زهير دعيم
عشرات الآلاف من الجنود الاوكرانيين والرُّوس - ان لم يكن أكثر  بكثير – لقوا حتفهم في هذه الحرب الضّروس  بين روسيا وأوكرانيا والتي بدأت قبل اشهر عديدة ، وما زال رحاها دائرًا وحارًّا ، ناهيك عن الأرامل والأيتام والمُشرّدين الذين يزداد عددهم في كلّ يوم .
وبوتين ما  زال مُصرًّا  على رأيه !
 وزيلينسكي ما زال مُصرًّا على عناده ! ... والعالم يتفرّج ، بل وهناك من يزيد الحرائق اشتعالًا ، فيروح يشعلها بالصّواريخ والمُسيَّرات والدّبابات التي يزّج بها في الحرب لهذا الطَّرَف أو ذاك. والشيطان يُقهقه مسرورًا ... 
ولا نهاية لهذه الحرب ولا ظلّ نهاية  ، ولا بريق رجاء حتّى الآن ولا فسحة أمل ، ما دام خيط التواصل منقطعًا  ومقطوعًا وهناك من يُشجّع ويُحرّض ..  والشّعبان الاوكرانيّ والرّوسيّ " يأكلانها على الجامد " ، فالاقتصاد في الدولتين  يسير القهقرى وكذا الاقتصاد العالميّ ، فالقمح الاوكرانيّ انقطعت مواكبه وقلّت كميّاته ، والنّفط يرتفع ويشرئب سعره وليس هناك من يقول : كفى  
 ارحموا أنفسكم  ... ارحموا أطفالكم  وارحموا البشريّة .
كنتُ أرنو وما زلت الى الكرسيّ البابويّ في روما ، ليُحرّك ساكنًا بل وأكثر ، فيزور موسكو وكييف ويجتمع ويناشد ويُصلّي لعلّ ربّ السلام يعطي سلامه  ، رغم الإثم الذي ملأ ويملأ الآفاق. 
 كنتُ أريد أن يقوم الشّعب الروسيّ الجميل والأصيل والعظيم ويقول : كفانا .. انهم اخوة لنا ، دعونا نتحاور ونتناقش ونتصالح ونضرب المصلحة الخاصّة لكلينا بعرض الحائط. 
 وكنتُ أريد أيضًا من الشّعب الأوكراني الجميل ، والذي ذاق وما زال الأمرّيْن ان يصرخ في وجه رئيسه الف كفى. جِد حلًّا .. فتّش عن وسيط.
 كلّي أمل أن تصل صرختي الى السّماء فتسمع وتستجيب ، فقد بلغ السّيل الزّبى وما عدنا جميعًا كبشر نتحمّل تبعات هذه الحرب  الضّروس،  والتي لا غالب فيها  ، بل الكلّ فيها مغلوب يتوجّع ويعاني ويتألّم .