إن القاهرة هي عاصمة المماليك أو الدولة المملوكية التي تعتبر إحدى الدول الإسلامية التي حكمت مناطق واسعة من مصر وبلاد الشام والحجاز، وذلك من عام 648هـ المُوافق لعام1250م، حتى عام 923هـ المُوافق لعام 1517م.
أهم المعلومات عن عاصمة المماليك:
يمكن اعتبار عصر السلطنة المملوكية العصر الذهبي لمدينة القاهرة التي اتُخذت عاصمة المماليك، فبعد أن هدأت حدة الحروب الصليبية في بلاد الشام، وبعد انتصار السلطان المملوكي الظاهر بيبرس على المغول، تطورت القاهرة كثيراً.
فقد امتدت عاصمة الدولة المملوكية خارج أسوارها باتجاه الشمال، كما تمّ بناء مسجد متميز كان اسمه قديماً "جامع الصافية" قبل أن يعرف لاحقاً بجامع الظاهر.
وبالإضافة لكل ذلك فقد كان هناك نهضة عمرانية، وأنشأت الأسواق والقناطر والجسور، كما جرى تشييد العديد من الحمامات والمساجد والخانات وغيرها من الأبنية التي تتميز بالجمال والفخامة.
وبالعموم فقد عمّ الرخاء على عاصمة المماليك، وتسابق الأعيان على بناء أروع فنون العمارة، وازدهرت التجارة مما جعلها الفترة الذهبية في تاريخ مدينة القاهرة.
تقع القاهرة على ضفة نهر النيل الشرقية، وقد كان عدد سكانها في ذروة نهضتها أثناء الحكم المملوكي يصل إلى نصف مليون نسمة.
أهم مميزات القاهرة عاصمة المماليك:
إن القاهرة أثناء اتخاذها عاصمة المماليك كان لها ميزات متعددة من أبرزها ما يلي:
1. كَبُر حجم مدينة القاهرة بالعصر المملوكي، وتضاعف عدد سكانها، وكان البذخ كبير جداً على العمارة من قبل المماليك.
2. كانت واقعة على خط التجاري الرئيسي الواصل بين الغرب والشرق.
3. ازدهرت التجارة بالدولة المملوكية عموماُ وبعاصمتها القاهرة بشكل خاص، ومن أكثر أنواع التجارة ازدهاراً كانت تجارة التوابل.
4. الازدهار الثقافي والفكري الكبير ضمن الدولة عموماً وعاصمتها بصورة خاصة.
5. ارتقاء عدد من الصناعات وتطورها ازدهارها، ومن أبرزها صناعة النسيج والمعادن والزجاج.
6. الاهتمام الكبير بفن النحت.
7. بناء جامعة الأزهر التي كانت تعتبر حينها المركز الإسلامي التعليمي الأول.
النهضة العمرانية في عاصمة المماليك:
كما ذكرنا شهدت القاهرة عندما كانت عاصمة المماليك نهضة عمرانية كبيرة جداً، وبالخصوص في عهد أسرة قلاوون والتي دام حكمها على مصر ما يقارب المائة سنة.
فقد قام السلطان المملوكي المنصور قلاوون بتشييد عدد من العمارات المتميزة والساحرة، ومنها قبة وضريح خاص به، بالإضافة إلى مدرسة الجليلة.
كما أنه أشاد مارستان (مستشفى كما يسمى حالياً) وجعله وقف يمكن لجميع أبناء البلد من مختلف الطوائف الاستفادة منه، كما سمح للعبيد الدخول إلى المارستان والاستشفاء فيه.
وبأيام حكم السلطان المملوكي محمد بن قلاوون شهدت القاهرة توسع كبير، سواء باتجاه الغرب أو الشمال الغربي، أو باتجاه الشمال عبر الصحراء.
وبتلك الفترة لم تترك قطعة أرض ضمن عاصمة المماليك دون الاستفادة منها ببناء مسجد أو مدرسة، أو سبيل، أو حمام، أو ضريح، أو وكالة، او غير ذلك، حيث شهدت البلاد بتلك الفترة ازدهاراً لا مثيل له.
كان السلطان محمد عاشقاً للعمارة، فعمل على ترصيع الأبنية الفخمة والساحرة، كما أنه قام بإنشاء ميدان للمسابقات والألعاب للأمراء تحت قلعة صلاح الدين التي عمّر داخلها قصور متعددة تتميز بفخامتها.
ونتيجة تشجيع العلم فقد تمّ تشييد جامعة لها مئذنتين، حتى قيل عن عاصمة المماليك في ذلك الوقت من قبل الرحالة ابن بطوطة الذي زارها بالعام 1326م "قهرت قاهرتها الأمم وتملكت ملوكها نواصي العرب والعجم".
وقد قام بتلك الأيام تقي الدين المقريزي، بتأليف موسوعة هامة عن خطط مصر عموماً وعاصمتها خصوصاً وصف السحر والجمال في العمارة وفنونها.
ومن أجمل ما شيّد بالعصر المملوكي مسجد ومدرسة السلطان حسن بن قلاوون، الذي سعى إلى تشييد أجمل مسجد بالقاهرة.
وقد استمرت العمارة تتطور في عصر المماليك الجراكسة الذين استمر أمراؤهم وسلاطينهم ببذخ الكثير من الأموال عليها، وعملوا على بناء العديد من الأبنية الجميلة، والمساجد والمدارس والأضرحة، مما جعل عاصمة المماليك إحدى أجمل المدن في ذلك العصر.