بقلم : أشرف ونيس ✍️
💥 لم يكن كرما بل كان نبعا جافا ينبع كل جدوبة و قحط و قحول ، لم يكن يكتسي باخضرار  أوراقه فى عنفوان ربيعها بل كان يتشح بالذبول و الإنهيار و السقوط ، أين ذهب انتصاب قامات أشجارها فى شموخها ؟ لم و لن يوجد للسؤال مردود أو صدى بل ظلت الإجابة يعتريها التيه و بعضا من فناء !!!!

و ما الكرم إلا أرض بلا ثمر ، و ما أشجارها سوى أعمدتها أو بالأحرى رجالها التى انتزع منهم سمة الكيان - رجولتهم - فصاروا أشباحا أو بقايا بشر يهرعون إلى الدناءة حتى تأخذهم صاعقة الفاجئة المباغتة ليجدوا أن الدناءة قد ترفعت على أن تقبع أسيرة الحياة مع أمثال هؤلاء و أولئك !!!

كلَّت الأنظار عن رؤية العدل متمشيا متبخترا هنا أو هناك ، كما تضاعف الضعف للأبصار و الإبصار عن المراقبة و التطلع و المشاهدة لنخوة البشر التى لطالما بحثنا عنها فى كل حدب و صوب ، لعلنا نرمق حتى بعضا من بقاياها ، لكن هيهات لنا فى رؤية ذلك ، بل ظل الظلم متجبرا شامخا الى أعلى السماء أو قل ممتدا الى أعماق الجحيم ، فاستفحل و توغل الشر منتشبا بداخل القلوب حتى انكسرت و تكسَّرت الأعناق تحت وطأة الإثم و الذنوب غير المحدودة و غير المحصورة !!!

لقد تحول الشرف إلى ذل و انحطاط ، كما أمسى الشرفاء و النبلاء فى دروب الخسة و السقوط و الخلاعة سائرين ، فلقد صارت الشيبة فى أنظارهم بلا مهابة ، و العجائز عندهم عاجزين ، فبات الاستغلال و الاستقواء على الضعفاء بلا رادع أو حاجز ، بل استحكمت الخسة و حلقاتها فتحولت المفاهيم منقلبة متقلبة رأسا على عقب ، و هكذا صارت الحياة كما الممات أو قل إنها تخطت الممات وما بعده ، و إن كان فى الموت صمت و سكون لكن هاهى الحياة وقد تحولت الى عويل و صراخ و نحيب !!!

يهيم الخيال بنا ، مستجلبا من أرض التخيل عقارا لعلاج البشر ، غارزا و مستحييا فيهم أخلاقهم بعد أن فارقتهم ذاهبة بلا عودة إلى عالمها الآخر و مثواها الأخير ، و لكن هل سيجانبنا الصواب و يصيبنا الفلاح أم ستبقى البشر بلا بشرية تتطلع اليهم الوحوش مندهشة لما قد وصل و آل اليه حالهم ؟؟؟!!!