بعدما أصبحت خيرسون بيد جيش أوكرانيا، إثر انسحاب القوات الروسية منها، شرعت كييف فيما أسمته بـ"إجراءات تحقيق الاستقرار والبحث عن جنود روس خلعوا بزاتهم العسكرية وتخفوا بين المدنيين".
وكانت سيطرة موسكو على خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولى عليها الجيش الروسي في الحرب، انتهت الجمعة، علما بأنها سقطت في أيدي الروس في بدايات الحرب التي اندلع في أواخر فبراير الماضي.
وقالت الاستخبارات الأوكرانية إنها تعتقد أن بعض الجنود الروس بقوا في الخلف وتخلوا عن زيهم العسكري بارتداء ملابس مدنية لتجنب اكتشافهم، وفق ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، السبت.
وعادة ما تجري عمليات إعادة الاستقرار في أعقاب سيطرة القوات العسكرية على مناطق مدنية كانت بيد الأعداء، لكن السلطات الأوكرانية لم تخض في التفاصيل أكثر.
ويعزى التحرك الأوكراني بخصوص البحث عن جنود متخفين إلى عدة أسباب هي:
لا يزال حوالى 70 بالمائة من منطقة خيرسون الكبرى تحت السيطرة الروسية.
وجود مخاوف تشير إلى أن الانسحاب الروسي قد يكون فخا.
تسلسل الأحداث في خيرسون
في 15 مارس الماضي، الجيش الروسي يسيطر على خيرسون بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب.
في أواخر سبتمبر، روسيا تجري استفتاءات في 4 مناطق أوكرانية ومنها خيرسون، وتظهر النتائج رغبة السكان بالانضمام إلى روسيا، لكن كييف رفضت النتائج.
في 11 نوفمبر، تسيطر القوات الأوكرانية بشكل كامل على مدينة خيرسون.
والسبت، انتشرت صور تظهر أوكرانيين يزيلون اللوحات التذكارية التي نصبتها السلطات الموالية لروسيا في الأشهر الماضية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة مصورة مساء الجمعة إنه "حتى في الوقت الذي لم يتم فيه تطهير المدينة بالكامل من وجود العدو، فإن أهالي خيرسون أنفسهم يزيلون بالفعل الرموز الروسية وأي آثار للمحتلين في المدينة من الشوارع والمباني".
وجاء إعلان موسكو عزم القوات الروسية الانسحاب عبر نهر دنيبر، الذي يقسم منطقة خيرسون وأوكرانيا، في أعقاب هجوم أوكراني مضاد مكثف.
في الشهرين الماضيين، زعم الجيش الأوكراني أنه استعاد العشرات من البلدات والقرى شمال مدينة خيرسون.
ويمثل الانسحاب الروسي انتكاسة كبيرة للكرملين بعد حوالى ستة أسابيع من ضم منطقة خيرسون وثلاث مناطق أخرى في جنوب وشرق أوكرانيا، في انتهاك للقانون الدولي.
ونقلت وكالة الأنباء "تاس" الروسية الرسمية عن مسؤول في الإدارة التي عينها الكرملين في خيرسون قوله السبت، إن هينشيسك، وهي مدينة تقع على بحر آزوف على بعد 200 كيلومتر جنوب شرق مدينة خيرسون، ستكون بمنزلة "العاصمة المؤقتة" للمنطقة بعد الانسحاب عبر نهر دنيبر.
المعارك في بقية مناطق أوكرانيا
على الرغم من التقدم الذي تم في خيرسون، تواصل أجزاء أخرى من أوكرانيا مواجهة خسائر مدنية ونقص في الطاقة وتداعيات أخرى للهجمات العسكرية الروسية،.
الضغط الروسي المستمر من أجل السيطرة على باخموت يظهر رغبة الكرملين في تحقيق مكاسب بعد أسابيع من النكسات الواضحة.
وسيؤدي الاستيلاء على المدينة إلى فتح الطريق أمام هجوم محتمل على معاقل أوكرانية أخرى في منطقة دونيتسك المتنازع عليها بشدة.
ويمكن أن تؤدي معاودة الهجوم في الشرق إلى عرقلة تقدم كييف المستمر في الجنوب.