Oliver كتبها
تجسد الرب يسوع من العذراء.لأنها كانت قد كرست قلبها لله.جعلت كل مساحات النفس و الجسد و الروح مكرسة له.إمتلأت نعمة و منها تجسد القدوس.هذه المباركة بين النساء هى مثال الصوم المقبول.صوم من أجل ميلاد الرب يسوع داخل القلب.من أجل تجسد الرب يسوع فى أفعالنا و أقوالنا و أفكارنا و نوايانا.

- من المستحيل أن يتجسد إبن الله بغير الروح القدس.بغير قوة الآب.بغير العمل الإلهى لا تستطيع العذراء أن تحبل و تلد إبنا و تسمينه عمانوئيل.فلنطلب فينا هذا الثالوث القدوس.لأن الصوم رحلة نتعرف فيها على الأقانيم ليس نظرياً بل شركة حياة.نسلك بالروح نطلب الآب نحتمى فى الإبن ,نصوم مع الثالوث.

- من أجل المحبة تجسد الله و نحن بنفس المحبة نستقبل تجسده الدائم منذ ولادته من العذراء و إلى الأبد.الصوم مثل كل الفضائل ترتكز على عمودين هما محبة الله و محبة القريب لأنه لا صوم بلا محبة و لا ميلاد بلا محبة و لن نتأهل لشركة جسد المسيح بغير المحبة.فمن يحب هو الذى يصوم صوم الميلاد.

-كما أنه من الضروري أن توجد العذراء أولا لكي يتجسد المسيح هكذا من يصوم يجب أن يتمتع بهذه النفس العذراء داخله.نفس تشتاق أن تعرف الرب و ليس إنساناً.(لست أعرف رجلاً) الصوم المقبول هو صوم الفكر غير المنشغل بالناس.يشتاق أن يعرف الله فيأتيه الله كأنما يشارك الإنسان فكراً بفكر,إنفتاح الأذهان بشارة لميلاد المسيح فيها.صوم الميلاد يتطلب صوم الفكر أي إنشغال الفكر بالله. يصنع معه عجباً.

-التجسد يتطلب هذا الرجل البار يوسف .يتطلب هذا الحارس اليقظ.هذا المستعد لأن يتخلي عن كل هواجسه و يحمل الطفل كنز العالم.هذا الرجل البار هو الضمير الصالح في الإنسان.هذا الذى يحرس المكان أى القلب  و يحمى مكاسب النعمة .لو صار فينا يوسف البار أى ضمير المشتاق إلى الملكوت نكون بالفعل صائمين.

-صوم الميلاد أيضاً فيه مؤامرات هيرودس رئيس هذا العالم الذى يريد أن يخطف منا الطفل الإلهى.أي صوم بلا تجارب هو صوم وهمى.فعظمة التجسد هو أن يحقق الله فينا تدبير خلاصنا رغم وجود هيرودس و جنوده.فلا تبتأس من الحروب و التجارب لأنها علامة أكيدة للحياة مع الله في الصوم.

-بقي أن نجد مزوداً .المسيح  يتجسد لكن العذراء و النجار هما اللذان يجهزان المزود و يجدانه.ليس معهم سوي قش و بهذا القش يرضى المسيح.لا يحتقر الصوم الهش و الصوم القش بل يرتاح فيه كأنه في قصر.فلا تضعف. إن لم تصنع للمسيح قصراً فإحضر قشاً ببساطة قلب و قل له هذا ما عندى يا رب.أنت تستطيع أن تجلب لنفسك من بعيد هدايا المجوس الفاخرة أما أنا فإقبل منى مزوداً هو القلب و قشاً هى أعمالى الضئيلة التى فرشتها فى المزود لترتاح قليلاً حتى يأتى أوان الصلب.

-صوم الميلاد هو مغارة الميلاد بكل محتوياتها .يجب أن من يصوم يجدها داخله.فيها المسيح أولا و فيها العذراء و يوسف البار ثم فيها بقية أحداث الميلاد.صوم الميلاد يجب أن يتحول إلى حيث تأتي الملائكة و تسبح .إلى حيث يجتمع الرعاة و يخدمون.هذا ما يسمونه صوماً ميلادياً مقدساً .ليكن فينا هذا الصوم فنتمتع ببركات التجسد الإلهى.