هل هناك أهم من الاهتمام بالأرض التي نعيش عليها كلنا؟ اقرأ هنا كل ما تريد معرفته عن 5 ديسمبر، اليوم العالمي للتربة.
5 ديسمبر - اليوم العالمي للتربة
هل تعلم أن هناك أكثر من 800 مليون شخص حول العالم يعانون من الجوع. وللأسف من بينهم ملايين الأطفال الذين لم يفعلوا أي شيء على الإطلاق ليستحقوا تلك المعاناة. يتناول الكثير من علماء الأغذية والزراعة حقائق ضرورة زيادة الرقعة الزراعية على كوكب الأرض بنسبة تتعدى الـ 50% لمجابهة مثل تلك الأزمات والقضاء على الجوع والأمراض المتعلقة به. لأن هناك أعداد مهولة أخرى غير هؤلاء الـ 800 مليون يعانون من أمراض سوء التغذية وأمراض أخرى متعلقة بنقص المواد الغذائية وعدم تنوع الغذاء بالشكل السليم. رغم التطور التكنولوجي الذي نعيشه، ورغم وجود آلاف الجمعيات والمؤسسات الخيرية، والمساعدات الدولية الضخمة، لا يزال يشكل الجوع تهديد كبير للإنسان.
هذا الزمان الذي نعيشه هو ليس الأفضل فيما يتعلق بكل تلك الأمور المتعلقة بالزراعة وصحة كوكب الأرض بشكل عام. نحن نعيش مفارقة مؤسفة. المفارقة هو تشكيل الزراعة أزمة للإنسان. الإنسان الذي تعلم الزراعة منذ آلاف السنوات. لم يحتاج سوى الأدوات البسيطة واستئناس الحيوانات لتطوير نهضات زراعية هائلة في مختلف الحضارات في شتى أماكن الأرض. تخيل الإنسان القديم في نهضته الزراعية لديه ذكاء اصطناعي ونظم ري وعلوم هندسة وراثية! لكن لماذا هذا التدهور رغم كل هذا التقدم؟ لماذا تشكل لنا الزراعة أزمة عالمية بينما تعلمناها منذ آلاف السنين؟ هذه هي المفارقة، وهذه هي أسباب رعاية منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة اليوم العالمي للتربة في مقرها في روما في 5 ديسمبر من كل عام.
أسباب تدهور التربة الزراعية
الغرض من الاحتفال بهذا اليوم هو زيادة وعي الناس وتذكيرهم بأهمية التربة الزراعية. الأمر لا يقتصر فقط على الزراعة والمواد الغذائية. حيث أن التربة تساهم بشكل كبير في موازنة المناخ وأيضًا المياه العذبة على كوكب الأرض. باختصار، حتى لو تمكنا من الحصول على الطعام بأشكال أخرى دون الزراعة ولا نحتاج إلى الزراعة على الإطلاق، سوف نظل في احتياج إلى التربة الزراعية لأنها المكان الصحيح لمختلف مركبات الكربون الكيميائية، التي سوف تلوث الهواء لو لم تستقر في تربة زراعية. والتربة الزراعية هي أيضًا المنظمة لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون والمواد الأخرى التي من شأنها موازنة النظام البيئي على كوكب الأرض.
كوكب الأرض. لو نفكر في اسم الكوكب ندرك أهمية الأرض والتربة الزراعية وضرورة الاهتمام بصحتهم. وهذه هي من أهم أسباب تذكرتنا جميعا باليوم العالمي للتربة في 5 ديسمبر من كل عام. نحن لا ندرك أهمية التربة، تساهلنا كثيرًا في البناء على الرقعات الزراعية في كل بلاد العالم. وأدى هذا إلى معظم الأزمات الغذائية التي يعاني منها ملايين البشر في مختلف الأماكن. ويعد انخفاض حجم الزراعات والاستثمارات المتعلقة بالأنشطة الزراعية هو من أهم أسباب تدهور الرقعة الزراعية بنسبة تتعدى 33% من إجمالي الرقعة الزراعية على كوكب الأرض.
يمكننا المساهمة في المحافظة على التربة وعلى كوكب الأرض
في اليوم العالمي للتربة. ترعى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الحملات والاحتفالات المتعلقة بتذكرة الدول والهيئات والشركات والأفراد بأهمية التربة. ودورنا نحن كبشر في المحافظة عليها بأشياء بسيطة جدًأ يمكن أن تساهم بشكل إيجابي في المحافظة على كوكب الأرض وعلى التربة الزراعية.
الوعي وحده يعتبر بداية جيدة لنا جميعا. وهذه من أهم رسائل اليوم العالمي للتربة. ومن أهم أسبابة رعاية منظمة الأغذية لهذا اليوم بحسب منشوراتهم. يجب أن نعلم جميعًا ضرورة الحفاظ على مساحة كافية من التربة الزراعية. يجب أن تزيد المساحة بنسبة تتعدى الـ 50% لنتمكن جميعًا من القضاء على كل أمراض الجوع. قد يكون هذا شيء صعب بسبب تكدس السكان بالفعل على الرقعة الزراعية في مختلف بلاد العالم، لكن لا يظل هناك أمل في زيادة المساحات الزراعية أيضًا في مختلف المدن الجديدة والمشاريع الزراعية الضخمة التي تشكل الآن معظم المساحات الزراعية الموجودة. ليس كل منا لديه صلة بذلك الأمر وقد يظن الكثير أن الأمر لا يعنيه! لكن وجب الوعي لأن حياتنا كلنا متعلقة بحصة التربة الزراعية، وليست متعلقة فقط بمن يعملون أو يعيشون في بيئة زراعية.