رفعت يونان عزيز
من خلال دائرة الأفكار لديها وحتي تكتمل تحقيق  النبؤات التي تعرفها ,  كانت تسمع مطيعة واثقة في  كل ما قاله الملاك لها من قبل الرب وكانت تحفظه في داخلها 
 , ولتكتمل الطمأنينة للعذراء وتحقيق لكل النبؤات عن من يتقدم بالإعلان عن المسيح الرب كلمة الله المتجسدة في العذراء وعن قدرة الله علي كل شئ فالغير مستطاع عند الناس مستطاع لدي الله .  نجد الملاك سريعاً ما يكمل حديثه لها "وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا،" (لو 1: 36). "لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ»." (لو 1: 37). "فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ." (لو 1: 38). فهذا الحديث نجد بشارتين البشارة الأولي هي لذكريا الكاهن وزجته إليصابات بالرغم من شيخوختهم المتقدمة لتتأكد أن الله كل شئ  لديه مستطاع مهما كان فهو خالق الأكوان ومحبته تفوق كل العقول . لذا أستجاب لطلبتهما . وإن وعود الله صادقة وأمينه وفي مواعيدها حسب خطته تكون . هيا نأخذ جانب من مشاعر وإحساس داخلي . هل  مثلما كان  يحدث لغيرها من النساء  لو أخذت  غيرها هذه البشارة العظيمة وولد منها المسيح ؟ حسب انتظار كل النساء لهذا الحدث الإلهي لوجدنا نوع من الفخر والسعادة والكبرياء والتعاظم علي الآخرين وتريد الجميع يخدموها ويكرموها هذا من الناحية الدنيوية حقها فهذه الكرامة تنفرد بها عن نساء العالم .  إلا أننا وجدنا غير كل ذلك من العذراء وجدناها متواضعة خاضعة في تسليم كامل لمشيئة الله وخطته تعاملت علي طبيعتها خادمة للكل تؤدي كل عمل بدون رخو أو كسل ,  لم تهلل أو تصيح لم  تتعالي وتتكبر علي الآخرين ولم تفكر لحظة في نفسها تنظر علي إنها أفضل وتفتخر بأن الله ميزها عنهم ولم  تتعامل معهم لأبد أن يخدمها ويطيعها الجميع , بل حسبت نفسها خادمة الرب وكل ما يحدث لها بعد حلول كلمة الله في أحشائها كانت تحفظه في داخلة بصمت ورضا تام  . ننتقل لجانب أخر مشقه وتعب بالرغم إنها كانت حامل بالمسيح  لم تتعاظم وتقول أنا أم الإله أو تقول أنا تعبانه واحتاج من يخدمني لكن محبتها وإنها خادمة الرب ولأنها خادمة أمينه فكانت نشيطة قامت مسرعة إلي الجبال إلي مدينة يهوذا  لتخدم نسيبتها إليصابات  لأنها كبيرة في السن ودخلت لبيت ذكريا وسلمت علي إليصابات . هنا كانت الشهادة والتوثيق من الروح القدس علي لسان إليصابات . فلما سمعت إليصابات سلام مريم أرتكض الجنين في بطنها أي سجد للإله المتجسد فامتلأت إليصابات من الروح القدس , وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك , وهذا يدل كل خطوة من خطة الله تسير بالشواهد والتوثيق من عند الله وتكمل   فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي . فهوذا حين فهوذ صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب . هنا شكرت مريم الرب وفرحت وقالت تعظم نفسي الرب ,  وتبتهج روحي بالله مخلصي 
لأنه نظر إلى اتضاع أمته. فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني , لأن القدير صنع بي عظائم، واسمه قدوس رحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه صنع قوة بذراعه. شتت المستكبرين بفكر قلوبهم .  أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين ,  أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين  , عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمة  . كما كلم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد  . كل هذه الأحداث دلالة علي أن الله لم ينظر إلي جاه أو سلطان أرضي لكنه ينظر جواهر الإيمان والثقة به إلي المتواضع الذي يتقيه. ويرفعه وينزل الكبرياء يشبع جياع النفوس خيرات روحية لذا نجد مريم العذراء وإليصابات وزكريا دخلوا إلي أولئك الجياع  ويصرف المتكلين علي ذواتهم  المكتفين بخيراتهم الأرضية المادية التي لا تؤهلهم للحياة الأبدية بفداء وخلاص المسيح من الموت الأبدي .... تابع العدد القادم جوانب  للعذراء  في التجسد الإلهي منها ...