الخميس ١٨ اكتوبر ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم: مينا ملاك عازر
القبطان هو رئيس جمهورية المركب، والقبطان يبُحر مسترشداً ببوصلة، وإن خربت البوصلة يسترشد بالنجوم، وإن غيَّم الجو ولم تعد النجوم واضحة فالقرار الأول والأخير لقبطان المركب، أيوه إللي هو رئيس جمهورية المركب، وإحنا قبطاننا مسترشد بالمرشد، والمرشد يسترشد بمصلحة الجماعة، والكل بيخدم على الجماعة، قوانين ودستور، والمركب بتغرق، السؤال بقى لما الجماعة ما بتعرفش تبحر بالمركب بتبحر ليه؟ ما تخليها في حالها ما المركب مش ناقصة مصايب، كان مالك بالسياسة لما ما بتفهميش فيها؟ كان مالك بالحكم لما جنابك مالكش فيه؟ كان مالك بالدستور لما حضرتك ما بتفهميش فيه؟ مال جنابك بالإعلام لما سيادتك ما لكش خبرة إعلامية؟ مالك ومال التشريع لما حضرتك ما بتعرفيش تشرعى؟
يبدو إن حضرتك لك نزعات استِأثارية تميل لاقتناص كل شيء، والتكويش على كل حاجة، بغض النظر عن إن كنت بتفهمي فيها ولا ما بتفهميش، أشعر بأن ما تعانيه مصر أو المركب إن من يقودوها يقودونها بإحساس شبعة بعد جوعة، بعد أن كانوا مساجين ومبتعدين عن الحكم فجأة كل شيء دان لهم فتعاملوا معه بمبدأ الطفاصة السياسية، كُل كل شيء ولا تترك لغيرك شيء، مصر ليست كعكة نقسمها لنأكلها ولكن وطن نعيش فيه كلنا بالمشاركة وبالمحبة لكن ما يزعجنا أن قبطاننا يعمل لمصلحة جماعة تعمل بالسمع والطاعة وليس لمصلحة وطن يحتوي الجميع، الجماعة تجمع أعضائها وتقصي الآخرين، أما الوطن يجمع الكل مهما اختلفوا، ومهما كان خلافهم، فهل يحولوا مصر لجماعة أم يبقون عليها وطن ليعش فيه الجميع؟ هل القبطان سيبقى قراره الأول والأخير من رأسه دون استرشاد بالبوصلة أو بالنجوم أم أنه سيبقى يسترشد بمستشارين يوقعونه من نقرة لدحديرة من قرار خاطئ لقانون كارثي لدستور إقصائي تخريبي، هل تصبح مصر أسيرة أم تبقى أثيرة في عيون الجميع؟ هل يصحو حب الوطن في قلوب أولائك مستخدمي العنف مع معارضيهم كما فعلوا الجمعة الماضية؟ بالمناسبة استخدام العنف والشتيمة والسباب بالبذاءات مع المعارضين معك فكرياً دليل على ضعف موقفك، وعدم قدرتك على مجاراتهم، ومقارعتهم الحجة بالحجة، مما يعني أنك ديكتاتور وجماعتك ديكتاتورة، وأن مستقبل البلد تحت حكم جماعتك مظلم بفضل طريقة تعاملك المتعالية المتطرفة، فهل تبقى كما أنت عنيف في حوارك وديكتاتور في قراراتك، وترزي في قوانينك، ومخرب في دستورك بما يعني أنك تهيئ البلد لثورة جديدة لتطح بك يوماً ما.
المختصر المفيد نداء إلى قبطان المركب، ارجع عما برأسك المركب ملكية عامة للجميع، كفاك ثقوب ببدن المركب وإلا ستغرق.