إدارة زابوريجيا الموالية لروسيا: المحطة تحت سيطرة موسكو
يوم جديد تدخله العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، الاثنين، حيث تقوم وحدات من الجيش الروسي بمحاولة بسط السيطرة وضرب مواقع تمركز القوات الأوكرانية، فيما تستمر كييف في مقاومة الدب الروسي ومحاولة استعادة أراضيها بمساعدة مادية وعسكرية من الغرب. وقد زاد البرد القارس وتساقط الثلوج من معاناة الأوكرانيين في ظل انقطاع الكهرباء في أماكن عديدة من البلاد جراء القصف الروسي واستهداف البنية التحتية الأوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن خيرسون تعاني من القصف المدفعي الروسي بشكل يومي، وإنها معرضة لخطر بالغ لأنها في نطاق أنظمة المدفعية الروسية. وأضافت أن روسيا تقصف خيرسون بالمدفعية من الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، وأن روسيا تستخدم قاذفات صواريخ متعددة الإطلاق وتسبب ضررا كبيرا في خيرسون.

هذا ونفت إدارة زابوريجيا الموالية لروسيا تقارير أوكرانية حول فقدان موسكو السيطرة على إدارة المحطة النووية. ووصفت في بيان لها هذه الأنباء بأنها عارية عن الصحة، وذلك بعد أن أشار رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية التي تديرها الدولة إلى مؤشرات على أن القوات الروسية ربما تستعد لإخلاء المحطة.

وفي تطور جديد، أعلن الجيش الأوكراني أن روسيا نشرت سفينة في البحر الأسود تحمل صواريخ كاليبر لاستهداف شبكات الطاقة.

ومن جهة أخرى، أفادت وكالة "نوفوستي" للأنباء بأن المدفعية الروسية دمرت موقعا للجيش الأوكراني في زابوريجيا، فيما تحدث الجيش الأوكراني عن قصف روسي عنيف على دنيبرو جنوبي البلاد. وأفادت تقارير أوكرانية بأن المتعاونين مع الجيش الروسي يغادرون نوفا كاخوفكا قرب خيرسون.

وتستمر المعارك في شمال مقاطعة دونيتسك بين الطرفين في مدينة باخموت، وتتقدم القوات الروسية من أطراف المدينة، بحسب وزارة الدفاع الروسية. وقالت سلطات دونيتسك الانفصالية إنه خلال الـ24 ساعة الماضية قصفت القوات الأوكرانية مناطق وأحياء عديدة في مدينة دونيتسك ومدناً قريبة بحوالي 200 قذيفة وصاروخ وأسفر القصف عن عدد من القتلى والجرحى.

يأتي ذلك فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الأحد، إن روسيا ستشن بالتأكيد هجمات صاروخية جديدة على بلاده ونبه قوات الدفاع والمواطنين إلى ضرورة الاستعداد للعمل معا لتحمل العواقب.

"سيشنون هجمات جديدة"
وأضاف زيلينسكي في كلمته الليلية المصورة: "نحن نتفهم أنهم يخططون لشن هجمات جديدة. نعرف هذا على وجه الدقة. وما داموا يملكون صواريخ فلن يتراجعوا للأسف".

وقال زيلينسكي إن الأسبوع المقبل قد يكون بنفس الصعوبة التي كان عليها الأسبوع السابق عندما أدت الهجمات على البنية التحتية للكهرباء إلى أسوأ انقطاع للكهرباء في أوكرانيا منذ غزو القوات الروسية في فبراير.

استعادة 80% من الطاقة
وكانت وكالة الأنباء الأوكرانية أفادت بأن سلطات البلاد، تمكنت من استعادة نحو 80% من الطاقة التي تلبي احتياجات الاستهلاك ليبلغ العجز 20% فقط. وأضافت الوكالة أن جهود استعادة الكهرباء جارية بعد الهجمات الروسية المتكررة على البنية التحتية للطاقة في البلاد.

من جهته، قال رئيس شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية إن هناك مؤشرات على أن القوات الروسية قد تستعد لمغادرة محطة زابوريجيا للطاقة النووية.

وأضاف أن التقارير الروسية قد تنقل السيطرة على محطة زابوريجيا للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. وأشار المسؤول الأوكراني إلى أن هناك أنباء تتحدث عن أن العسكريين الروس يحزمون حقائبهم استعدادا للمغادرة.

استمرار القصف الروسي
وميدانيا، قصفت قوات روسية عدة مناطق في شرق وجنوب أوكرانيا في ساعة مبكرة من فجر الأحد، بينما سارعت طواقم المرافق العامة لإعادة الكهرباء والمياه والتدفئة مع بداية تساقط الثلوج ودرجات حرارة شديدة البرودة، في حين واصل المدنيون مغادرة مدينة خيرسون الجنوبية بسبب الدمار الذي أحدثته الهجمات الأخيرة والمخاوف من هجمات جديدة في المستقبل.

ومع استمرار تساقط الثلوج التي غطت العاصمة كييف يوم الأحد، توقع المحللون أن يكون للطقس الشتوي - الذي يصعب من طبيعة الأرض ويجلب معه ظروف قتال قاسية- تأثير متزايد على اتجاه الصراع الذي اندلع منذ غزو القوات الروسية لأوكرانيا قبل أكثر من تسعة أشهر.

دونيتسك تشتعل.. والثلوج تزيد من معاناة سكان كييف مع انقطاعات الكهرباء
لكن في الوقت الحالي، تعثر الطرفان بسبب الأمطار الغزيرة وظروف المعركة الموحلة في بعض المناطق، بحسب خبراء.

بعد سلسلة قاسية من الضربات المدفعية الروسية خلال مناسبتين في الأقل طوال الأسبوعين الماضيين، انتشرت فرق البنية التحتية في أوكرانيا على مدار الساعة لاستعادة الخدمات الأساسية الرئيسية ليحظى العديد من الأوكرانيين بخدمات الكهرباء لساعات قليلة فقط، إن وجدت كهرباء بالأساس.

كما أصابت صواريخ روسية منشآت سكك حديدية غير محددة في كريفي ريه، مسقط رأس زيلينسكي، الأحد، بحسب مسؤول إقليمي.