بقلم: إيهاب الهادي

 
ولدت فكـــــــــــرة فى خــــيالى
فطــــلبت قـلمـــى واوراقـــــــى
فهــما نبــض الحــياة لأفـكارى
 
فقـال لــى قـلمــى الحـــــــــبيب
ما عــدت قــادرا أن أســـتجـيب
أسنانى قصفت ولا يجدى طبيب
 
وها أنا يابسا عاجزا فى قبضتك
ودمـى ودمـعى لن يعــلنا فكرتك
فأمســك الممحـاة و إدفن كلمتك
 
ولملم الأوراق وأنثرها قصـاصــــات
تزفها رياح الجهل للموت رقصــــات
فوطنك صار وطن لعشق الرصاصات
 
دار هذا الحوار فى وقت سابق مع قلمى العزيز 
واليوم تحركت اصابعى لتمسك به ثانية لكنه صمت وابى أن يكتب شئ فقد تمكن الصدأ منه , وفى حركة عصبية بدأت فى تحريكه على الورق بسرعة يمينا تارة ويسارا تارة اخرى لإرغامه على الكتابة وأخيرا بدأت تظهر خطوط واهية متقطعة , فعاودت 
الشخبطة مضحيا بأول ورقة حتى يستمر القلم فى نزف مداده بإنسياب على أمل ان تبدوا الكلمات واضحة الا يكفى رداءة خطى !؟
 
وأخيرا بعد طول عناد رضخ القلم واستسلم بين أصابعى التى تيبست وهى قابضة عليه فلم تستطع الحركة بالقلم فوق الاوراق . فمدت يدى اليسرى لاصابعى لتستخلص القلم من بينهم واخذت اثنيهما للخلف وللامام حتى تنبسط عضلاتهم ويجرى الدم بينهما فتتورد بلونه وتنهى حالة التيبس تلك . لكن الدم لم يتدفق كالمعتاد واتشحت اصابعى بلون السواد .
سألت نفسى مذعورا ( انا ما عنديش دم ) أم ماذا حدث ؟
ذهبت سريعا الى قلبى وسألته وانا مرتجفا وبوجه شاحب : هل انت يا قلبى لازلت تنبض ؟ ام صرت عددا ضمن قائمة عداد الاموات ؟فلم اعد اسمع لك صوتا واختفى هديرك وإنطفئت كل مظاهر الحياة , أين الحب والدفء ؟ أين العواطف الجياشة ؟ وأين الرغبة فى الحياة ؟ 
 
أجابنى وقال لقد تحولت الضلوع من حولى الى سجنا كلما آتى بنبضة أو بفكرة وأضخها لتعطى الحياة أجد الضلوع وقد تحولت إلى جيش من العابثين سافكى الدماء فتعود الفكرة لى وهى محمولة فى نعش داخل كفنها .
تركت قلبى وقد اوجعتنى شكواه وطرقت على ابواب ضلوعى فأجابنى أحدهم بصوت أجش رأسك وما تحتويه من افكار هى من فعلت بك ذلك فدائما تفتخر بقلبك النابض وفكرك الواعد واهملتنا نحن لاننا عظام صماء بلا قلب أو مشاعر نعم افكارنا رجعية لكننا الاقوى فلتذهب النبضات وما معها من أفكار الى الجحيم فلن يضخ القلب من جديد ولن يصم أذاننا بهدير صوت الحياة ولا صوت سوف يعلو سوى صوت القبور .
وانقطع الحوار مع ضلوعى وذهبت سريعا الى راسى فبها العقل الذى له كل القدرات فى الفصل بين أعضاء الجسد الواحد لكى يأمر كل عضو أن يقوم بدوره ولكن للمفاجأة وجدت عقلى وقد إحتلته احدى الضلوع !!!