الاربعاء ١٧ اكتوبر ٢٠١٢ -
٣٣:
٠١ م +03:00 EEST
بقلم اسامة نصحى
لم يعش اى شعب فى العالم فى حالة ثورة دائمة أو ادار كل امور حياته – كما يحدث فى مصر الان- من خلال الخروج الى الشارع الذى يبدأ سلميا ويتحول الى اشتباكات وقطع طرق.
متى نؤمن بان التغيير فى العالم المتحضر – والذى نأمل ان نعيش حتى تصبح مصر احد دوله – يتم من خلال صندوق الانتخاب .. الجميع يمتثل للقانون وللسلطة الحاكمة اى كانت واى كانت اخطائها حتى تأتى فترة الحساب والانتخابات الجديدة ويبدأ التغيير .
الغوغائية لن تصنع دولة متحضرة وانما ستجعل البلاد تتحول الى معارك يومية فى الشارع كما حدث فى ميدان التحرير مؤخرا.
لابد ان تتوقف القوى السياسية عن التربص ببعضها البعض ... ومن يحلم بثورة كل عام تجىء بفصيل سياسى مختلف يسعى لان تسقط الدولة فى دوامة من عدم الاستقرار ولن يستطيع احد ان يقدما شيئا لمصر كل مائة يوم كما يتصور البعض لان المشكلات عميقة ومتراكمة .
وهذا بالطبع ليس دفاعا عن الرئيس مرسى وجماعته لاننى ابعد ما اكون عن هذا التيار .
ولكن هناك تعبير شائع فى كرة القدم " لاتحاسب المدير الفنى بالمباراة بل قيم نتائجه فى نهاية الموسم " وبالقياس فانه من الاولى ان يطبق الامر على رئيس الدولة وان ننتظر السنوات الاربع التى ارتضاها الجميع فى الدستور ثم يبدأ الحساب .
الهدوء ربما يساعد صانع القرار على علاج المشكلات اما حالة الثورة الدائمة فهى غير موجودة فى تاريخ البشرية .
والرجل اخطأ واصاب فى هذه الفترة القصيرة ورغن تحفظاتنا على منهج التيار الدينى الا ان الانقلاب عليه لن يكون الافضل لمصر بل مساعدة هذا التيار على ابراز الايجابيات التى لديه خاصة فى مجال حقوق الانسان والاقليات ومساعدته على علاج السلبيات المعروفة عن توجهاته فى هذا الشأن .
ويكفى انه رغم انه ينتمى لجماعة دينية لم يستخدم تعبير " انا رئيس مسلم لدولة مسلمة " والذى استخدمه الرئيس الراحل انور السادات وتعايشنا معه 11 عاما شهدا اعنف الاحداث الطائفية ابرزها الزاوية الحمراء .
لن يستبد احد بعد بمصر لان الشعب خرج من القمقم والمطلوب اتاحة الفرصة ثم الحساب .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع