ياسر أيوب
ليست هذه مقارنة بين المصرى ليو أنجل والبرازيلى تياجو أندريه.. فلا يمكن مقارنة مشجع خيالى ابتكرته السينما ومشجع حقيقى قررت السينما تقديم حكايته.. لكن قبل حكاية تياجو التى ستتحول فى العام الحالى إلى فيلم سينما عن أغرب مشجع لكرة القدم فى العالم.

لابد من التوقف أولا لإعطاء السينما المصرية حقها كأول سينما فى العالم لا تقدم فيلما عن نجم كروى أو رياضى أو فريق أو انتصار وهزيمة.. إنما عن مشجع كرة وحبه وارتباطه بالنادى الذى يشجعه.. ففى 1937.

قرر المخرج الكبير توجو مزراحى تقديم فيلم عن مشجع عاشق لنادى الاتحاد السكندرى.. وكانت وقتها فكرة أقرب للجنون الفنى والسينمائى.. وأصر عليها توجو مزراحى وشارك بنفسه فى كتابة السيناريو مع ناجل وكليمان مزراحى.

وتم اختيار ليو أنجل لبطولة الفيلم.. وكان ليو المولود فى القاهرة موظفا بسيطا يهوى التمثيل وترك الوظيفة وانضم لأكثر من فرقة مسرحية مع نجيب الريحانى وعزيزة عيد وفاطمة رشدى قبل أن ينال النجاح ويشتهر باسم شالوم ويصبح بطلا لأول أفلام توجو مزراحى بعنوان الكوكايين.

وعمل الاثنان معا فى أكثر من فيلم، حتى قرر توجو أن يقوم شالوم ببطولة الفيلم الذى حمل عنوان الرياضى وبدأ عرضه 18 نوفمبر 1937.. وقدم شالوم شخصية بائع الساندويتشات والمشجع المجنون للاتحاد السكندرى الذى يقدم الساندويتشات مجانا للاعبين وجماهير النادى رغم حاجته للمال.

وأصبح هذا الفيلم هو أول فيلم رياضى للسينما المصرية وأول أفلام العالم عن التشجيع الكروى.. وبعد 86 عاما.. ستقدم السينما حكاية تياجو أندريه الذى كرمه الفيفا وقام بدعوته لحضور مونديال 2022 فى قطر كأهم وأكبر مشجع كروى فى العالم.. وكان تياجو المولود فى مدينة سانتا كروز البرازيلية قد أصبح مشجعا وعاشقا لنادى المدينة.. مجرد عاشق لناد صغير لا يهتم به أحد خارج مدينته.

لكن بدأ العالم يلتفت له فى 11 فبراير 2012 حين أقيمت مباراة بين جريميو الذى استضاف على ملعبه نادى سانتا كروز.. وكعادته ذهب تياجو لتشجيع فريقه ليجد ستة آلاف مشجع فى مدرجات جريميو بينما حلس تياجو وحيدا فى مدرجات سانتا كروز ولم يخف وظل رغم ذلك يشجع فريقه أمام الجمهور المنافس.

والتقط العالم كله هذه الصورة للمشجع الوحيد أمام ستة الآف يشجعون النادى المنافس.. ولم تكن هذه الصورة سوى بداية الحكاية.. فبعد عام واحد فقط.. عرض رئيس النادى على تياجو العمل كمسؤول صحفى للنادى.. فالصحافة كانت مهنته إلى جانب تشجيع سانتا كروز.

ووافق تياجو وبدأ العمل فى النادى الذى يعشقه.. وبعد سنوات قليلة أصبح تياجو رئيسا للنادى وهو لا يزال فى السابعة والعشرين من عمره.. وقاد تياجو النادى لأكبر انتصاراته منذ تأسيسه فى 1913 بعد قصة طويلة من الحب والإرادة والحلم.. واكتملت الحكاية بدعوة الفيفا له كمشجع وليس رئيس ناد وأصبحت حكايته صالحة للفرجة عليها كفيلم عبر شاشة سينما.
نقلا عن المصرى اليوم