الأقباط متحدون - قبلاتي وأشواقي
أخر تحديث ٠٤:٠٥ | الأحد ٢١ اكتوبر ٢٠١٢ | ١٠ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٢٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

قبلاتي وأشواقي

بقلم: مينا ملاك

الرئيس الذي تعتبر جماعته إسرائيل عدو، وفي استاد المحلة كان يُهتف في حضوره ويقولون، على القدس رايحين شهداء بالملايين، ومن عيون كل اليهود طيروا النعاس، يللا يا عشاق الشهادة كلكم حماس، هو نفسه الرئيس الذي بعث خطاباً لرئيس دولة الجوار التي رفض أن يلفظ باسمها طيلة فترة توليه، أقول أرسل خطاباً ينضح بالمحبة والإعزاز، ينقصه قوله لرئيس إسرائيل قبلاتي وأشواقي، الرئيس يحب أعداؤه، يطبق قول الكتاب المقدس، أحبوا أعداءكم، طوباك يا سيادة الرئيس.
الرئيس يعتبر رئيس إسرائيل صديق عظيم له، وكأنهما متربين سوياً منذ أيام الطفولة، الرئيس فاته أن يقول له، يا شيمو يا صاحبي فاكر عم مرقس البقال إللي كنا بنجيب مع بعض من عنده بربع دخان نقسمه مع بعض، ده إنت يا شيمو حبيبي من أيام الجيزة، الرئيس يقول لشعبه الغلبان الكثير من دعاوي للجهاد وادعاء بالقضاء على دولة إسرائيل علشان يلمهم حوله، وكله في سبيل الكرسي والوصول له والنجاح في الانتخابات، لكن في خطاباته التي كان يعتقد أنها لن تنشر، يفشل في أن يمنع مشاعر الصداقة تظهر ما له حق، الصب تفضحه عيونه وساعات جواباته.

المرشد يحرج الرئيس، يدعو للجهاد في أحاديثه، والرئيس كيف يجاهد دولة رئيسها صديقه العظيم والوفي؟ وقد لا يكون بيريز هو الصديق الوحيد لرئيسنا الإخواني التربية، جهادي الهوى، الرئيس يقدر الجهاد، ويثور لأجل الغزاويين لكن هذا لا يمنعه أن يحتفظ بمشاعر صداقة وحب تنضح في خطاباته الرسمية الموجهة لرئيس إسرائيل، الرئيس ينقصه أن يهتف ويقول يا صديقي مد إيدك جرحي جرحك عيدي عيدك، ولكن الرئيس امتنع عن هذا فشيمو صاحبه أعياده يهودية لكن أعياد الرئيس الأضحى والفطر، الرئيس يحب الرئيس الإسرائيلي ويعتبره صديقه الصدوق، وينتظر الليل يليل ليجري للهاتف ويهاتفه في محبة، ويفضي له ببعض أسراره، ويتبادلوا معاً الحكايات، الرئيس لم يكن يستطع أن يفعل هكذا أيام النظام السابق، وإلا كانوا نعتوه بأشد الصفات وأقساها، فما أن سقط مبارك ونظامه إلا وتبادلا الصديقين لرسائل المحبة والصداقة. ويا محاسن الصدف، أصبح مرسي رئيساً هو الآخر مثله مثل صديقه، فانتهز فرصة تعيين سفير في إسرائيل ليذكره بصداقتهما التي يعتز بها الرئيس، يقدر الصداقة ونحن نقدر اعترافه بهذا، ونقدر لنافيه الرسمي أنه اعترف بأنه أرسل هذا الخطاب0  الغير متعارف على صيغته أبداً في أي حالة لتعيين سفير في أي بلد، لا لشيء إلا لأن السفير في هذه الحالة لا يعين في أي بلد وإنما يعين في بلد الصديق الأول، وما الصداقة إلا للصديق الأول.

المختصر المفيد لا تنه عن أمر وتأتي بمثله


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter