أثار انتشار خبر "انقراض وحيد القرن الأبيض الشمالي بعد وفاة آخر ذكر له" عبر مواقع التواصل الإجتماعي خلال الأيام الماضية جدل شديد بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي والمختصين المهتمين بالحفاظ على حياة الحيوان وآخرون معنيون بالطبيعة والتغيرات المناخية.

فقد أعربوا عن قلقهم من الخبر المؤسف والذي يترتب عليه اختفاء أحد الكائنات الحية الرئيسية عقب 55 مليون عام من الصمود والمواجهة مع مختلف الظروف والتغيرات التي ضربت كوكبنا لملايين السنين، ليصبح انقراضه ورحيله حدثاً مؤثرًا عالميًا، يثير مختلف الجدالات  والتساؤلات .!
 
• ما الذي حدث؟
بدأت الحكاية مع تغريدة نشرها حساب ScreenMix عبر تويتر تفيد بانقراض وحيد القرن الأبيض الشمالي رسمياً، حيث غرد الحساب قائلًا " نجا على مدار 55 مليون سنة وشهد العصور الجليدية والزلازل وضربات النيازك وشهد تغييرات تاريخية لا حصر لها على الكوكب لكنه لم يستطع البقاء على قيد الحياة مع البشر"، وقد تم نشر التغريدة برفقة صورة لنفوق وحيد القرن.
لاقت التغريدة والصورة انتشاراً واسعاً منذ اللحظات الأولى لنشرها والذي دعا المحمية الطبيعية "أُل بيجيتا" Ol Pejeta الكينية، وهي المكان الذي شهد نفوق وحيد القرن الذكر الأخير عالميًا (حيث كان يقيم وسط رعاية فائقة) الرد عليها، فكتبت عبر حسابها الرسمي على تويتر:
"على مدار الأيام القليلة الماضية ، ربما تكون قد شاهدت منشورًا نشره أصدقاؤنا في ما يتعلق بانقراض وحيد القرن الأبيض الشمالي، والذي يستوجب تسليط الضوء على الانقراض قدر الإمكان، حتى يدرك الناس أننا عند نقطة تحول في بقاء كوكبنا".
 
ثم غرد الحساب عدد من التغريدات المتتابعة والتي أوضحت التالي:
- أُعلن أن وحيد القرن الأبيض الشمالي انقرض عمليا في عام 2018 (ليس بالأمس!) عندما مات آخر ذكر على قيد الحياة. كان اسمه "السودان" وتوفي عن شيخوخة (عن عمر يناهز 45 عامًا).
- يعني الانقراض وظيفيًا أن عدد الحيوانات صغير جدًا لدرجة أنها لم تعد تلعب دورًا مهمًا في وظيفة النظام البيئي ؛ أو أن السكان لم يعودوا قادرين على البقاء.
- لم يكن "السودان" آخر وحيد القرن الأبيض الشمالي على قيد الحياة. لقد ترك وراءه ابنته ناجين وابنتها فاتو ، وكلاهما ما زالا على قيد الحياة حتى اليوم. ناجين تبلغ من العمر 31 عامًا ، وفاتو تبلغ من العمر 21 عامًا هذا الشهر.
تابعي المزيد: إحصاء عدد الأفيال الأفريقية من الفضاء
 
• هل يمكننا إعادة وحيد القرن الأبيض الشمالي من الانقراض؟
لم يتوقف الامر عند هذا الحد فبينما يناقش العلماء أخلاقيات التخلص من الانقراض، ظهر مشروع ساحر لإنقاذ وحيد القرن الأبيض الشمالي، حيث بعث وجود ابنتا وحيد القرن ناجين وفاتو، الأمل من جديد في استعادة الحيوان المنقرض.
الدكتورة ناتالي كوبر، العالمة في متحف التاريخ الطبيعي، بالسودان، أوضحت لجارديان عبر موقعها theguardian.com، أنه بعد ما يقرب من عقد من الزمان، يمكن أن تكون أندر الثدييات الكبيرة في العالم على شفا عودة مذهلة من الانقراض الوظيفي، حيث تأتي الجهود المتزايدة لإنقاذ الأنواع الموجودة المهددة بالإنقراض بشكل خطير، جنبًا إلى جنب مع حركة إزالة الانقراض الأوسع المثيرة للجدل والتي تسعى إلى إعادة نسخ من سلالات الحيوانات المفقودة ، مثل الماموث الصوفي، إلى الحياة.
(كان العلماء قد جمعوا السائل المنوي والبويضات من آخر أعضاء حية من فصيلة وحيد القرن قبل وفاته، على أمل أن يتمكنوا من زرع أجنة في ابن عم وحيد القرن الأبيض الشمالي كجزء من جهود إعادة التوطين لتنشئته من جديد.)
 
وحيد قرن جديد في غضون أربع سنوات...!
يذكر أنه تم أيضًا جمع البويضات من آخر أنثى وحيد القرن الإنجابية بفضل فريق بقيادة توماس هيلدبراندت، رئيس إدارة التكاثر في معهد لايبنيز لأبحاث الحيوانات والحياة البرية.
ومن ناحيته يؤكد جان ستيجسكال، مدير المشاريع الدولية في حديقة حيوان دفور كرالوففي في جمهورية التشيك، حيث وُلد آخر حيوانين من وحيد القرن الأبيض لـ ذا جارديان: " إنه في غضون أربع سنوات ، يمكن أن يولد وحيد القرن الأبيض الشمالي من طريقة الجنين، حيث تمكن زملاؤه في إيطاليا من صنع أجنة وهم الآن يقومون بضبط كيفية تلقيح البدائل. "بالطبع ، لا يتعلق الأمر بواحد فقط. قد يستغرق الأمر عقودًا لإنجاب عدد معقول من الأطفال ". بعد ذلك ، سيتحول الانتباه إلى تركهم يتكيفون ويتعايشون بشكل مستدام في البرية وهو "الهدف النهائي".