بقلم /شريف منصور
سقطات و نتائج افعال حزب الناتو في حق البشرية . من ليبيا الي اوكرانيا .
خرقت سياسية أوروبية الصمت الغربي المريب، وذكّرت الناتو بما فعله بالقذافي، مشيرة من دون مواربة إلى أن الزعيم الليبي الراحل اغتصب بحربة!
فما تفاصيل الجريمة التي يتجاهلها الجميع؟
كلير دالي، العضو في البرلمان الأوروبي من إيرلندا، قالت ما يتحاشى الغرب الحديث عنه أو تذكره أو حتى الإشارة إليه، لافتة إلى أن الزعيم الليبي معمر القذافي أثناء هجوم الناتو على ليبيا "اغتُصب بحربة وقتل برصاص في الرأس".
و وصفت السياسية الأوروبية في ليبيا بأنها بعد تدخل الناتو أصبحت بلدا "مزقته الصراعات، واقتصاده مدمر، وسكانه الذين كانوا في يوم من الأيام الأغنى في إفريقيا، انجروا إلى الفقر وغرقوا فيه. يتم شراء وبيع المهاجرين في أسواق العبيد. يأمل مليون شخص في الحصول على مساعدات إنسانية. هذا بلد المقابر الجماعية والجرائم ضد الإنسانية. هذا هو إرث الناتو، هذه هي استراتيجية الناتو لحقوق الإنسان والديمقراطية".
هذه الوقفة المحرجة جدا للناتو وللغرب برمته، تعييد طرح سؤال بسيط عما جرى في مدينة سرت الليبية، فجر يوم الخميس 20 أكتوبر 2011؟ ومن كان وراء جريمة قتل القذافي البشعة؟
هذا ما احاول عرضه بالتفصيل من خلال سرد أبرز الروايات والشهادات عما جرى في مدينة سرت وأطرافها في ذلك اليوم التي طارد فيه حلف الناتو القذافي وسلمه إلى جلاديه. حلف الناتو الذي الاعضاء فيه يتشدقون بحقوق الانسان و الانسانيه .
سرد أفراد من حرس القذافي وأنصاره الذين كانوا متحصنين معه في الحي السكني رقم 2 بمدينة سرت، عن قناصة محترفين من "حلف الناتو" كانوا يطلقون نيرنهم من مبان عالية، ويصفون الوضع حينها بأنه حصار خانق في ظروف صعبة جدا.
ويروي مقاتل سابق كان مع القذافي في سرت يدعى مفتاح اوحيدة دبنون، أن أحد قناصة الناتو الذين قال إنهم تمركزوا في شوارع رئيسة في الحي رقم 2، أصاب في مقتل "سليمان الشيباني"، أحد حراس القذافي عندما خرج من منزل كان يوجد به العقيد.
وقال الرجل في شهادته: "لم يكن هناك إمدادات، وكنا مُحاصرين، والحي السكني رقم 2 كان مُحاصر من الشرق والغرب والجنوب، وفي الشمال كانت تتواجد البوارج في البحر، وكانت مرئية بالعين".
صباح 20 أكتوبر 2011 بعد شهرين من الحصار والقتال، خرج القذافي وحراسه ونجله المعتصم وعددٌ من المقربين منهم أبرزهم، وزير دفاعه لعقود، أبو بكر يونس جابر، من الحي السكني رقم 2.
كان الرتل يضم نحو 50 عربة دفع رباعي، حسب رواية من أنصار القذافي، في حين ذكر بيان لحلف شمال الأطلسي أن القافلة كانت تضم أكثر من 75 عربة.
وفيما قال أحد شهود الواقعة أن الرتل كان متوجها إلى حي الزعفران الواقع غرب الحي رقم 2، ذكر آخر أن الهدف كان وادي جارف في نفس الاتجاه.
بعد دقائق، في الساعة 8:30 صباحا، أغارت طائرات فرنسية على ما وُصف بـ"عربات عسكرية تابعة للقذافي بالقرب من سرت". وأعلنت باريس أنها غير متأكدة من مقتل القذافي في الغارات.
بعد ذلك، صرح وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه بأن الطائرات الفرنسية المشاركة في عملية الناتو في ليبيا، أوقفت رتلا من المركبات أثناء فرارها من سرت، مسقط رأس القذافي، مشيرا إلى أن "الزعيم الليبي المخلوع" كان في ذلك الرتل، معلنا أيضا، أن المقاتلين الليبيين هم من هاجم القافلة وقتل القذافي! وبالطبع هذا كذب واضح جدا !
أما حزب الناتو أعلن أن طائرة للحلف قصفت 11 مركبة في قافلة مدرعة للزعيم الليبي معمر القذافي كانت منطلقة بسرعة كبيرة خارج سرت، مشيرا إلى أنه لا يعلم بوجود القذافي من عدمه في الرتل! وهل حقا فرقت معهم ؟ وهل هذا يعطي حزب الناتو الترخيص لقصف عربات مدنيه علي ارض دوله ليست تحت سيادتهم او امرهم ؟ اليس تصرف الناتو الاخرق المملوء رعونهً وغطرسه يدل علي ان حزب الناتو اصبح خطرا علي استقرار العالم ؟
وقال بيان للحلف بهذا الشأن: "كانت هذه المركبات المسلحة تغادر سرت بسرعة عالية وكانت تحاول شق طريقها بالقوة حول ضواحي المدينة"، فيما أعلن الحلف أنه دمر في البداية عربة واحدة فقط، ما أدى إلى تعطيل القافلة وتشتت عرباتها.
وروى الكاتب ان الناتو مجموعة تتكون من حوالي 20 مركبة واصلت، بعد الضربة، السير بسرعة كبيرة من الجنوب في اتجاه غرب سرت. ثم شنت طائرات أخرى غارة على هذه المجموعة ودمرت وأعطبت 10 عربات.
وقيل في اليوم الثاني لاستهداف الرتل إن "القذافي ألقي القبض عليه حيا لكنه توفي فيما بعد وهو في أيدي مقاتلين في ظروف لا تزال غامضة!".
وأكد حلف شمال الأطلسي أنه لم يكن يعلم، وقت الضربة، أن القذافي في القافلة، مشيرا كذبا أن استهداف الأفراد ليس من "سياسته". بالطبع هذا ادعاء كاذب وعار من الصحة .
ولم يفصح الحلف عن الدول التي نفذت الغارات، إلا أن فرنسا سارعت إلى نسبتها إلى سلاحها الجوي، ورد مسؤول بالناتو بأن طائرة أمريكية مسيرة من طراز "بريداتور" شاركت في الهجوم.
منظمة هيومان رايتس ووتش كانت أكثر دقة، حيث أفادت في تقرير لها بأن طائرات الناتو ضربت رتل القذافي بقذيفتين موجهتين بالليزر زنة كل منهما 500 رطل، ما أدى إلى إصابة الرتل بالشظايا وإلى سلسلة انفجارات ناجمة عن اشتعال النار في عربات كانت تحمل الذخائر.
هذه هي صورة ما جرى في سرت من أحداث رهيبة، بدأت الساعة الثامنة والنصف وانتهت قرابة الحادية عشر والنصف، وبينهما امتدت ثلاث ساعات من الأهوال..
وفي الخاتمة نشير إلى أن الأكاديمي الأمريكي المتخصص في العلوم السياسية، آلان كوبرمان، كتب مطلع يوليو 2013، مقالة بعنوان "تدخل إنساني نموذجي؟!"، أعاد من خلالها تقييم تدخل الناتو العسكري في ليبيا عام 2011، جاء فيها "إن دراسة مسار العنف في ليبيا قبل وبعد تحرك الناتو تظهر أن التدخل جاء بنتائج عكسية. أطال التدخل مدة الحرب بنحو ستة أضعاف، وزاد عدد القتلى من سبعة إلى عشرة أضعاف، وفاقم انتهاكات حقوق الإنسان، والمعاناة الإنسانية، والتطرف الإسلامي، وانتشار الأسلحة في ليبيا وجيرانها. إذا كان (تدخلا نموذجيا)، كما يدعي كبار مسؤولي الناتو، فهو نموذج للفشل"