بلغ السيل الزبي
وإجراء أمين حاسم مطلوب
ماهر عزيز
منذ دخلت الكنيسة الإنجيلية ( البروتستانتية ) مصر تعاملت معها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بوصفها عدوا خطيرا يجب محاربته بأي سبيل ، رغم ما تميزت به الإنجيلية ( البروتستانتية ) من التزام قوي بتعليم الإنجيل ، وارتباط جوهري بشخص الرب يسوع المسيح ، ما حدا بها إلي أن تدفع برسالة تنويرية كبيرة في ربوع مصر ، من خلال نشر مدارس التعليم الراقي ؛ ومد يد العون لكثير من الأسر المصرية في إطار الخدمة الإنجيلية.
لكن العداء الذي بادرت به القبطية الأرثوذكسية كان حادا جدا لمنع ازدياد الأتباع الجدد للكنيسة الإنجيلية خلال الحراك الطبيعي العقيدي والمجتمعي .
وراح هذا العداء الضروس يتمكن في الأقباط الأرثوذكس بالتحقير الشديد للإنجيليين ، ونشر الأكاذيب المفترية عنهم دون حياء ..
ولقد قادت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مجموعة الافتراءات والأكاذيب والتحقيرات علي نحو عنيد ، جعلها جزءا من العقيدة الأرثوذكسية ، يعلمها الأساقفة علي المنابر ، ويتزيد بها الإكليروس في العظات بالكنائس ، ويدرسها الشباب في مدارس الأحد كجزء لا يتجزأ من المناهج الروحية .
بل زادت الطين بلة حين راح القسوس ورؤساؤهم الأساقفة والمطارنة يتنافسون في مباراة خسيسة فاجعة يسعي كل منهم أن يفوز فيها بأكبر قدر من الشتم والقذف والسب علي الإخوة الإنجيليين ، حتي أن الرسالة الخبيثة البشعة تتعمق منهم إلي الأقباط الأرثوذكس في كل مكان ، كأنها عقيدة ثابتة في الدين ، كعقيدة التثليث والتوحيد سواء بسواء .
وشاعت من ذلك افتراءات و بذاءات ضخمة ضد الإنجيليين ، منها أنهم لأن زواجهم ليس طبقا للطقس الأرثوذكسي فهو زني ، وهم من ثم أولاد زني ، ومنها أنهم ليسوا إنجيليين بل بروتستانت ( بالتحوير الجهول ) لأنهم لا يعرفون الإنجيل ، وبالتالي فهم ليسوا مسيحيين ، ويترتب علي ذلك ما افتري به أحد الأساقفة بأن الوثنيين أقرب للأرثوذكس من الإنجيليين .. وكل واحد من الإكليروس يعتلي المنبر أو حتي خادم صغير يظل يتفنن في البذاءة والكذب والافتراء ليحقر ما استطاع الإنجيليين والكنيسة الانجيلية .
هذا هو الوضع المتمكن في الكنيسة الأرثوذكسية والشعب الأرثوذكسي منذ زمن ، حتي جاءت الفاجعة الأخيرة بالاتهام المفضوح للقس البحيري وأسقفه ، وأساقفة آخرين ، بأن الإنجيليين زناة أولاد زني لأن زواجهم ليس علي الطقس الأرثوذكسي ؛ فضلا عن بذاءات أخري من التراث القذر المحفوظ من الشتائم والأكاذيب والافتراءات .
وكانت تلك لحظة فاصلة لبابا الأسكندرية أن يتخذها أساسا لتصحيح خطأ تاريخي فادح في كنيسته الأرثوذكسية وشعبه ..
انتظرنا بيانا تصحيحيا تاريخيا من البطريركية يبريء ساحة الأقباط الأرثوذكس من هذا الاعتقاد الجارح الظالم الشائن المعتدي ، بأن الإنجيليين زواجهم باطل وهم زناة .. هذا الاتهام الخطير الذي هو الآن جزء لا يتجزأ من الإيمان الأرثوذكسي ، يردده الكهنة والأساقفة في كل مجال ومناسبة ، ويعلمه أساتذة وأستاذات مدارس الأحد للنشء في كل المراحل ..
كنا ننتظر بيان اعتذار تاريخيا حاسما - يصير وثيقة نهائية من الآن وللمستقبل - يصدره البابا يشرح فيه الزواج ، ورؤيا الانجيل للزواج ، ويبرئ الزواج الإنجيلي/البروتستانتي من هذا الاتهام الباطل الشنيع ، بل يبرئ الإنجيليين/البروتستانت من هذا العدوان السافر علي إنسانيتهم ومسيحيتهم وايمانهم علي نحو قوي ونهائي .. لكن البابا كعادته في كل مواجهة جادة ينسحب بشكل يكسر نفوسنا وقلوبنا وعواطفنا ، ويحاول أن يحل المسألة بشكل مظهري خفي مع رئيس الطائفة ، معولا علي الشو الإعلامي المخادع ، بينما هو يترك الاعتقاد الآثم ساريا في كنيسته القبطية الأرثوذكسية دون اعتذار عنه ودون تصويب .
الأمر هكذا لا يكون هو المحبة المسيحية ، واستمراره علي النحو الظالم الحالي لا موضع له مطلقا في محبة المسيح !!!
الأمر يتطلب حالا وعاجلا - غبطة البابا المكرم - توجيها مجمعيا كوثيقة تاريخية للآن والزمن القادم كله ، للكنيسة القبطية الأرثوذكسية كلها - يتبعه منهاج عمل كامل - ينهي مهزلة هذا الاعتقاد الشائن الظالم المتجني ضد الكنيسة الإنجيلية والإخوة الكرماء الإنجيليين ؛ بل يقدم اعترافا حقيقيا بالكنيسة الإنجيلية فرعا جوهريا في كنيسة المسيح وفي الإيمان المسيحي القويم ، ويؤكد بمنتهي الوضوح واليقين أن ما يناهض ذلك هو بالحقيقة ضد المسيح !!!