يستعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال ساعات لافتتاح قصر المنتزة وهو واحد من القصور الملكية بمصر، بناه الخديوي عباس حلمي الثاني سنة 1892 في مدينة الاسكندرية.
تبدأ قصة المنتزه، عندما أعجب الخديوي عباس حلمي الثاني بالمنطقة حين كان يتنزه على شاطئها رفقة فرقة موسيقية كانت تعزف وقتها، وأسرته بجمالها، وعلى الفور قرر بناء قصر وحدائق للاصطياف والتنزه، وأشرف بنفسه على تنظيم حدائق القصر وكان يهتم بها شخصيا وأطلق عليها وعلى القصر مسمى واحدا هو "قصر المنتزه".
وفي عام 1892، أصدر حلمي قرارا بإنشاء قصر السلاملك، وهي كلمة تركية تعنى مكان الرجال، على خليج المنتزه الصغير أعلى تل ارتفاعه 17 مترا، كان يستخدم كموقع عسكري، وهذا ما يفسر وجود مدافع حربية في حديقة القصر من الناحية المواجهة للبحر، وصمم مهندس القصور الخديوية آنذاك ديمتري فابرشيوس باشا، اليوناني الأصل، قصر المنتزه، مستوحيا التصميم من الطراز النمساوي السائد في القرن التاسع عشر، إرضاءً لرغبة الخديوي وصديقته الكونتيسة ماري تورك فون زندو، والتي أصبحت فيما بعد زوجته وعرفت باسم جلفيدان هانم.
يضم قصر السلاملك أربعة عشر جناحا، لعل أهمها الجناح الملكي، الذي يطل مباشرة على حدائق المنتزة، والحجرة البلورية، والمخصصة للملكة، وأطلق عليها هذا الاسم لأن كل ما تحتويه مصنوع من البلور والكريستال الأزرق النقي.
وبعد عقود، قرر الملك فاروق عهد إنشاء مكتب الملك بقصر السلاملك، وإضافة سينما خارجية وإنشاء كوبري يربط جزيرة الشاي بالقصور الملكية، وبناء عدد من المباني الخدمية الملحقة بالموقع مثل صهريج المياه وبرج الساعة ومحطة القطار الملكية، ومكاتب الإدارة والركائب الملكية، والتي نفذها المهندس المعماري المصري البارز مصطفى باشا فهمي.
وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، انتقلت ملكية القصور والحدائق إلى الدولة، وفتحت أبوابها للمواطنين للاستمتاع وقضاء أوقات الفراغ والاستجمام على شواطئها. وقد شهد القصر انعقاد القمة العربية الثانية بمصر والتي عقدت في الإسكندرية من 5 إلى 11 سبتمبر 1964.
في 2019، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمواصلة عملية التطوير الشامل للمنطقة، ودراسة السبل المثلى لتعظيم الاستفادة منها كمقصد سياحي ولتصبح همزة وصل مع مختلف المدن الرئيسية بحوض البحر المتوسط، وذلك في ضوء التراث الفريد والروائع المعمارية التاريخية التي تتمتع بها المنتزه، إلى جانب موقعها الجغرافي وشواطئها المتميزة.