بقلم: محمد زيان
الإجرام صناعة واحتراف، فلا يمكن أن يخرج علينا أحد يدعي الإجرام، إلا وأن يكون قد تدرب عليه، وحصل على شهادات فيه، ويكون له تاريخ كبير وجذور ضاربة في أعماق الإجرام، فالمجرمون يعرفون بعضهم في التنظيم، ينفذون إجرامهم على من عاداهم، كثيرون هم المجرمون في هذا الزمان.
المجرمون هم الذين يعتدون على حقوق الآخرين.. يقللون منهم.. ينتقصونهم في كل شيء، ولا يريدون لهم وزنًا.. دائمًا متعالون، ولديهم نزعة الاستكبار على الناس، يخالفون النص "إن الله لا يحب المتكبرين".. يُظهرون عكس ما يُبطنون، ويظنون أنهم الفائزون، رابحون، الصاعدون إلى أعلى العاليين، وهم النازلون الخاسرون الذين يهوون إلى أسفل السافلين.
المجرمون يعتدون على الحريات، يعتدون على الحُرمات، وعلى النفس، وإن وصل الأمر لدرجة القتل، والله حرَّم قتل النفس إلا بالحق، تراهم متكبرون، يديهم دائمًا ملطخة بالدماء، وإن ابتعدوا عنه فترة، فإنهم يحنون إليه بين الحين والآخر، يقتلون أناسًا أبرياء، ويدنسون من يدنسون، يعذبون من يعذبون، هم الفاجرون، وهم العدو فاتخذهم عدوًّا.. فاحذروهم.
المجرمون يبثون سمومهم في كل مكان، ويرسلون رسل القتل.. ميليشياتهم إلى كل الميادين تهاجم الناس، وتحاول أن تلوي أدمغتهم، وتفرغها مما تعتقد، ولو بالقوة، أكثرهم مجرمون في إلقاء الحجارة، والضرب بما يستطيعون.. مدربون على ذلك في معسكراتهم التي طالما تدربوا وأعدوا فيها للإجرام.
المجرمون يعتدون على القانون، ويحاولون أن يقلبوا الحقائق، ويهدروا قوته، ويدوسونه بالأحذية، ويُعِزون من يشاؤون، ويذلون من يشاؤن، يعتقدون أن بيدهم الخير وهو الشر، ولا ينجو منهم أحد، يتطاولون على مَن ينفذون القانون، ويحاولون إسقاطهم في مناصبهم، يهددون ويُرهبون، ويعودون لكي يكذبوا، وأكثرهم الكاذبون.
المجرمون يكذبون، ويرجعون في كل كلامهم، فهم الكاذبون المخادعون الذين يتدثرون بعباءة الدين؛ ليُمرروا قبحهم تحت ظلاله، والدين منهم براء، لفظهم شر لفظة.. قاتلهم الله أنى يؤفكون، مجبرون في الأرض تحسبهم جميعًا، وقلوبهم شتى.
المجرمون منافقون، يصرحون ويهدرون قرارات، وبعد ذلك يرجعون في قلوبهم مرض، فزادهم الله مرضًا، يقولون على الله ما لا يفعلون، ويحاولون ضرب وحدة الناس؛ لأنهم حاقدون على التوحد.
المجرمون هم الخاسرون في النهاية؛ لأن الشعب ابتدأ يفهم ألاعيبهم، أكاذيبهم، سرقاتهم، نفاقهم، وتجبرهم في الأرض، وما تخفي صدورهم أكبر.