بقلم – شريف منصور
في معظم دول العالم تلجئ الحكومات لتجديد البنية التحتية وشبكة المواصلات من طرق وكباري ومحاور عندما يكون هناك ركود اقتصادي .
فهي أفضل وسيلة لكي توزع الأموال حتي وأن كانت مقترضة. وهذا ما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه مقاليد الحكم .
طبعا معظم الاقتصاديين في العالم يقولوا أنها من أفضل وسائل النهوض بالدول. في يوم من الأيام كتب العميد عبد الفتاح السيسي دراسة في كليه الحرب في مدينه فلادلفيا وقال أن الديموقراطية الغربية لا تناسب الدول الإسلامية.
وشرح بما معناه وجة نظره بأن الديموقراطية الإسلامية لابد من أن تكون محكومة بجهاز ديني قوي .
وهذا هو المختصر المفيد من هذا البحث. وفعلا الرجل صاحب كلمته ونفذ ما راه من وجهة نظره مناسب. فماذا كانت النتيجة؟ لكم أنتم تحكموا بأنفسكم.
تذكرت نكته قديمة "العملية نجحت والمريض مات". والسبب ليس الديموقراطية بدون أدني شك لاننا لم نري لا ديموقراطية ولا إسلامية ولا ديموقراطية علمانية. بل زادت قبضة التطرف الإسلامي علي المجتمع بصورة تنذر بكارثة لا محالة. مظاهر الإسلام السياسي وتراجع مدنية الدولة بصورة بشعة أصبح شبة القدر لا محالة من أنه قتل روح التحضر في مصر الانساني واستبدلها بالشوارع والكباري والاخطر التدين المظهري. وتدهور وتدني الضمير حدث بلا حرج .
عند كتابه هذا المقال نشرت رشا الشهيد بنت ماعت القصة الحقيقية التالية:
أتوبيس عام خبط في العربية من ورا.. في الخبطة دي.. كان في موتوسيكل معدي من اليمين (اللي هو طبعا غلط).. راكب عليه اتنين شباب.. اتنطر في الخبطة واحد منهم وقع على الأرض.. نسينا خبطة العربية أو ايه اللي ممكن حصل فيها ونازلين نشوف الشاب جرى له ايه.. فضلت أنا في العربية.. الناس اتجمعت تشوف الموضوع.. تخيلوا كان أهم حاجة عندهم ايه؟! الشاب اللي وقع؟ لأ العربية المخبوطة اللي هو إحنا؟ لأ برده كان همهم سواق الاتوبيس الغلطان اللي ماشي بسرعة و داخل بسرعة في وجود إشارة! وطبعا مش شايفين اني قاعدة.. وبسمع بيقولوا ايه.. لاقيتهم بيقولوا لسواق الاتوبيس الاتي: مش أنت سليم.. اركب وامشي بسرعة من غير ماحد ياخد باله.. وبيغميزوا له. هنا طبعا طلعت لهم طلعة دخول مفاجيء: بتقولوا ايه؟ مين ده اللي يمشي.. مش هتتحرك من مكانك لحد ما نشوف الولد جرى له ايه.. السواق اتخض طبعا.. وهو على كلمة واحدة مش هتحرك.. مش هتحرك.. الحمدلله الولد سليم.. العربية حاجات حصلت فيها.. قدر ولطف لكن في موقف زي ده شفت إخلاق المصريين وصلت لفين... عدم امانة ولا عدل غش وفهلوة... وعدم تركيز وسبهللة وسوء الهبل على الشيطنة.. وده الشعب العادي علي فكرة اللي بنقول عليه غلبان.. رجل الشارع يعني مافيش ضمير ولا تقوى... الفقر مش عيب... موت الضمير هو اللي عار في ناس فقراء لكن تفتكرهم أغنى الأغنياء من ضميرهم ونزاهتهم... الشعب ده مصمم يكمل الغيبوبة للآخر.. وده على فكرة نتاج عدم الاهتمام بالثقافة.. عدم وجود الوعي اللي بجد مش الهاشتاج.. عدم وجود القانون.. ثقافة الفهلوة والدين الظاهري.. الشكليات مش الجوهر.. فأصبح شعب فاقد لادميته ومستغرب بيحصل فيه كده ليه.. من أعمالكم سلط عليكم يا مصريين.. كما تكونوا يولى عليكم.. لما الضمير يصحي.. لما نبطل نصهين على الغلط... يمكن وقتها حالكم يتعدل ويوجد اللي يراعيكم..
من هذه الواقعه نري مدي انهيار الفهم والضمير، السيارة المخبوطه تقودها سيدة وبالتالي لم يهتم بها احد كل الاهتمام لسائق الاتوبيس الغلطان؟ والسبب هنا واضح سواق أتوبيس غلبان فقير والست اللي في العربية ولا حد يهتم، من حسن الحظ لم تحظي بما يملكه الشعب من تناقض إخلاقي ولم يقل لها احد أنتي الغلطانة لمجرد أنها ست وراكبه عربيه يبقي مقتدرة بالمقارنه بكل ركاب الاتوبيس و السواق. وكان لابد ان كل الناس تنحني امام السواق المتهور لانه واحد من الناس المحسوبين غلابه. الموقف يحزن ويحزن لانه اوضح لكم مدي انهيار المعايير بين من يعيشون علي ارض مصر الان.
نعود للرئيس عبد الفتاح السيسي مرة اخري . يا سيدي الرئيس مهما أصلحت واستلفت لكي تبني وتعمر، طالما لم تدخل إلي عمق المشكلة وهي أخلاقيات الناس، انسي عزيزي بل انصحك انك ما تتعبش نفسك فهذا الشعب لا يستحق الا نفسه .. اي كانت نفسه حلو لنفسه زفت لنفسه متدين بدقن او متدين بزيت كله في النهاية واضح وضوح الشمس انما الاخلاق حجبوها نقبوها خيبه الامل راكبه حمار مش جمل .. وحتي الحمار ذبوحه واكلوه.