق والمبادئ في العمل السياسي، فاحترف الإنتهازية السياسية نهجا لنشر دعوته، واتخذ من النفعية والتلون أدوات لممارسة العمل السياسي، وضرب الحائط بكل المبادئ والمثل العليا، وتصور نفسه بهذا المنهج قادر على اللعب مع الكبار، أو بالأحرى الضحك عليهم، فيدخل ناديهم ويحصل على مبتغاه ثم يخرج سالما معافيا ليقود ضدهم زحفه المقدس نحو السلطة.
اختار البنا فور انطلاقه أن ينحاز إلى القصر في مواجهة القوى الوطنية وعلى رأسها حزب الوفد، وكان لا يستحي أن يقول لأتباعه وكأنه يضع نظرية سياسية فذة "إن الوفد يأتي ويذهب، ولكن القصر باق". وكان الإنحياز إلى القصر يعني العمل والتعاون مع جميع حلفاء القصر من الإنجليز وأحزاب الأقلية مقابل ما يقدم للبنا من دعم وحماية من البوليس السياسي وإعانات حكومية وتسهيلات في إنشاء الفروع وإصدار الصحف والحصول على ورق الطباعة بالسعر الحكومي وغيرها الكثير مما اعترف به البنا صراحة ودون خجل بل بفخر شديد في مذكراته الخاصة “الدعوة والداعية”.

وقام البنا بأداء المطلوب منه بامتياز، وحصل على مستحقاته كاملة من أطراف التحالف، إلا أنه لم يستطع الخروج سالما معافيا، فقد أسقطته انتهازيته أو نصاحته الريفية الساذجة في بئر العمالة، وأصبحت الجماعة مجرد أداة في يد القصر والإنجليز، ووصل الأمر بالبنا في عدم قدرته على مخالفة أوامر الإنجليز إلى أن يركب بنفسه سيارة حكمدار العاصمة المكشوفة ويدور بها في الشوارع لتهدئة المظاهرات التي انفجرت ضد معاهدة صدقي بيفن شارحا للمتظاهرين فوائد هذه المعاهدة، التي اعتبرها الشعب خيانة عظمى، وكانت فضيحة نشرت صورها وأدت إلى إحتجاجات وانشقاقات داخل الجماعة.

واستمر البنا في نشر دعوته وتقديم خدماته لأرباب النعم إلى أن قرروا التخلص منه بقتله، لأنه تجاوز بالنظام الخاص وبما يجمعه من سلاح حد القوة التي يمكن أن يسمح بها المتبوع للتابع، فمات وحيدا لا يجد من يستجير به أو من يشفع له.

واليوم انطلاقا من نفس الخلفية الثقافية والأخلاقية التي لازالت تحكم الجماعة، ونفس النصاحة الريفية، تسير الجماعة على نهج مؤسسها في اللعب مع الكبار، فتعقد الأحلاف والصفقات مع أمريكا وإسرائيل عبر الوسيط القطري المشبوه محدثة نفسها أنها سوف تأخذ الكثير ولا تعطي إلا القليل، وأنها لن تسمح لهم باستخدامها في تحقيق مآربهم الإستعمارية، إلا أن سنن الله في الخلق، وقوانين السياسة والعلاقات الدولية لا تتغير وفق أمنيات وأحلام هذا الطرف أو ذاك، ولن تلبث الجماعة أن تجد نفسها غارقة في ذات البئر التي غرق فيها مؤسسها، إلى أن تؤدي المطلوب منها، وتحين ساعتها، قتلقى مصير كل العملاء والمأجورين عبر التاريخ
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter