د.امير فهمي زخاري المنيا
لماذا ’لقب الشهيد الأنبا ونس بكلمة (( أنبا )) رغم صغر سنه ؟
كلمة أنبا هي كلمه سيريانية معناها أب بالعربية ولايلقب احد بهذا اللقب إلا من كان أب روحياً بالحقيقة أو أباً بالإيمان وهذا المعني نعرفه من قصة مارمرقس الرسول عندما كان صبي وكان سائراً مع والده (ارسطوبولس) تجاه نـهر الأردن وفي الصحراء ابصر أسداً ولبؤة وبفضل إيمان الصبي (مار مرقس) أنقذهما الرب فقال والده له (( أنت ولدي لكنك صرت أبي بالإيـمان )) .
نشــــأتـه وحيــــاتـه :
نظراً لعدم وجود مخطوط عن حياة القديس أنبا ونس فقد حكي لنا السلف الصالح والأجداد السابقون الذين عاصروه بأن الأنبا ونس ولد من أبوين فقيرين بـمدينة الأقصر ولقب بأسم يؤانس بعد أن نال نعمة الشموسيه وكان وحيداً لوالديه ونشأ علي حب الفضيله وحب الكنيسه ومخافة الله وقراءة الكتاب المقدس والصوم والصلاة وحضور القدسات والتناول من الأسرار المقدسة والاطلاع علي سير القديسين والشهداء ولذلك عاش راهباً ناسكاً رغم صغر سنه اذ كان عنده اثنـي عشر سنه، كان محباً للفقراء وتعلم الألحان الكنسية وكان يساعد في عمل القربان في أيام الجمع والاحاد وأما بقية الأيام التي بلا قدسات فكان يطلب من جيرانه عمل خبز صغير المسمي بالحنون كي يتغذى عليه .
الــرؤى والأحــــلام :
(( ويكون بعد ذلك إني أسكب روحي علي كل بشر فيتنبأ بنوكم و بناتكم ويحلم شيوخكم أحلاما ويري شبابكم رؤي)) ( يؤ28:2 ) بعد أن شاهد القديس عذبات المؤمنين رأي في حلم أثناء الليل رؤيا مضمونها أنه سوف ينال إكليل الشهادة من أجل محبته في الملك المسيح فذهب لأسقف المدينة (الأقصر) و قص عليه الرؤيا وطلب منه أن يدفن جسده في مدافن أم قربات في الأقصر فوعده بتحقيق طلبه .
عـذابـاتـــه وإســـتشهـاده :
حدث ذات يوم أنه أغار جماعة من الأشرار بقيادة الوالي الروماني علي مدينة الأقصر وبعد أن عذبوا كثيرين من المؤمنين سـمعوا أن القديس الأنبا ونس أنه يثبت المسيحيـين ويحثهم علي الذهاب للكنيسة ويشجعـهم علي الإستشهاد حباً في مخلصهم وفاديهم يسوع المسيح الذي سفك دمه الكريم علي الصليب فأرادو أن يقبضوا عليه ويقتلوه فبحثوا عنه إلي أن عثروا عليه وأمسكوه فـلم يخف بل كان في شجاعة الأسد الزائر معترفاً بإيـمانه المسيحي وقال لهم لن أترك إيـماني وإيـمان أبائـي (( لي إشتهاء أن أنطلق و أكون مع المسيح ذاك أفضل جداً )) ( في23:1 ).
فبدأ الأشرار يعذبونه بعذابات كثيرة وهو صابر شاكر كالصخر يستنجد بالسيد المسيح الذي أحبه وضمد جراحاته وأخيراً فصلوا رأسه عن جسده وكان ذلك في يوم السبت 16 هاتور في بداية القرن الرابع الميلادي .
حمل الـمؤمنين جسد القديس الذي عرفوه من ملابسه التي إعتادوا أن يروه بـها وبأمر من أسقف الـمدينة بـحثوا عن رأس القديس التي وجدوها بحري المدينة عند جذع نـخلة كفنوه بأكفان غالية ووضعوه في أنبوبة من الفخار وصلوا علي جسده الصلاة التي تليق بالقديسين وحسب وصيته دفن في مدافن أم قرعات .
و في عهد الـمتنيح القديس الأنبا مرقس مطران الأقصر و إسنا وأسوان 1879 ميلادياً نشأت فكرة إزالة الـمقابر من وسط المدينة فأراد الأنبا مرقس بإبقاء جسد القديس إكراماً له في مكانه وسط الـمدينة ولكن كيف هذا وهو لا يعرف قبر القديس من بين القبور ولـم تكون هناك طريقة غير الصلاة والصوم فصلي وصام الأنبا مرقس صوم إنقطاعي 3 أيام وفي أخر يوم ظهر له ملاك الرب وأعطاه علامة علي قبر القديس وبالفعل توجه الأنبا مرقس ووجد العـلامة وتم نقل الجسد وهو الأن في مدرسة الأقباط بالأقصر ويأتـي له الزائرون من كافة أنـحاء البلاد ومن الخارج أيضاً إذ له شفاعة قوية وسريع الندهـة جداً وكما أن شفاعـة العذراء مريم تشفي الـمرضي وشفاعـة وصلوات مارجرجس تـخرج الأرواح النجسة هكذا أعطي الرب للـقديس الأنبا ونس سلطان الـقدرة علي العثور علي الأشياء الضائعة والـمفقودة و لـه العديد من الـمواقف والمـعجزات مع الكثـيرين
بــركة صلــــــواتـه تـــــــكـون معــــــنا . ولالهنا كل المجد الي الابد أمــــــين..
د.امير فهمي زخاري المنيا