بقلم / رامى حافظ
• مقدمة :
يعرف فى الدول الديمقراطية المستقرة ان المائة يوم الآولى هى شهر العسل للحاكم للتعرف على مؤسسات الدولة وجوانب الحكم المتعددة ، ونظراً لاننا فى سنة آولى ديمقراطية فقد تقدم العديد من المرشحين فى برامجهم الانتخابية بالحديث عن خطته من أول يوم ولآخر لحظة فى مدة ولايته بل بعضهم وصل به الخيال للحديث عن برنامج الولاية الثانية ، وبأنتهاء الانتخابات الرئاسية وفوز الدكتور مرسى برئاسة الجمهورية بدأ الحديث عن البرنامج الانتخابى والوعود الرئاسية وأصبح الكل فى حالة ترقب لتنفيذه وهنا يعكس الأمر جانب ايجابى وهو رفع وعى المواطنين بأهمية البرامج الانتخابية ، وهذا فى ظل ممارسة كافة الأطراف كل آليات الديمقراطية لأول مرة فى ظاهرة تعد تقليداً للدول المستقرة ديمقراطياً دون مراعاة العوامل المصرية ومدى تأثيرها فى العملية الديمقراطية بأكملها .
• الفرق بين المصطلحات الثلاثة :
وبمرور الوقت ظهرت ثلاث انماط من التفكير كل منها تعبر عن تيار مختلف تماماً عن الآخر نظراً لعدة عوامل ولكن هذه التيارات الثلاثة تناست ان مصر تمر بمرحلة تحول ديمقراطى وبالتالى كل هذا الارتباك شئ طبيعى ، وهو ما يفسر قول البعض ان المرحلة الانتقالية لازالت مستمرة ونظراً لشدة الارتباك تذهب بعض التحليلات ان المرحلة الانتقالية ستستمر لولاية مرسى الاولى .
هذه التيارات الثلاثة هى :
- الأول ، معارضة الأخوان : وهم شركاء الثورة مع الاخوان والذين يمثلون المعارضة وكل هدفهم هو تحقيق أهداف الثورة دون النظر لأى اعتبار آخر بل انهم يتعاملون مع الاخوان على أنهم جزء منهم وعليهم تنفيذ رغباتهم ، لذا تجد بعضهم ينفعل ويخرج عن الآطار ويقول ان الاخوان باعوا الثورة وخانوها وانهم بذلك تحالفوا مع النظام السابق لأسقاط الثورة والقضاء عليها ، والبعض الآخر ذهب الى ان الاخوان يعملون على استغلال الفرصة للسيطرة على الدولة وما الثورة هنا الا فرصة لتنفيذ رؤيتهم السياسية والدينية على الحكم والدولة .
- الثانى ، أفشال الأخوان : وهم رجال النظام السابق والذين لديهم موقف حاد ضد الثورة بطبيعة الأمور التى أنهت على مراكز نفوذهم وقوتهم ، وهم بطبيعة الحال ضد الاخوان باعتبارهم جزء من الثورة وآحد نتائجها ويتميزوا هؤلاء بقوة المال والعلاقات المتشعبة والتى لازالت قائمة فى بعض مؤسسات الدولة ، وبالتالى هم يعرقلون آى عملية تغيير حقيقية ويستغلون فى ذلك مؤسسات الدولة القديمة فى حسم معاركهم مع السلطة القائمة مستغلين حالة التفكك الثورى الموجودة حالياً والتى كانت أهم نتائجها اقتتال الثوريين فى ميدان التحرير .
- الثالث ، عقلية الاخوان : وهم ليسوا فقط ابناء جماعة الاخوان المسلمين ولكن يضاف عليهم ابناء التيار الاسلامى وكذلك بعض قيادات النظام السابق التى ارتمت فى حضن الحاكم الجديد وان كان اخوانياً فهم اعوان الملك السابق الذى تحدث عنهم ميكافيللى ، ونظراً لطبيعة العمل السرى الذى تربوا فى ظله طوال السنين السابقة فلازال الأمر شديد الصعوبة فى التعامل مع الوضع الجديد بالأضافة لأدارة دولة مثل مصر بكل ما تحمله من مشاكل والدور الذى تلعبه .
• النتائج :
1- عرقلة الثورة وتحقيق أهدافها وأفشال عملية التحول الديمقراطى فى مصر .
2- ظهور شرعيات بديلة أكثر تطرفاُ كأصدار قرارات هى تخالف صحيح الدستور والقانون كنوع من رد الفعل وعلى المستوى الجماهيرى ظهور جماعات متطرفة ترى فى السلاح حسماً للصراع فى أطار شرعية الأمر الواقع وذلك فى ظل حسم القضايا بفتاوى الدينية .
3- تأخير عملية بناء مؤسسات الدولة طالما ان القضايا والقرارات تحسم بمظاهرات واعتصامات وغيرها من أساليب القوة والتى تستجيب الدولة لها كنوع من تخدير المشكلة دون التطرق لحلها من الجذور .
وقد تحققت هذه النتائج بالفعل وللخروج من هذه الأزمة .
- بدء الرئيس مرسى فى تشكيل حكومة وحدة وطنية تحظى بقبول سياسى لدى القوى الوطنية وانهاء تحالفه مع العسكر ورجال النظام السابق .
- تنفيذ وعده الرئاسى باعادة التوازن للجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور وخاصة ان الجميع متفق الآن على الاطار العام للدستور والخلاف يتلخص فى مسألة الشريعة الاسلامية التى حسمها الآزهر الشريف .
- بدء برنامج لتحقيق العدالة الاجتماعية تشارك فيه صناعته القوى الوطنية حتى يحظى بالقبول الشعبى وذلك فى اطار زمنى لا يتخطى الاربع سنوات مدة ولايته .