د. أمير فهمى زخارى المنيا
يطالعنا المؤرخ العربي الأشهر (المقريزي) الذي يقول إن الخان مبنى مربع كبير يحيط بفناء ويشبه الوكالة، تشمل الطبقة السفلي منه الحوانيت، وتضم الطبقات العليا المخازن والمساكن، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى منشئه الشريف (الخليلي) الذي كان كبير التجار في عصر السلطان برقوق عام 1400 م.
بمعنى ان 600 عام أو أكثر هو عُمر حى خان الخليلى، الذى استطاع رغم مرور السنوات أن يحافظ على شكل مبانيه الأثرية وهو يعد من أهم وأعرق الأحياء التاريخية الموجودة فى القاهرة ويقع سوق خان الخليلي بجوار مسجد الإمام الحسين في القاهرة.
تم بناء خان الخليلى فوق مقابر الخلفاء الفاطميين والتى كانت تعرف بتربة الزعفران ويصف لنا المقريزى موقع هذه التربة بالنسبة للقصر فيقول:
" كان من جملة القصر الكبير التربة المعزية، وفيها دفن المعز لدين الله آباءه الذين أحضرهم في توابيت معه من بلاد المغرب وهم الإمام المهدى عبيد الله وابنه القائم بأمر الله محمد وابنه الإمام المنصور، واستقرت مدفنا يدفن فيه الخلفاء وأولادهم ونساؤهم وكانت تعرف بتربة الزعفران".
ويضيف المقريزى فيقول: "ولما أنشأ الأمير جهاركس الخليلى خانه المعروف بخان الخليلى في الخط المذكور أخرج ما شاء الله من عظامهم فألقيت في المزابل على كيمان البرقية.
وتمتد تربة الزعرفان من خان الخليلى حتى خلف المدرسة الصالحية موضعها اليوم هو السوق المعروف بخان الخليلى".
- ومن العجائب ان الامير " جهاركس الخليلى " منشئ هذا الخان قد مات ميته بشعه ويرجع المقريزى سبب هذه الميته لانتقام الهى منه حيث يقول المقريزى :
“واتفق للخليلي في موته أمر فيه عبرة لأولي الألباب حيث قتل وترك على الأرض عاريا وسوءته مكشوفة، وقد انتفخ وكان طويلا عريضا إلى أن تمزق وبلي، عقوبة من الله تعالى بما هتك من رمم الأئمة وأبنائهم”.
- يتميز خان الخليلي بمعماره الإسلامي الأصيل، بأزقته المتراصة والمتداخلة والمبلطة بحجارة البازلت السوداء اللامعة، بأسقفه الخشبية التي استطاعت أن تتحدى، ناهيك عن المحلات والحوانيت والسراديب المليئة بالتحف النادرة، وذلك ما جعله أفضل أماكن اقتناء الهدايا والتذكار المصرية.
إضافة إلى المحلات التجارية والبازارات يضم خان الخليلي أيضا العديد من المطاعم الشعبية التي تدعو الزائر لتذوق الأطعمة المصرية الشعبية، وكذلك المقاهي وبالطبع لا تُفوِت احتساء بعض القهوة العربية أو الشاي الأخضر في مقهى الفيشاوي الذي يعود تاريخ تأسيسه لسنة 1769م، فهي تجربة رائعة يمكنك القيام بها قبل بدأ جولتك داخل السوق أو بعد أو عندما تشعر بالتعب.
لطالما كان حي خان الخليلي مصدر إلهام للكثير من الأدباء المصريين في أعمالهم، ولعل أشهرها رواية "خان الخليلي" للأديب المصري الكبير نجيب محفوظ.
واغنية الفنانة صباح كلمات الشاعر حسين السيد ***** سلمولى على مصر *****
- وأمانة لما تفوتوا من جنب الحسين
- تجيبولي شوية من النور اللي على الصفين
- خان الخليلى على يمينكم هداياه وحشانى
- تبقوا تجبولى توت عنخ المنقوش فى صواني
والى اللقاء في معالم من بلدى...تحياتى...
د. أمير فهمى زخارى المنيا