أكد مسؤول حكومي لموقع "سكاي نيوز عربية" أن مصر تعمل على تنفيذ خطة شاملة لحماية الثروة الحيوانية من آثار التغيرات المناخية، والتحولات الحادة في درجة حرارة الأرض خلال فصول السنة.
وقال مدير معهد التناسليات بوزارة الزراعة المصرية مصطفى فاضل لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن التغيرات المناخية من أهم المؤثرات على الثروة الحيوانية خاصة الأبقار والجاموس، فـ"الحر الشديد نتيجة الاحتباس الحراري نتج عنه تأثير سلبي على خصوبة الحيوانات، وكذلك يؤدي إلى زيادة معدلات نفوق الأجنة في الحيوانات في أعمار مبكرة لا تتخطى 3 أشهر، وأيضا تزيد نسب الإجهاض نتيجة الإجهاد الحراري".
وتابع فاضل أن "الحيوانات التي تولد في فترة الحر الشديد تكون ضعيفة ومناعتها منعدمة وقليلة الوزن، وبالتالي تزيد معدلات الوفاة بعد الولادة مباشرة".
وأوضح أنه "نتيجة التغيرات المناخية أصبحت البرودة شديدة جدا في الشتاء، حيث ينقلب الحال من حر شديد إلى برد قارس بشكل مفاجئ ومن دون تمهيد، والبرد الشديد يؤثر بشكل مباشر على مواليد الحيوانات، خاصة في الجاموس أكثر من الأبقار".
COP27 ستضع حدا لتهديدات الاحتباس الحراري للكائنات الحية
نصف الثروة مهدد
واستطرد أن نسبة الوفاة في مواليد الحيوانات من قبل كانت لا تزيد عن 3 بالمئة، لكن "نتيجة التغيرات المناخية أصبحت تصل إلى 40 بالمئة، أي أن التغيرات المناخية تهدر ما يقترب من نصف الثروة الحيوانية".
وأكد أنه "لمواجهة ذلك وللحفاظ على الثروة الحيوانية، لا بد من حمايتها من البرد الشديد أو الحر الشديد وتقديم العلف المركز لها مع الرضاعة (بالنسبة لصغار الحيوانات التي يجب حمايتها من تيارات الهواء حتى عمر 3 أشهر على الأقل)".
وأشار إلى أن الحر الشديد كذلك يضعف إنتاج اللبن، حيث إن معدل الأكل في الحر لدي الحيوانات يقل بسبب الحرارة الشديدة، وينتج عنها كذلك قلة اللحوم في حيوانات التسمين.
حملات توعية
واستطرد فاضل أن "مصر ممثلة في وزارة الزراعة ومعهد التناسليات تتابع التغيرات المناخية وتنفذ حملات توعية لمربي الثروة الحيوانية، حيث يتم توجيههم إلى ضرورة تدفئة الحيوانات وعزلها عن تيارات الهواء المباشرة في الشتاء، ووضعها في مكان مغلق ليلا ومشمس نهارا".
وأضاف المسؤول: "أثناء حر الصيف أهم مشكلة هي نقص الخصوبة، وتعالج عبر تعديلات هرمونية وأدوية معينة، وكذلك تعتمد وزارة الزراعة المصرية على التقنيات الحديثة في التلقيح الصناعي ونقل الأجنة لضمان حياتها والحفاظ على الثروة الحيوانية".
وأشار إلى أن أهم النتائج المترتبة على التغيرات المناخية هي أن فترة الحر أصبحت أطول كثيرا من ذي قبل ودرجة الحرارة فيها مرتفعة جدا، وبالعكس أصبحت فترة الشتاء قصيرة لكنها شديدة البرودة، لذلك تنفذ برامج توعية وخطط للحماية من الأمراض الناتجة عن ذلك، التي لم تكن موجودة قبل التغيرات المناخية".
وأوضح أنه "نتيجة طول فترة الصيف مثلا زادت الحشرات التي تنقل أوبئة أو أمراضا للحيوانات، أو على الأقل زادت فترة نشاط تلك الحشرات، وكل ذلك يؤثر سلبا على الثروة الحيوانية".
وكانت مصر، التي تستضيف مؤتمر المناخ (كوب 27)، أعلنت أنها تتخذ إجراءات شاملة للتحول نحو الاقتصاد الأخضر في شتى المجالات، لمواجهة التغيرات المناخية وتخفيض الانبعاثات الكربونية.
وأكد وزير الزراعة المصري السيد القصير خلال القمة أن تغير المناخ يمثل تهديدا وجوديا للكثير من الدول والمجتمعات، وأن أجهزة وزارة الزراعة تعمل على مواجهة الأمراض الحديثة التي تصيب الحيوان والنبات نتيجة التغيرات المناخية، من أجل حفظ الأمن الغذائي وتحقيق التوازن البيئي.