Oliver كتبها
- يقول الرب عن شعبه في سفر هوشع النبي: كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ، بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ، وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ، وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِمًا إِيَّاهُ." (هو 11: 4)
- ما زال الرب يمد حبال البشر.يربط بربط المحبة.يرفع النير الثقيل نير الموت و الخطية,عن أعناقنا.ما زال يمد يده السخية مطعماً كل إنسان في فمه كرضيع من ثدى أمه.فى مناسبة صوم الميلاد المجيد تصبح لهذه الوصية أبعاداً خاصة تتراءى قدام عيوننا لتكون درساً سخياً من روح الله لأرواحنا.
- حبال البشر: ما هي الحبال التى تتدلي من السماء لتجذب البشر إلى الله؟ الممتدة كمن ينقذ يوسف من بئر الهلاك.لأن حديثه كان عن إفرايم إبن يوسف.كيف يمد الرب حباله؟ حبال الرب هى أفكاره النازلة من فوق لترفعنا إلى فوق.هى مجدولة مضفرة ثلاثاً بفعل الثالوث القدوس.حباله لا تنقطع و لا تبلى و لا تفشل فى الإنقاذ.الصوم الروحى أحد الحبال الإلهية التي تجذبنا إلى الله.الصوم عن الخطية و عن الشهوة و عن التخاذل الروحى و عن شهوة الغنى.متى إمتزج الصوم بالصلاة صرنا منجذبين بالحبل الإلهي المجدول.فنجد كلمة الرب غذاءنا و نشبع روحياً بما هو روحى.يأخذنا الصوم إلى صوم.تأخذنا الصلاة إلى صلاة.لأن حبال الله تجرنا فنندفع نحوه بغير مجهود.حباله تجذبنا و نحن وراءه نجرى.
-الصوم إستبدال أفكارنا بأفكار الله.فننجذب لحبال الله التى تشدنا إلى الخلاص و الحياة الأبدية و عشرة الثالوث.لنترك حبالنا(أفكارنا) عند قدميه فى صلاتنا و ننجذب لحباله النازلة من فوق بمحبة و شوق.
- ربط المحبة: محبة الرب تربط اللسان فيكف عن اللغو الفارغ و يتحول منهمكاً فيما للمحبة .وقت الصوم تربط البطن فلا نعد نفكر من بطوننا بل من قلوبنا.ربط المحبة تضمنا مع من طالت معهم الخصومات.رباط المحبة يضمنا بصلح سماوى.لأن الصوم محبة و صلح.ربط المحبة تأخذنا من سلوك العبيد إلى حرية مجد أولا الله.فنتقيد بالمحبة و تحصرنا المحبة و تتوجنا المحبة فيكون صومنا محبة و صلاتنا محبة و خدمتنا محبة.ربط المحبة البديل الإلهي لربط الخطية.
- رافع النير حى يسوع القدوس:من يستثقل الصوم يتثقل بنير الجسد بدلاً عن نير المسيح الهين .يحمل الحمل الثقيل من تحكم الجسديات فى مصيره بدلاً من الحمل الخفيف الذى للمسيح الذى فيه تتحكم السمائيات فى حياتنا فنسلك بخفة الحياة و نستعمل العالم كمن لا يستعمله.ليس له سلطان و لا ما فيه له علينا سلطان.نيرنا من المسيح هو نير الوصية غير الثقيلة.هو يتولي رفع الهموم و نحن فقط نرفع الصلاة إليه.نضع حمولنا عليه.نترك أثقالنا له.الرب يفرح حين نتحرر من أثقال الجسديات لذلك أوصانا بالصوم و الصلاة.فالصوم حرية للروح من نير الجسد .إنطلاق للأعناق من أحمالها.
- مددت إليه مطعماً إياه: لو عرف من يترك حياته لله أنه سيتولي طعامه الأبدى و الزمني أيضاً.فلنصم لكي نأكل من يد المسيح حسب وعده.هو يطعمنا لأننا صغاره.بيده يغذينا فنأكل منه شبعاً و نشرب منه رياً.لا يترك أحد يطعمنا سواه.فالصوم إنتقال لمسئولية شبعنا إلى المسيح.و الصلاة إعلان جوعنا للمسيح.بهذا نعرف إن كنا صائمين أم لا.حين نختبر بمن نشبع و إلى من نجوع.
-أما نحن فقد كانت حبالنا سياطاً جلدت الإبن المتجسد لأجل محبته فينا.ربطناه بالمسامير على خشبة الصليب.كل أربطتنا كانت لتكفينه.و الذى جاء يحمل نيرنا و يخفف عن أعناقنا وضعنا علي عنقه صليب العار.و أكثرنا الأثقال عند فم القبر لئلا يقوم و يخرج و يفدينا؟ الذى أطعمنا في البرية جوعناه و عطشناه و سقيناه خلاً.فلننظربعين المسيح في صومنا ماذا لنا و ماذا علينا.