بقلم: أسامة بسماتيك
ومن الملاحظ أن السيد المسيح له المجد فى تعاليمه فى أمور كثيره قد استخدم أسلوب الأمر او النهى مما نفهم منه وجوب الألتزام بها .

فى حالة الأمر على سبيل المثال:
إنجيل متى 13:7
«اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ!

إنجيل لوقا 27:6
«لكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ،

إنجيل متى 39:5
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.

إنجيل متى 23:5-24
مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.أنجيل متى

23 فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ،
24 فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.

و فى حالة النهى على سبيل المثال:
إنجيل متى 22:5
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.

إنجيل متى 19:6
«لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ.

إنجيل متى 25:6
«لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟

إنجيل متى 1:7
«لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا،

و من الملاحظ فى هذه الآيات أنه بالرغم من أستخدام فعل الأمر و النهى إلا ان الكثيرين يروا أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل الألتزام المطلق بها و تنفيذها.

و الجدير بالذكر أنة قد أستندوا الي القول  المتردد لا طلاق ألا لعلة الزنا .. فهو قول ليس الا_ولا توجد أية نصية بالكتاب المقدس بهذا النص_ و جعلوها بصيغة النهى المطلق كما يتردد،
 لا طلاق ألا لعلة الزنا ..   حتى يكسبوها قدسيه الشريعه من فم السيد المسيح له المجد , و ذلك بالرغم من الآيه الواضحه

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 18-19:22
لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذَا الْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذَا، يَزِيدُ اللهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ الْمَكْتُوبَةَ فِي هذَا الْكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ، يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ.

وجديرا بالذكر أن لائحة 38 التي تنص علي 9 أسباب للطلاق مؤيدة (مدعمة) بأيات من الكتاب المقدس،وهي بقرابة المطابقة  أو متشابهة مع لوائح الاحوال الشخصية للطوائف الارثوذكسية الاخري مثل لائحة 37للروم الارثوذكس ولائحة29 للسريان الارثوذكس ولائحة 46 للأرمن الارثوذكس.

ولازالت كل هذة الطوائف الارثوذكسية تعمل باللوائح سالفة الذكر في أمورها للأحوال الشخصية ماعدا كنيسة الاقباط الارثوذكس دون سواها .

مع العلم بأن كنيسة السريان والارمن الارثوذكس في شركة مع الكنيسة القبطية الارثوذكسية من حيث العقيدة والتناول والاسرار المقدسة .

فهل بعد التغير (التعديل) في لائحة الاحوال الشخصية للكنيسة القبطية تستمر هذة الشركة أم تنقطع الشركة بين هؤلاء الكنائس الشقيقة ؟ 


 وجدير بالذكر أيضا أنة لاتوجد أية بالكتاب المقدس بها أمر أو نهي عن الطلاق_وعلي سبيل المثال مايلي:-

«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَق. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي«متي 5:31


«وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي»متي 09:19


فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا«مرقس11:10


ويبدو من النص الحرفي للايات وكأن الامر متروك لضمير الزوج أو الزوجة_حيث كما نقرأ ( من طلق ) و ( ان طلقت ) و ( من يتزوج ) و ( ان تزوجت ) ولا يوجد أي أمر أو نهي  .

و مما يذكر أيضا أن الخضوع المطلق , أى الخضوع كما للسيد المسيح له المجد لم يذكر إلا فى علاقة الزوجه بزوجها كما فى الآيات

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 23:5
لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ.

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 24:5
وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ

وهذا الادعاء يذكرني والكثيرين يوم صلب السيد المسيح
حيث اجتمع الكثير من الناس وهم على ثلاثة مجموعات

الأولى: هي مجموعة اليهود الذين صرخوا “اصلبه، اصلبه، اصلبه” بصرختهم هذه عبّروا عن كرههم للمسيح وعدم  قبولهم له في حياتهم، وهذا ما يقع فيه الكثير من المسيحيين إذ يرفضون السيد أن يكون في حياتهم اليومية ويرفضون وصاياه التي تمنعهم عن السرقة والكذب والقتل والزنى وأي خطيئة أخرى فيريدون أن يصرخوا مع هؤلاء اليهود “اصلبه، اصلبه”، ولكن رفضهم هذا يتحول إلى كره للمسيح ولكنيسته، وهي حالة كل البشر الذين اعموا بسبب من أهوائهم فأخذوا يطالبون بموت المسيح بحجة أنهم يدافعون عن إلههم وعن شعبهم.

وهم المجموعة التي انكرت السيد المسيح وادعت علية بكل باطل سواء من داخل البيعة او خارجها.
ويحضرني هنا قول الكتاب
" حتى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب ؟" مزمور2:4

الثانية: هي الفئة المتمثلة ببلاطس الذي رأى أن المسيح بريء ولا يستحق الموت ولكنه خوفاً من الشعب من حوله أرسله للموت، وهو كالكثير منا، الذين يؤمنون بالمسيح ولكن خوفاً من الناس الذين من حولهم أو خجلاً منهم يرسلون المسيح إلى الموت أي يعصون الوصايا لا ضعفاً بل خوفاً وخجلاً من أن يعتبروا مخبولون من الناس حولهم. فبعض السارقون يذهبون للسرقة بسبب الفرصة التي تتاح لهم، حسب موقعه في وظيفة ما، وإن لم يستغلوها يعتبروا أغبياء من كل من حولهم من الناس، فيستغلون الفرصة، أي يسرقون، فيرسلون بذلك المسيح إلى الموت.

وهم المجموعة السلبية التي لا تدافع عن الايمان بالرغم من أن شهداء الكنيسة قدموا حياتة من أجل كلمة حق.
ويحضرني هنا قول الكتاب

" مُبْرِيءُ الْمُذْنِبِ وَمُذَنِّبُ الْبَرِيءِ كِلاهُمَا رِجْسٌ عِنْدَ الرَّبِّ"أمثال15:17

الثالثة: الفئة المتمثلة برسل وتلاميذ ووالدة المسيح الذين أخذوا يبكون على صلب السيد، هم يمثلون الكنيسة، فيرون ظلم العالم وفساده ولكنهم يصبرون معتمدين على صرخة المسيح: “اغفر لهم يا أبت لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون ”

فالكنيسة الصابرة هي التي ســتكون جمـاعـة القيــامــة ، لأن الذي يقبــــل الصليب ولا يرفضه في حياته يصبح من هؤلاء الذين قاموا بعد موت الصليب لحياة أبدية.

وأتذكر هنا جماعة منكوبي الاحوال الشخصية بالكنيسة القبطية.فبالرغم من كل الضغوط والاضهاد والظلم  والحرمان
الذي يتعرضون لة للزج بهم الي الخروج عن الايمان لحل مشاكلهم .الا ونجدهم متمسكين بالايمان رجائهم في السيد المسيح مستنيرين طريقهم بقول الكتاب المقدس

" هكَذَا لَيْسَتْ مَشِيئَةً أَمَامَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ. " متي14:18
 
مع أي جماعة ستقف، أخي، الصليب أمام عينيك مرفوع فما عليك إلا أن تقرر

مع اليهود الصارخين “اصلبه، اصلبه”

أم مع بيلاطس الذي أرسل المسيح للموت

أم الكنيسة الصابرة التي ستنال فرح القيامة لا محال؟؟؟

لك الحرية و لك القرار وأنت ستحصد النتيجة!!!