الاثنين ١٥ اكتوبر ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم: مجدي جورج
تتقاطع وتتشابك الخطوط وتختلف الرؤي والطرق بين الاحزاب الاسلامية في كل دول العالم ولكن الهدف الاسمي لها جميعا هو اقامة دولة الخلافة الاسلامية التي يظنون انها ستكون المدينة الفاضلة لهم .
طبعا هذه الدولة في رؤية اردوغان تركيا هي دولة حديثة ترتدي البدلة والكرافتة علي عكس رؤية الملأ عمر زعيم طالبان بأفغانستان الذي يريدها دولة بجلباب وبرقع. .
وفي مصرنا الحبيبة تختلف رؤي ووسائل الاحزاب الاسلامية العديدة الموجودة علي الساحة الان لإقامة هذه الدولة ولكن الهدف في النهاية واحد .
ففي حين تري احزاب السلفية سواء الدعوية منها او الجهادية ان الوقت ملائم لإقامة دولة الخلافة وانه يجب الإسراع في ذلك لان الاسلاميين في عصر التمكين الان وهم يملكون القوة والغلبة لإقامة هذه الدولة ، يري الاخوان ان الامور يجب الا تؤخذ هكذا فيجب تجهيز المجتمع وأسلمته ( اكثر مما هو متأسلم ) لكي لا يرضي بالشريعة بديلا ، ويري الاخوان أيضاً ان هناك قوي دولية وداخلية قد تكون معوقة لهم في سبيل اقامة دولتهم ومن هذه القوي الداخلية الجيش والقضاء وبعض القوي المدنية من يسار وليبراليين وغيرهم .
لذا عندما وصل الاخوان للسلطة شيطنوا معارضيهم مرة بدعوى انهم فلول ومرات بدعوى انهم كفرة مرتدون . كما قرروا تقليم اظافر الجيش بإحالة جنرالاته الكبار للتقاعد مستغلين غضب الشعب منهم بسبب ما ارتكبوه في الفترة الانتقالية من خطايا واخطاء فكان ان شتتوا المجلس العسكرى الاعلى بقيادة رئيسه طنطاوى ونائبه عنان تماما كما فعل اردوغان مع مجلس الأمن القومي في تركيا الذي استغل اخطاء وانقلابات العسكر السابقة علي الدولة المدنية فحول جنرالاته الكبار لمحاكمات او للتقاعد .
ولم يكتفي الاخوان باستسلام جنرالات جيشنا (الذين كانوا امل البعض في الانتصار للدولة المدنية ) وسيطرتهم علي الجيش بل فتح هذا الامر شهيتهم للسيطرة علي القضاء وان كانت بداية محاولات السيطرة على القضاء قد بدات مبكرا وذلك بوضع الأخوين احمد ومحمود مكي وهما من اقرب ما يكون لفكر الاخوان في منصبين تنفذين هامين هما وزارة العدل ونيابة الرئيس كوسيلة لسيطرتهم علي القضاء وتطويعه لكي يكون لعبة بيدهم , وهذا ما رايناه اليوم وأمس من خلال تصريحاتهما المبررة والغير منطقية لما فعله مرسي مع النائب العام من إقالة وتراجع عنها .
طبعا قيام مرسي بإقالة النائب العام وتصدي القضاء والشعب لهذه الخطوة وان كانت ليست حبا في النائب العام لشخصه الا انها انتصار لمبدأ فصل السلطات وعدم تغول مؤسسة الرئاسة علي باقي مؤسسات الدولة وخطوة ضروريه جدا جدا لوقف صناعة فرعون جديد .
ولكن يجب علينا ان لا نبالغ فى الفرحة لتمكن الشعب والقضاء من الوقوف فى وجه الرئيس والاخوان لان تراجعهم عن خطوتهم هذه يجب الا ينسينا ان الاخوان يتراجعون خطوة فى منطقة ما ولكنهم يتقدمون خطوات في نواحي ومناطق اخري كل يوم في سبيل تحقيق هدفهم الاسمي فهو تراجع وانسحاب تكتيكي في سبيل هدفهم النهائي وهو اقامة دولة الخلافة المنتظرة .
لذا فان سعادتنا بتراجع مرسي والإخوان عن إقالة النائب العام يجب الا تنسينا الحذر من الاخوان وألاعيبهم .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع