قداسة البابا تواضروس يطيب قداسة القديس يحنس كاما بدير السريان بوادي النطرون.
د.ماجد عزت إسرائيل
طَيَّب قداسة البابا تواضروس الثاني يوم ٢١ كيهك ١٧٣٨ش./ ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٢م.. جسد القديس يحنس كاما بدير السريان بوادي النطرون، وذلك بمناسبة عيد نياحته الذي تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم الثلاثاء المقبل (٢٥ كيهك - ٣ يناير).
ثم كانت لقداسته جلسة روحية مع مجمع رهبان الدير، بحضور نيافة الأنبا متاؤس أسقف ورئيس الدير.
دير القديس يوحنا القصير
يعتبر دير القديس يوحنا القصير من الأديرة المندثرة ببرية شيهيت بوادي النطرون، ويرجع تاريخ نشأته إلى القرن الرابع الميلادي.وأطلق على هذا الدير عدة مسميات منها دير أبو يحنس، ودير القديس يحنس القصير،ودير القديس يوحنا القصير، ودير القديس يوحنس القصير، ودير القدير يوأنس (يوحنا) القصير. والخلاصة هذا الدير ينسب إلى القديس يحنس القزم أو القس أو أنبا يحنس القمص وهو الأخ الروحي للقديس الأنبا بيشوي، وقد تتلمذ كلاهما على يدي القديس الأنبا بموا القمص بشيهيت.
والأنبا يحنس القصير وُلد هذا القديس عام (339م) ببلدة طيبة بجنوب مصر (الصعيد) من عائلة فقيرة، وقد ذهب إلى الأنبا بموا وترهبن وتتلميذ على يديه وكان عمره نحو 18 عامًا، وقد ألبسه الإسكيم المقدس `cxhma، وكان ذلك في عام(357 م). ارتبط صومه بصلواته، فكان دائم الصلاة في مغارة تحت الأرض.
عاش يوأنس أو يوحنا أخًا بالروح للأنبا بيشوي كوكب البرية، وكان يوأنس مطيعًا لمعلمه طاعة تامة يؤدي كل ما يأمره به في رضا وسكون. وقد أراد معلمه ذات يوم أن يمتحنه، فأعطاه عودًا يابسًا وقال له: "يا يوأنس أزرع هذه الشجرة"، فأخذها منه وزرعها على الفور وظل يسقيها ثلاث سنين. أزهر بعدها هذا العود اليابس، وتحول إلى شجرة باسقة مثمرة. وامتلأ معلمه الأنبا بموا فرحًا بهذه الشجرة، وكان يقطف من ثمرها ويقدمه للإخوة قائلًا: "ذوقوا وانظروا ما أشهى ثمرة الطاعة".
كان يوحنا يحسب نفسه أحقر الناس، لكن لا بروح اليأس بل بروح الرجاء في الله الذي يقيم المسكين من المزبلة. هذا التواضع المرتبط بروح التمييز رفع أعماقه ليصير أكثر قربًا من الله ويتمتع بغنى نعمة الله.
وبعد نياحة الأنبا بموا عاش يوأنس القصير مع الأنبا بيشوي بضع سنوات، وفي تلك الفترة زار البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 (385-412م) الصحراء وسيم يوأنس القصير قسًا، عرف عنه صبره مثل أيوب، إذ كان يتحمل كل ما يلاقيه من صعاب، ويتقبل أسئلة الرهبان ومناقشاتهم بصدر رحب. وقد نال يوحنا من الله موهبة شفاء المرضى، وقد ظل في الجهاد الروحي المستمر وخدمة تلاميذه ومريديه حتى تنيّح في عام( 409 م). وكان عمره يناهز السبعين عامًا.
ومن الجدير بالذكر بعد نياحته نُقل جسده إلى جبل القلزم بجوار السويس، ثم أعاده الرهبان إلى دير أبي مقار؛ ثم إلى ديره- دير القديس يوحنا القصير أو الأنبا يحنس بوادي النطرون- حتى تخرب فأعيد إلى دير القديس أنبا مقار، ولا يزال محفوظًا مع أجساد الثلاثة مقارات القديسين. على أية حال، دير القديس يوحنا القصير يبعد عن ديريّ السريان وأنبا بيشوي مسافة ثلاثة أرباع ساعة إلى الجنوب الشرقي.
وهو يقع بالقرب من دير الأرمن الذي يقع في الشمال الغربي لدير القديس أيليا أو الياس " دير الأحبـــاش" ومن الشرق دير القديس أبانوب، ومن الغرب دير يحنس (كاما) القصير. وهذا الذي تم اكتشافه في أواخر القرن المنصرم وبالتحديد ما بين عام (1991-1997م) على يد أحد البعثات الهولندية وبالتعاون مع الكنيسة المصرية.