تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لمجموعة من الشباب في حفل تنكري، في احتفال مبكر برأس العام الجديد، بإحدى الجامعات المصرية، التي تنوعت ما بين الرعب والتاريخي، إضافة إلى ارتداء النقاب لبعض الطالبات، تجسيدا لحقبة ما في تاريخ مصر، وهو ما أثار جدلا واسعا.
إبداع أم ابتذال ؟
أثار حفل تنكري بجامعة الاقصر، جدلاً واسعاً، بعد أن ظهر طلاب كلية الفنون الجميلة بالجامعة بأزياء تنكرية بعضها يمثل تجسيدا لمفهوم الرعب فنيا.
ومع انتشار الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، قوبلت بردود فعل مختلفة، وتم طرح تساؤلات حول الفرق «بين الإبداع» من جهة، و«الابتذال» وإثارة حفيظة الجمهور من جهة ثانية.
تنافس فني بين الطلاب
قالت كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، إن «الحفلة التنكرية» شهدت تنافساً بين الطلاب بإظهار طاقاتهم الفنية في تجسيد شخصيات سينمائية شعبية مصرية من سيناء ومن وجه بحري والصعيد.
وأضافت في بيان لها: «كما تناولت بعض الشخصيات المصرية القديمة، تجسيداً لجميع ربوع مصر تاريخياً وجغرافياً، وتأكيداً على فهم الهوية المصرية، في تصميم الأزياء والماكياج، كما تناول بعض الطلاب في زيهم بعض النماذج العالمية، تأكيداً على دورهم في فهم ورسم الشخصيات الإبداعية».
هجوم السوشيال ميديا على الحفل
قوبلت صور الأزياء التنكرية التي ارتداها الطلاب في الحفل، كذلك الشخصيات المرعبة التي جسدوها، بانتقادات من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروها «خالية من الجمال».
وعبر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن الماكياج والازياء، جاءت ضد ثافة وقيم التسامح والتعايش والسلام الاجتماعي داخل المجتمع، وكرست لمبادئ متطرفة غريبة عن المجتمع المصري، وتدعو للافكار الهدامة الرجعية.
صميم دراسة الطلاب
أوضح الدكتور أحمد محيي حمزة، عميد كلية الفنون الجميلة بالأقصر، أن الهجوم الذي تعرض له الحفل، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غير مبرر، خاصة أن هذا الفن انتشر بوضوح وأصبح نوعا من أنواع الترفيه، وهو حدث يعطي فرصة لأصحاب المواهب أن يصمموا أزياء تنكرية مستوحاة من أفلامهم وألعابهم المفضلة، ويضفي جواً من البهجة والسعادة داخل الكلية، ويشجع الطلاب ويحفزهم على اكتشاف مواهبهم المختلفة.
وأضاف في تصريحات صحفية، إن الحفل جزء من النشاط الفني لطلاب شعبة الفنون التعبيرية وفنون المسرح بقسم الديكور، وفي صلب تخصصهم الدراسي، حيث يدرسون ديكور السينما والمسرح والماكياج».
وتابع: «الحفلة أقيمت كمعرض متحرك في فناء الكلية، وقام فيها الطلاب باستعراض مهاراتهم في الديكور والماكياج، وتناولوا موضوعات وأفكارا متنوعة، فظهر بعضهم بأزياء فرعونية، وآخرون بأزياء من التراث الريفي المصري، وكذلك ملابس صينية، وجسد آخرون شخصيات من أفلام رعب».
تعزيز لدور الفن في خدمة المجتمع
وأشار الدكتور عمرو عبد العاطي، أستاذ الفنون التعبيرية، ورئيس قسم الديكور السابق بالكلية، إلى أن «هذه الفعالية الفنية تستهدف تنمية المهارات الفنية والإبداعية لدى طلاب الكلية».
وتابع في تصريحات صحافية «يكتسب الطلاب فيها مهارة المساهمة في الأفلام المصرية والعالمية من خلال التدريب وتنمية مهاراتهم على تصميم الأزياء والمؤثرات البصرية المختلفة، مما يعزز من دور الفن في خدمة المجتمع».