الأقباط متحدون - عصـابة الحكم
أخر تحديث ٠٨:٥٦ | الجمعة ١٩ اكتوبر ٢٠١٢ | ٨ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩١٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

عصـابة الحكم

بقلم: حنا حنا المحامي
أعزائى القراء ..... هل مصر تحكمها حكومه؟ هل هناك نظام وقانون فى مصر؟ هل هناك نظام ومسئولون يرعون مصالح الشعب؟  هل هناك فى مصر الخالده العظيمه حكم وحكام؟

الاجابه بملء الفم::لا

ولكن كلمة "لا" يتعين أن يكون لها ما يساندها ويعضدها ويؤيدها.  وهذه هى الحقيقه ذلك أن القول المرسل فى مثل هذه الامور لا ولن يساوى المداد الذى كتب به.

وإلى القارئ العزيز اقدم البرهان على ما أقول.

عاث المشير طنطاوى وعصابته فى مصر فسادا فقد اقترفوا ما اقترفوه من جرائم فى حق الشعب  المصرى مسلميه ومسيحييه ما شاءت له الجريمه.  وهذا من الناحيه الاداريه الفنيه أمر لا بد منه.  ذلك أن حكم الدوله والتحكم فيها كان أمرا لم يكن يحلم به الضباط غير الاحرار.  فمن ثم أرادوا أن يثبتوا وجودهم ولكن بجهل مطبق وعشوائيه لا يعامل بها إنسان إلا من جاهل وشخصيه تسيطر عليها الجهل والتعصب والتهور الاخرق.

وقد كان هذا هو  حال المجلس العسكرى.  ثله من الضباط وجدوا أنفسهم بين يوم وليله أنهم أصحاب البلد ويمكنهم أن يفعلوا بها ما يفعله السكير فى أى ماخور أو خماره.  ذلك أن السلطه التى وجدوا أنفسهم فيها بعد أن كانوا فى قاع المجتمع جعلتهم يفقدون توازنهم أمام الاحداث, أى حدث فكانوا يتجاوبون مع الاحداث والتطورات بكل جهل وغطرسه وتهور بحيث يكون لهم إعلاما مدويا. وطبعا ذلك الاعلام المدوى لن يتحقق فى ظل القانون والاعراف السلميه التى تعرف القياده والحكم الراقى والنظيف لانهم لا يفقهوا فيها شيئا.  فمن ثم لا بد أن يكون لهم ولتصرفاتهم دوى يحقق لهم الوجود ويبرز لهم السلطه والسلطان.

فى ظل هذا الجهل والعجرفه والعنطزه راح المجدلس العسكرى يتصرف تصرف المغرور الذى يريد أن يجعل من نفسه شيئا يذكره التاريخ ولو من أقذر الابوب.  فلجأ إلى وسيلة القتل والسحق.  وقد استغل روح التعصب التى نشرها المخلوع وعصابته وما نشره من روح الكراهيه فى الشعب المصرى بين فئاته المسيحيه والاسلاميه وتصور أنه يمكنه أن يدخل التاريخ ... كما قلنا ولو "من أقذر الابواب".

تصور الاقباط المساكين أن الامور قد تغيرت وأن التظاهر السلمى الذى ليس إلا وسيله سلميه للتعبير عن الرأى والاحتجاج على ما يعانيه الاقباط من تعد وقتل وتهجير قسرى وهدم مساكن وكنائس فسار الاقباط فى مسيره سلميه ذلك أن دينهم يحرم عليهم العنف وتكوين ميليشيات واستعمال أسلحه وأية أساليب إجراميه أخرى.  راحوا فى مسيره سلميه يحتجون على الاضطهاد الممنهج. للاقباط عسى أن تستيقظ الضمائر وتتحرك القلوب ولكن ...... هيهات.

بدلا من أن تستيقظ الضمائر وتتحرك القلوب تجاه الحق وفى لحظه من الشجاعه .. شجاعة المقاتل .. شجاعة الضابط, فإذا بالخسه تطغى وبالنذاله تسود وبالجبن يتحكم فتآمروا على العزل واستأسدوا على المسالمين فشرعوا فى تمثيليه خسيسه لا تخرج إلا من جبان يريد أن يستأسد وخسيس يريد أن يرتدى رداء الشجاعه فارتكبوا تمثيليه لا تقل عن خستهم وتآمروا مع الاعلام المضلل ووزيره الامعه الذى لا يجيد إلا الشر والخسه وادعوا "كذبا" أن الاقباط العزل يعتدون على الجيش المدجج بالسلاح والدبابابت والمصفحات.  فما كان من جرذان المجلس العسكرى إلا أن انتشر انتشار الناموس مع الفارق ان الناموس ينشر المرض أما هؤلاء فينشرون الدم ويزهقون الارواح.  أرواح الابرياء الذين فى عمر الزهور والذين لم يتعلموا الشر بل تلقنوا دروس القداسه والمحبه والتسامح. الذين لا يعرفون العدوان ولم يكوّنوا ميليشيات بصوره لم يصدقها أنصار الشر.  بصوره لم يتخيلها العوّا فادعى أنهم يخبئون الاسلحه فى الاديره.  فلما أدرك أن المسيحيه لا تنشر إلا السلام تراجع فى اتهامه الذى اترك للقارئ أن يصفه.

وأمام تلك التمثيليه الرخيصه وجد رجال الشر ضالتهم المنشوده فراحوا يستأسدون على العزل فطاحوا فيهم قتلا ودهسا وإراقة للدماء الغاليه البريئه التى لم تسر فى مسيرتها إلا حبا فى وطنهم وحرصا على تماسك كيانه ووحدته وتعبيرا عن ألمهم لإضطهاد اخوتهم فى الوطن وفى الدين.  لم يستعملوا سلاحا لانهم أبناء السلام, لم يتلفظوا بألفاظ نابيه لانهم أبناء القداسه, لم يستعملوا سلاحا وميليشيات لانهم أبناء المحبه ولكن قوى الشر لا تعبأ بالقيم ولا بالاخلاق ولا بالانسانيه بل على العكس فهى تعادى هذا جميعه.

راحت قوى الشر تنفذ الاوامر وترتع فى دماء الابرياء العزل فراحت تطاردهم حيث لاذوا بالفرار وبعض منهم قد احتمى بمصرى مسلم أصيل أبى أن يسير فى مسيرة الغدر والخسه, فحافظ عليهم هو ورجاله وموظفوه فى وطنيه وإنسانيه دافقه يذكرها لهم  التاريخ.  كما يذكر التاريخ قوى الشر والمجلس العسكرى.
ولما كان الشرير لا يتفجر منه إلا الشر ولما كان الشر لا يعرف الطريق المستقيم أو السوى فقد تآمر المجلس العسكرى مع الاخوان على أن يبيع الاوائل مصر بشعبها ومبادئها وقيمها وثرواتها إلى الاخوان.

ولما كانت أمريكا الشيطان الاكبر تعرف نقطة الضعف المصريه ولا تريد لها خيرا فى صالح إسرائيل ولما كانت على علم تام أن الاخوان هدفهم الاول والاسمى هو الجاه والمال والسلطان بأى ثمن ولو على حساب كل القيم والانسانيه, فقد سعت الشيطان الاكبر إلى أن تستحوذهم فضخت الملايين لجيوبهم التى لا تشبع ولم تلبث أن حققت مبتغاها على حساب كل القيم لانها على علم تام أن القيم عمله فاسده فى مصر فى ذلك الزمان ونجحت فى خطتها من خلال التزوير ومن ثم فقد اعتلى السلطه الاخوان ونفذت أمريكا خطتها كامله على حساب كل القيم والاخلاق, لانها تعرف أن القيم والاخلاق أصبحت عمله فاسده فى مصر عامة ومع الاخوان خاصة.

وها هم الاخوان .. وفى ستار الدين قد اعتلوا السلطه بعد ما ينوف على ثمانين عاما من السعى المستميت إلى تلك السلطه. ................... !!!
استبدل الاخوان الاسماء فلم يجدوا إلا محمد مرسى العياط.

وفى أول ضربه لا تعرف الاخلاق وإذا بالعياط يطيح برجال المجلس العسكرى الذين حملوه على الاكتاف ليعتلى السلطه.  ورغم أن تلك الاطاحه كانت تعبر عن الغدر من ذلك المجلس لانها ضد الدستور إلا ان الشعب صمت لأن الخيانه غدرت ببعضها البعض.

تلا ذلك اعتداءات دستوريه من مرسى العياط كانت جميعها كفيله بأن تطيح به من كرسيه.  ولكن لا يعترف الاخوان بقانون أو دستور أو قيم أو أخلاق.

كما أقال العياط المجلس العسكرى, قرر أن يعيد مجلس الشعب المنحل بقرار منه.  إنه الرئيس .. إنه أعلى سلطه فى الدوله, إنه الواحد الاوحد ولم يكن الهدف عودة مجلس الشعب بقدر ما كانت محاوله للاستئثار بكل السلطان ليذهب القانون إلى الجحيم.  ولم لا؟  إنهم قد اعتلوا السلطه على أشلاء القانون.  ولكن الشعب الفطن تحدى محاولة الاستئثار بالسلطات فطعن فى قرار الاعاده وما لبث أن انتصر الشعب فى معركة التحدى.  وهنا لنا وقفه.

لم يدرك العياط أن الشعب المصرى شعب طيب ولكنه عنيد إذا تجاوزت الامور الحدود.  وهنا نجد أن العياط قد جاوز كل الحدود إذ أنه أراد أن يستأثر بهذا القرار بالسلطه التنفيذيه والتشريعيه والقضائيه.  فما لبثت دعوى عدم الدستوريه أن أقيمت وما لبث قرار العياط أن أبطل شكلا وموضوعا.

كان هذا القرار, قرار عودة مجلس الشعب الغير دستورى كفيلا بأن يقيل العياط من منصبه لانه اعتدى على الدستور والاعتداء على الدستور من أكبر الكبائر فى الدول الديمقراطيه التى تفقد رئيس الحكومه الثقه فورا.  ولكن مجلس الشعب غير موجود حتى يعلن فقد الثقه.  وحتى لو كان موجودا بالصوره التى كان عليها فأغلبية السلوكيات والقرارات لا ولن تعترف بقانون أو عرف أو دستور.

مع ذلك, هذه الواقعه تعد بسيطه بالنسبه لما يلى:

أعلن وزير الشباب الاخوانى أسامه يس أنه استعمل قناصه فى موقعة الجمل وأنه وقتئذ كان يقود الفرقه 95 مسلحه إخوان مسلمين كما أنه كان المنسق العام لجماعة الاخوان المسلمين فى ميدان التحرير أثناء تلك الموقعه.

 أدرك العياط أن جرائمهم قد انكشفت وسوف تنكشف جرائم الاخوان رويدا رويدا إذ أنه ما خفى إلا ويستعلن.  إذن لابد من تعيين إخوانى فى منصب النائب العام حتى يعمل على التستر على الجرائم التى لا تحصى.  ومن ثم ما لبث أن أصدر قرارا بنقل الناتب العام عبد المجيد محمود من منصبه حتى لا يكشف المستور.  ومن ثم أصدر قرارا لنقله سفيرا فى الفاتيكان.  أى شلوت إلى أعلى.  ولكن لا زال لنا أمل معقود على القضاء رغم كل التجاوزات التى راح ضحيتها الاقباط.  تمسك النائب العام بمنصبه وبدستورية منصبه وبعدم دستورية القرار.  وما لبث قضاؤنا الشامخ العظيم أن وقف وقفة رجل واحد متحديا القرار الغير دستورى الذى أصدره العياط بصفته رئيسا للجمهوريه.

مرة أخرى كان قرار العياط الغير دستورى كفيلا بأن يقيله من منصبه.  خاصة وأن القرار الغير دستورى كان مقرونا بالكذب المعتاد فقد ادعى أن النائب العام قد استقال وقبل المنصب الجديد, وفى تحد قوى وواضح طالبه النائب العام بإبراز تلك الموافقه المزعومه. ولو كان هناك ذره من احترام مركزه ومنصبه كرئيس منتخب كما يدعى لما تردد فى الاستقاله.  والاستقاله لها سببان الاول عدم احترامه للسلطه القضائيه والاعتداء عليها, والثانى الكذب المفضوح والمكشوف.  ولكن حتى لو أراد ذلك فهو لا يملك من أمره رشدا.  إنه يعمل تحت لواء المرشد والشاطر وخلافه.

والملاحظ أن العياط عمل على استخدام كل المجرمين وخريجى السجون والقتله والسفاحين حتى صهره ولا فخر كان سجينا فى قضية رشوه فأصدر له عفوا.  صدق من قال "هبله ومسكوها طبله".

لذلــــك.. فإنى لن أشك ولو للحظه واحده أن الشعب المصرى العظيم لن يدخر وسعا فى أن يتخلص من هذه العصابه التى تحكم مصر.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع