بقلم جورج حبيب
استيقظت من نومي مبكرا
علي صوت عصفورا جميلا مغردا
وكانه يملك كل شيء ولله شاكرا
وقلت لم كل هذا ولم هو مسبحا
قال لا ازرع ولا احصد والله لي مطعما
جزت في فخاخ عدة والله لي منقذا
وكم من الحماقات افعل والله لي مرشدا
وكم تامر علي كثيرين والله لهم مبددا
اغادر عشي كل يوم وارجع اليه سالما
واترك افراخي وحدها والله لها راعيا
ما تركني يوما بمشكلة احاكيها متحيرا
وقبل ان اطلب لطلبي هو موجبا
وما ثقل يوما علي ولا ارهق لي كاهلا
وان جرح لي جناح كان لي شافيا
يفرح بقليل تغريدي وله منصتا
وكم اشعرني ان حبه لي متفردا
وعينه علي وفي طريقي مصادقا
ودهشت من العصفور
وقلت كم انا ضعيف و مغرور
ويصح ان تكن لي يا عصفور معلما
وقد ارسلك الله لي مثالا طيبا
وكم فعل بي الله ولست مثلك شاكرا
لا يوم بكرت ولا كنت بصلاتي مغردا
وكم انقذني الله وارتضي الصليب معلقا
ليفدي نفسي وللفردوس لها فاتحا
كم احرجتني يا عصفور وكم انا نادما
ورايت فيك من الامانة ما جعلني صامتا
وتصبب عرقي خجلا لتقصيري المفرطا
طوباك يا عصفور فغرد وغرد وكن لي مفكرا
فقد اتعلم يوما ان كون لله شاكرا
وابكر رافعا اليدين ولله اكون شاكرا