هربا من مخاطر التدخين وأضراره القاتلة لجأ مدخنون مؤخرا، إلى وسيلة جديدة بديلا للتبغ، يحسبونها أقل خطرا أو أنها تمثل بديلا آمنا، معتقدين أنها تساعدهم على الإقلاع عن التدخين، حيث لاقت ظاهرة السيجارة الإلكترونية رواجا كبيرا بين أوساط المدخنين.
الفرق بين السيجارة الإلكترونية والتبغ ؟
السيجارة الإلكترونية تحاكي في تصميمها السيجارة العادية، فهي قريبة جدا من عملية تدخين التبغ، من خلال توفير بعض الجوانب السلوكية للتدخين، ومنها حركة اليد إلى الفم المرتبطة بالتدخين، ولكن كل هذا يحدث بدون حرق التبغ.
في تصميم السيجارة الإلكترونية، يستنشق المدخن، بدلاً من دخان السجائر، البخار، وتحتوي السجائر الإلكترونية على عنصر تسخين يعمل على بخ محلول سائل يسمى السائل الإلكتروني، ويقوم المستخدم تلقائيًا بتنشيط السيجارة الإلكترونية عن طريق النفث، في حين أن بعض الأجهزة الإلكترونية الأخرى تعمل يدويًا عن طريق الضغط على زر.
هناك بعض السجائر الإلكترونية تشبه السجائر التقليدية، ولكنها تأتي بالعديد من الأشكال، فمعظم الإصدارات قابلة لإعادة الاستخدام، إلا أن بعضها من المفترض التخلص منها، كما أن هناك أجهزة الجيل الأول، الجيل الثاني، الجيل الثالث، وأجهزة الجيل الرابع منها.
وغالبا تحتوي السوائل الإلكترونية عادةً على البروبيلين جليكول، الجليسرول، النيكوتين، النكهات، المواد المضافة، وكميات مختلفة من الملوثات.
رأي الطب في السيجارة الإلكترونية
وعن رأي الطب في السيجارة الإلكترونية، كشف الدكتور أمجد الحداد أستاذ أمراض الحساسية والمناعة لـ "بوابة الأهرام" كل الآثار المترتبة على تدخين السيجارة الإلكترونية.
وقال، الحداد: رغم أن تدخين السجائر التقليدية، يسبب العديد من الأمراض التي تقود إلى الموت في بعض الحالات على المدى الطويل، لكن ذلك لا يعني أن السجائر الإلكترونية أقل خطرا، ولا يعني أن استعمالها آمن أو صحي تماما، موضحًا أن النيكوتين خطر على مرضى القلب وخاصة الشرايين التاجية، كما يُصاب المدخن عصبيا ومناعيا ورئويا، ويحدث تأثير على القلب والشرايين، ويزيد من معدل الدخول في مرض الذبحة الصدرية والإصابة بسرطان الرئة.
ويضيف: "ربما يظن بعض المدخنين، أن اللجوء إلى تدخين السجائر الإلكترونية يعتبر طريقة سريعة للإقلاع عن التدخين التقليدي، رغم أن النيكوتين هو المادة الفعالة في التبغ المسئولة عن تأثير المتعة الناجم عن تدخينه في كل طرق التدخين وتعتبر مادة واحدة هي المستعملة".
ويرى الحداد أن النوعين من التدخين سواء العادي أو الإلكتروني، أخطر من بعضهما البعض، ولا يوجد نوع منهم أقل خطرا من الآخر، لما لهما من آثار جانبية، لكن التدخين العادي يضاف عليها خطورة نواتج الحرق.
هل السجائر الإلكترونية بديل آمن للتدخين العادي؟
يقول الدكتور، أستاذ أمراض الحساسية والمناعة، إن السجائر الإلكترونية لا تعتبر بديلا آمنا للتبغ المستعمل في السجائر العادية، لأن التبغ هو مادة واحدة تستعمل في كل طرق التدخين، لأنها تحتوي على مادة النيكوتين وهو مادة مشتركة بين كل أنواع وطرق التدخين المختلفة.
"لكن الفرق مابين التدخين الإلكتروني والتدخين العادي، هو أن تدخين السجائر الإلكترونية يتم فيها حرق النيكوتين إلكترونيا وتقلل من نواتج الحرق التي تحدث، ولكن رغم انخفاضها إلا أنها تخترق الجسم، وهي ثاني أكسيد الكربون، أما في السجائر العادية ناتج الحرق الكيميائي التي تحدث في التدخين للسجائر العادية يتشبع بها الجسم بشكل كامل".
الجسم يأخذ ناتج المادة الناتجة عن النيكوتين نفسه، حسب كلام الحداد، ولكن في كلتا الحالتين سواء في التدخين العادي أو الإلكتروني، يتضرر الجسم بدخول النيكوتين.
النيكوتين يسبب التليف الرئوي ومرض السدة الرؤية؟
ويرى، أستاذ المناعة، أن النيكوتين هو المادة الفعالة في التبغ وكافة أنواع السجائر العادية والإلكترونية، تؤثر على المناعة مما يجعل الجسم أكثر عرضة للدخول في مضاعفات خطيرة، حيث إن لها أثارا صحية وعصبية وأثارا انسحابية مثل أعراض الشعور برعشة وصداع وأرق، وقلة نوم وتوتر وانفعالات زائدة وحدوث عصبية.
وأرجع الحداد السبب إلى أضرار تدخين السجائر والشيشة، إلى شيئين، الأول هو أن المدخن يستنشق النيكوتين مع دخول نواتج الحرق التي تدخل الجسم، من خلال إشعال السجائر، وهنا تحدث الإصابة بمرض السدة الرؤية سواء بسبب تدخين النيكوتين أو بسبب نواتج الحرق، التي تحدث بسبب الشيشة أو الفحم، مما يسبب الإصابة بمرض الالتهاب أو التليف الرئوي ومرض السدة الرؤية.
والثاني، حسب قول الحداد، يحدث عند استخدام أي نوع من أنواع التدخين، ولكن معدل حدوثه أكثر مع تدخين السجائر العادية أو الشيشة، كما أن النيكوتين خطر على مرضى القلب، وخاصة الشرايين التاجية، كما يُصاب المدخن عصبيا ومناعيا ورئويا، كما يتأثر القلب والشرايين ويزيد من معدل الدخول في مرض الذبحة الصدرية.
السجائر الإلكترونية والعادية تؤثران على المناعة العامة وعمل الجهاز التنفسي
ويعتبر استشاري أمراض الحساسية والمناعة، أن النوعين من التدخين سواء الإلكترونية والعادية أخطر من بعضهما البعض، ولا يوجد نوع منهما أقل خطرا، لما لهما من الآثار الجانبية لكن التدخين العادي يضاف عليها خطورة نواتج الحرق، كما أن لهم تأثيرات عصبية على الأعصاب والقلب والمناعة.
"ونقص المناعة يجعل الشخص أكثر عرضة للدخول في مضاعفات مثل الإصابة بالالتهاب الرئوي وكورونا والإنفلونزا مما يؤثر على المناعة العامة ومناعة الجهاز التنفسي".
واعتبر الحداد أن أي مثيرات استنشاقية عامل أساسي، يسبب تهيج الرئة والشعب الهوائية، مما تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض سرطان الرئة، وتزداد نسبة الإصابة أكثر عند التعامل مع تدخين السجائر العادية، وهذا لا يعني أن السجائر الإلكترونية آمنة.