كاريزما التى تصدر فى كاليفورنيا . ان تنقل لكم هذا الحوار الذى قام به :
الاستاذ / صموئيل ونيس مع د/ مريان نخلة
الكاتب والباحث : مجدى سعدالله
محبه الله للانسان بدهيه من البدهيات بدء من خلقته . وبالاستمرار فى العنايه به فى كل المجالات . وأذا سلمنا بكمال الله ومحبته للانسان . وجب أن نسلم بحكمته فى كل ما يأتيه .
فكما أن الله كلى المحبه . فهو كلى الحكمه . والألام والتجارب التى تحل بالانسان . لا تتنافى مع محبه الله للانسان .
هناك حكمه من وراء الالام والضيقات والتجارب فى العالم . هذه الحكمه تتلخص فى أن الالم يعلمنا ويقوينا . ويكون سبب أننا ننال بصبرنا البركات
. كان لجريدة كاريزما الفرصة لشرف لقاء مارينا نخلة وسماع قصتها الفريدة، ”حكاية بطلة”.. ولدت دون عظام ومفاصل وتم بتر ساقيها في الطفولة.. تحدت الظروف وكرست حياتها للدفاع عن حقوق متحدى الإعاقة بالمجتمع الأمريكى.. ثم أصبحت عضواً فاعلاً بجمعيات ومنظمات رعاية مبتورى الأطراف..
مارينا نخلة: علمتني الإعاقة أكون قوية ومجتهدة ومثابرة.
-دعم أسرتي العامل الأساسي لنجاحي في تخطى الإعاقة.
-الجهاز التكميلي ليس بالأمر السهل لأى شخص معاق فلبس الأرجل التعويضية ليس بالأمر الهين.
-رسالتى لذوى الإعاقة: ركز مع الناس إللى بتدعمك وبتقويك وتشجعك ومتخليش كلام الناس السلبى يؤثر عليك.
-الله الخالق هو أساس الوجود والحياة وهو المعين وليس آخر معيين، أؤمن بمشيئته وإرادته وفى وجودى فى الحياة.
جعلها الله مميزة ووضع في قلبها الصبر وفي شخصيتها العزيمة لتصبح من أهم المؤثرين في المجتمع الأمريكي والعالم أجمع.. كلمات تنطبق شكلاً وموضوعاً عن الشابة المصرية مارينا نخلة، التي إستطاعت كتابة إسمها بحروف من ذهب في تاريخ خدمة ذوي الإحتياجات الخاصة.
➖ د .مارينا، سعيد جداً للقاءك وأتشوق مع قراء جريدة كاريزما لمعرفة قصتك الجميلة!!
➖ د. مارينا: إسمى مارينا زاهر نخلة ولدت ونشأت فى لوس أنجلوس كاليفورنيا من أبوين مصريين، وأعيش الآن بسان ديجو مدينة بكاليفورنيا، إعتدت من صغرى على الذهاب لكنيسة ما مرقس بلوس أنجلوس للصلاة، أنا مولودة بدون عضم الساقيين
(Tibia Bone) وكانت دهشة أهلى كبيرة جداً على حالتي ولكنهم فى النهاية سلموا لأرادة ومشيئة ربنا، وكان عليهم وقت ذاك قرارا صعبا على أى أب أو أم إتخاذه وهو قرار بتر قدماى الاثنتين بإستشارة العديد من أطباء المجال وكان هذا يصب فى مصلحتى المستقبلية -الآن- وذلك بتركيب أطراف صناعية
(Prosthetic Legs) لمساعدتى على المشى والتحرك أفضل بكثير من وجودى طول حياتى على كرسى متحرك.
لا أتذكر أى شىء من هذا حيث كان لدى وقتها أربعة عشر شهرا. ولكنى أتخيل كم المعاناة النفسية لأهلى وقت ذاك واتخاذ هذا القرار القاسى ولكنى احترم وأقدر تماما أهمية القرار فى سهولة حياتى الأن والتحرك من مكان لآخر دون عناء استخدام الكرسى المتحرك.
➖ كلمة خاصة تقوليها لوالدتك؟
➖د مارينا: والدتى هى البطل الحقيقي بتحملها أشياء قاصية جداً لايتحملها إنسان عادى، تحملت مسؤولية على عاتقها من بداية مولدى وتعاملت مع حالتى بكل تماسك وإحتمال كبير جدأ، من رؤية بنتها لا تستطيع المشى و اللعب، قبلتنى رغم عيوبى والتسليم للأمر الواقع، تماسك أسرتى وتعبهم معى وتشجيعى المستمر على الأستمرار ومعاملتى كإنسانة عادية دون إختلاف او تفريق، أنا مدينة لها بكل شيء ولها الفضل فيما أنا فيه الآن.
➖ حــدثـيـنــى عن حيــاتــك اليـومـيــة
دراستك، عملك. يوم فى حياة مارينا نخلة!؟
➖ د. مارينا: يومى عادى جداً كأى شخص عادى، الإستيقاظ وتناول القهوة مشروبى المفضل من أولويات يومى قبل الذهاب للجامعة حيث أدرس دكتوراة فى علم النفس الاكلينيكى (Clinical Psychology)وتخصصت فى علم طب الأعصاب
Neuropsychology السنة الخامسة ويتبقى سنة التخرج 2024 من جامعة سان ديجو. وبالنسبة لمجال عملى فأنا أعمل بشكل مباشر بالمستشفى العام بسان ديجو أو من المنزل أحياناً حيث أقوم بعمل مقابلات مع المرضى أو عمل أبحاث ميدانية فكل يوم مختلف عن الآخر، أنا سعيدة جدا ومقتنعة تماماً بمجال دراستى لخدمة ومعالجة المرضى النفسيين.
➖ ماهى مفاهيمك عن: الله الخالق
الأسرة، المساواة، الكمال، الحب؟
➖ د. مارينا :من المؤكد انها مفاهيم أساسية جداً لحياتى ولا أعتقد أننى لم ولن أكون مارينا نخلة إن لم تكن موجودة وراسخة فى حياتى فالله الخالق هو أساس الوجود والحياة وهو المعين وليس آخر معيين،
➖أؤمن بمشيئته وإرادته وفى وجودى فى الحياة بشكل عام ووجودى بأمريكا بشكل خاص، وجودى فى الحياة لسبب، حالتى الخاصة وكيانى لسبب، وجوده كمعيين
➖ أبى الله يرحمه .
إعطا ة ربنا الحكمة فى التعامل معى ومع حالتى هو نعمة عظيمة جدأ لى. وانا لا اشك فى محبة ربنا لى وهو حب متبادل بيننا،
➖ ومحبة اسرتى لى هو حب متواصل وبلا حدود فمعاملتهم لى لم تتغير كونى معاقة وهذا أثر على حياتى الآن واعتمادى على نفسى وتحملى المسؤلية كاملة..والحب هو العطاء والبذل والتضحية ولمست ذلك فى أسرتى بالأخص أمى وحبها لى،
( تغمض مارينا عينيها وتتذكر أيام طفولتها وكيف ساعدتها والدتها فتقول (:
إن والدتها كانت مصدر قوتها طوال عمرها، مؤكدة أنها عندما كان أحد من زملائها أو المارة في شارع ينظر إليها نظرة شفقة على حالتها كانت على الفور ترد عليه بأن مارينا ليست من ذوي الاحتياجات الخاصة ولكنها مميزة عن غيرها وتستطيع فعل كل شيء.
➖ ماهى الصعوبات التى تواجهيها فى يومك وتكيفك معها؟
➖ د.مارينا: الجهاز التكميلي ليس بالأمر السهل لأى شخص معاق فلبس الأرجل التعويضية ليس بالأمر الهين، يتطلب المزيد من الجهد للتأكد من تماسكها وعدم مضايقتها لى أثناء المجهود المبذول أثناء المشى أو حتى الجرى بها أحيانآ وقد تسبب التهابات وحتى قطع جلدى أحيانآ ولكنى تعودت عليها ومعالجة الإلتهابات أو المضاعفات وتقبل الأمور بصدر رحب. وفى النهاية أشكر ربنا على كل حال. اشكره على التأمين الصحى المتميز مع أفضل مستشفيات متخصصة بأمريكا.
وتستكمل د/ مارينا حديثها وتتذكر أول مرة تدافع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة عندما ذهبت إلى مركز لمعالجة ذوي الاحتياجات الخاصة والذي يعد الأكبر في نيويورك، موضحة أن هذا المركز ساعدها في حياتها كثيرا وعرفها بالكثير من الأشخاص مثلها فكانا جميعاً يشجعون بعضهما بعض.
ووجهت مارينا نخلة رسالة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة :
بأنهم يستطيعون فعل كل شيء مثلهما مثل أي شخص طبيعي ولكن بطريقة مختلفة، مطالبة جميع الحكومات على مستوى العالم بتوفير التأمين الصحي الكامل لكافة ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير الأجهزة التكنولوجية لمساعدتهم.
➖ أشياء تسعدك وتبسط أسرتك وتفرحك داخليا؟
➖ د .مارينا :قضاء أوقاتى مع أسرتى ماما وأختى من الأشياء المحببة جدأ لقلبى فلهم معزة خاصة داخلى بعد رحيل والدى.
كذلك وجود أصدقاء فى حياتى لهم نفس الأنشطة ونفس الأحتياجات الخاصة نحن نفهم بعضنا جيداً وإحتياجاتنا المتشابهة جداً، نقوم بعمل رحلات وأنشطة خارجية تسعدني كثيرا، إنها الصداقة الهادفة والتى تصل بى لحد الإنجاز ومواصلة العمل، والنظر لحياتى بوجه إيجابى.
➖أيضا يسعدني جدأ تواجدى فى السوشيال ميديا ومقابلاتى الأعلامية والصحفية وظهورى فى العديد من اللقاءات التلفزيونية الهادفة لخدمة ذوى الإحتياجات الخاصة بمصر وأمريكا وأيضا تشرفت بمقابلة وزيرة الهجرة بالقاهرة.
➖ ماهى ثمار مقابلاتك مع وزيرة الهجرة وقنصل مصر بلوس أنجلوس؟
➖ د. مارينا: كانت مقابلتى معهم شرف كبير لى خاصة وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج وقنصل مصر بلوس أنجلوس والساحل الغربي بأمريكا سعادة السفير السيد.أحمد شاهين مثمرة للغاية كانت أولا لتكريمى وتناولت كثير من النقاط الهامة عن أهمية التعامل مع ذوى القدرات الخاصة وحقوقهم الواجب إحترامها وتوفير كل الإمكانيات لمساعدتهم.
➖ماهى إمكانياتك فى مساعدة مصر تجاه متحدى الإعاقة المصريين؟
➖ د .مارينا : لا يتوقف الأمر على المساعدات المادية وجمع أموال وإرسالها لمصر لمساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة فحسب ولكن أيضا إرسال متخصصين ومستشاريين للوقوف على مطالب كل حالة والتعامل معها على حدى، وتعريفهم بالأجهزة التعويضية المناسبة لكل حالة وكيفية العناية بها وبالجسم المتعامل معها نفسه، وأنا شخصياً أستطيع عمل الإستشارات ونصائح الصحة النفسية والتى لا تقل أهمية عن الجسمية أو حتى الأجهزة التعويضية والتكميلية.
➖ كلميني عن زيارتك الأخيرة لمصر.
➖ د .مارينا :كانت زيارة ممتعة وغنية بالأحداث الكثيرة، زرت أماكن كثيرا فى مصر أم الدنيا كما يقال، خاصة مدينة الأقصر والأماكن الأثرية العظيمة واكيد القاهرة الجميلة، كذلك التقيت بكثير من الحالات المماثلة وتشرفت أن أكون مثل أعلى لهم فقدمت العديد من النصائح والإرشادات وتقوية الإرادة فكانت رحلة مفيدة للغاية أتمنى تكرارها.
➖ هل تابعتى كأس العالم الأخير بقطر وماهو فريقك المفضل؟
➖ د مارينا :للأسف علاقتى بالرياضة محدودة، أعرف أن كأس العالم أقيمت فى قطر وفوز الأرجنتين بها ولكن غير مهتمة كثيراً بالمباريات واللاعبين.
ولكنى ألعب رياضات جماعية مع أصدقائي من أصحاب القدرات الخاصة.
➖ مارينا تعمل حالياً كناشطة في الدفاع عن حقوق متحدي الإعاقة وعملت طول حياتها لدعمهم وتشجيعهم، كما تستغل منصات التواصل الاجتماعي في توصيل رسالتها، وهي عضو فاعل في كثير من الجمعيات والمنظمات لرعاية مبتوري الاطراف، وتشارك في الكثير من الفاعليات والأنشطة.
➖ شكرا لمحبتك دكتورة مارينا نخله . ربنا يحفظك ويسندك فى جميع اعمالك . كما نقدم الشكر الجزيل للاستاذ وائل لطف الله مؤسس ورئيس تحرير صحيفه كاريزما التى تصدر فى كاليفورنيا . كما نشكر المحاور الاستاذ / صموئيل ونيس . الى اللقاء مع موضوعات جديدة ننقلها لكم من صحيفه كاريزما مع تحيات