نادر شكرى
قدمت السعودية مباراة رائعة أمام نظيره الأرجنتيني ، وحققت اول فوز على منتخب من أمريكا الجنوبية منذ 40 عاما ، فى مباراة ابهرت العالم أما أفضل منتخب مرشح للفوز بكأس العالم بقيادة ميسى ، ولكن هذا الفوز لم يأتى من فراغ ، ولكن جاء نتاج عمل مستمر ، فى كافة المجالات .
فالسعودية اليوم تعيش أفضل فتراتها فى كافة المجالات بعد أن حققت فوزا كبيرا على الفكر الوهابى ، الذى يمثل جزء من الازمة المصرية الى نعيشها نتيجة تصدير هذا الفكر منذ سنوات طويلة لمصرنا ، وهو ما يمثل أحد التحديات الان ، امام انطلاق الجمهورية الجديدة ، ويأتى اليوم الذى تنجح فيه السعودية فى كسر هذا الفكر بعد عدة قرارات ، بإلغاء جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وتحرير المرأة والسماح لاول مرة فى تاريخها الخروج بمفردها ، والسماح بقيادتها للسيارة ، وانطلاق المهرجانات الفنية والثقافية لاول مرة داخل المملكة ، بل الغاء معاقبة اى شخص يجهر بنهار رمضان ، وتحقيق مبدأ المواطنة .
ولذا كان التطور فى مجال الرياضة ، وما قدمه المنتخب السعودى اليوم ، هو نتاج لهذه المتغيرات التى أطلقت الساحة للتقدم والإبداع ، وإطلاق الحريات وتحرير الفكر ، فنجد مباراة رائعة نتيجة غياب الفساد الذى نعيشه فى مصر داخل الوسط الرياضي ، منذ سنوات ، لاتحادات يتوغل بها الفساد ، فكان الحصاد " لا شىء " ، سوى هزائم ونتائج سيئة للمنتخبات ومنها المنتخب الأول الذى فشل فى حصد اى بطولة منذ سنوات ، وفشل فى الصعود لكأس العالم وتحقيق حلم المصريين فى المشاركة فى هذا المونديال الذى يقام فى قطر .
لا سبيل للتقدم سوى بالتحرر والقضاء على الفساد ، وإطلاق الحريات ، وتحقيق مبدأ الشفافية فى كافة المجالات ، والاطاحة بكافة الشخصيات الرياضية التى لا نجد منها سوى الشتائم ومهازل اخلاقية ضد الاخر ، وقضايا وفساد رياضى ،فضلا عن استمرار التمييز فى الرياضة ضد الاخر سواء الديني او الطبقي ، ويكفى انه منذ اللاعب هانى رمزى فى تسعينات القرن الماضى ، لم يظهر لاعب قبطى أخر ، فهل يأتى اليوم الذى نجد فيه انجاز السعودية سواء أكملت المشوار أو تكمل فيكفى انها نالت احترام الجميع .