بعد استحواذه على "تويتر"، يتساءل كثيرون عن التغييرات التي سيدخلها إيلون ماسك على المنصة التي تعد واحدة من أكبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم.

تصريح ماسك بعد استحواذه على "تويتر" بأنه "لقد تحرر الطائر" في إشارة إلى الطائر الذي يمثل شعار المنصة، اعتبره كثيرون دليلا على رغبة الملياردير الأميركي في تقليل القيود على المحتوى الذي يمكن نشره.

وسبق لماسك أن أطلق تصريحات توحي بأن رؤيته لتويتر تتمثل بجعلها منصة لحرية التعبير، ومشروعا منتجا من الناحية الاقتصادية شأن كل باقي مشاريعه.
-Advertisement-
Ads by

كذلك فقد تحدث الرئيس التنفيذي لـ"تسلا" عن "التطبيق الخارق" الذي وصفه باسم "إكس"، فهل يكون قصده بذلك "تويتر" علما أنه أجرى مقارنات مع "وي شات" الصينية التي توفر مزايا المراسلة والتسوق والمنشورات العامة في مكان واحد.

ما هي توقعات مؤلف السيرة الذاتية لماسك؟
قال مؤلف السيرة الذاتية لماسك، مايكل فليسماس، لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إن الرجل يتمتع بنوع من التفكير العملي المتقدم.

في حين أن معظم الناس يتورطون في التفاصيل ويبدأوون خطتهم من هناك، يميل ماسك إلى تجاوز كل ذلك مباشرة والبدء بالفكرة الكبيرة والتعامل مع المشكلات القادمة

في رأيي، ستكون هذه هي الخطوة الأولى في خطة أخرى من نقطتين أو ثلاث أو أربع نقاط حيث تتناسب مع الشيء التالي الذي يريد القيام به

يتسم ماسك بالغموض عند تطبيق كل شيء، لكنه رجل لديه خطة حقيقية

ماسك سيحاكي تجربته مع مشروع "سبيس إكس" ويطبقها على "تويتر"، إلا أن الحكم بشأن تحول المنصة للمكان الأفضل للتفاعل قد يبدو صعبا في الوقت الحالي

وفي المقابل، قال جيسون جولدمان، أحد أعضاء الفريق المؤسس وعضو مجلس الإدارة السابق في "تويتر"، إن الافتقار إلى استراتيجية واضحة هو سبب محاولة ماسك الانسحاب من الصفقة.

وأضاف جولدمان لـ"سكاي نيوز": "لم يطرح خطة جادة حول ما يريد أن يفعله بالمنصة".

وتابع قائلا: "يريد هزيمة الروبوتات، فالأمر يتعلق بحرية التعبير".

حرية التعبير
حذر خبراء من أن الموقف الفضفاض لأغنى رجل في العالم بشأن الاعتدال يمكن أن يكون طريقا لازدهار "أسوأ المتصيدين"، ما يحول "تويتر" لمنصة تحتضن كافة أشكال النزاعات والعداء والتطرف.

وحول هذه النقطة، يقول غولدمان، الذي كان أول مسؤول رقمي في البيت الأبيض في عهد الرئيس باراك أوباما: "حرية التعبير مبدأ مهم للغاية، يجب على أي شخص يدير منصة إنترنت أن يبدأ بتبني هذا المبدأ. المشكلة هي أن ماسك لا يهتم بذلك حقا، إنه يريد أن يكون هناك المزيد من الأصوات على المنصة التي تتوافق مع آرائه السياسية الخاصة".

وتوقع غولدمان "ارتفاع المخاطر المتعلقة بالبيانات في المستقبل، وتسريبات لخصوصية المستخدمين، وغيرها من الأمور التي ستكون لها عواقب سيئة في العالم الحقيقي".

طرق جديدة للدفع
يعتمد موقع "تويتر" بشكل كبير على الإعلانات، ويعتقد ماسك أن الحل في تحقيق عائدات كبيرة يتمثل بابتكار تجربة متميزة يتم الدفع مقابلها.

ونبّه غولدمان من أن "المستخدمين المميزين لن يرغبوا في التواجد على منصة تدعم الخطاب التحريضي".

ويعتقد غولدمان أن نموذج الدفع في "تويتر" سوف يفشل لأن تكلفته لن تكون منخفضة الأمر الذي سينجم عنه "هروب" أعداد كبيرة من المستخدمين، وتوجيه ميزانياتهم الإعلانية مثلا لمنصات أخرى.