السبت ١٣ اكتوبر ٢٠١٢ -
١٨:
١١ ص +02:00 EET
بقلم : جرجس وهيب
فأجيء الحكم ببراءة جميع المتهمين فيما يعرف إعلاميا بموقعة موقعة الجميع وأنا منهم وقوبل هذا الحكم بعاصفة من الغضب والرفض بين فئات كبيرة من المجتمع علي كافة الأصعدة وتسأل إذا كان هولاء حصلوا علي حكم البراءة من جميع التهم فمن أذن الذي قتل الثوار الأطهار الذين سعوا لان تصبح مصر دولة ديمقراطية يسودها العدل والمساواة والمحبة قبل أن يسطو عليها أنصار التيارات الدينية فلماذا الغضب من براءة هولاء المتهمين؟ فعلي الرغم من أن معظمهم صاحب سجلات كبيرة في الإفساد والفساد ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا هما من قاموا بهذه الجريمة النكراء .
ولماذا لا يتم التفكير في الاحتمال الثاني بان هولاء لم يرتكبوا هذه الجريمة الشنعاء ويكون طرف ثاني هو من قام بذلك ولماذا لا يكون الإخوان بمساعدة أعضاء من حركة حماس وحزب الله هما من قاموا بذلك وهذا الكلام لم احلم به علي غرار الفنان عادل أمام في فيلم الإرهاب والكباب أو اضرب الودع فلدي عدد من الشهادات التي تبرر هذا الاحتمال.
المبرر الأول شهادة الراحل اللواء عمر سليمان مدير المخابرات ونائب رئيس الجمهورية الأسبق بعد الثورة بان المخابرات رصدت ليلة جمعة الغضب اتصالات بين أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين وبين عدد من قيادات حركة حماس وحزب الله وشوهد صباح جمعة الغضب إعداد كبيرة من أعضاء حماس وحزب الله كما أن الرصاص المستخدم في الهجوم علي أقسام الشرطة والسجون ليس من النوع الذي تستخدمه الشرطة المصرية ولا الجيش المصري !! فمن أين جاء هذا الرصاص وان السجون التي تم مهاجمتها هي السجون التي كان يوجد بها المتهمين من حماس وحزب الله وأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين وعلي رأسهم الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الحالي ومن أين جاء الدكتور محمد مرسي بالتليفون المحمول الذي تحدث به مع قناة الجزيرة لمدة تزيد عن النصف ساعة في وقت كانت فيه الاتصالات مقطوعة في مصر كلها وهل كان لدي الرئيس مرسي تليفون داخل السجن
والمبرر الثاني شهادة اللواء الرويني عضو المجلس العسكري الأسبق عندما رأي عدد من الملتحين فوق أسطح المنازل يوم موقعة الجمل وهدد بضربهم بالنار وطلب من الدكتور محمد البلتاجي إنزالهم من فوق الأسطح ألا أن الدكتور صفوت النحاس قام بإنزالهم بعد التهديد بضربهم بالرصاص
المبرر الثالث أن موقعة الجمل حدثت بعد خطاب مبارك الذي تأثر به عدد كبير من المواطنين فليس من المنطقي أن يرتكب مبارك جريمة مثل تلك في هذا التوقيت الذي كسب فيه تعاطف عدد كبير من الناس فالعقل والمنطق يقول أن موقعة الجمل من مضادي مبارك الذين كانوا يرغبون في محو التعاطف معه
المبرر الرابع ما قام به أعضاء جماعة الإخوان يوم موقعة الجمل الثانية يوم الجمعة الماضي من الاعتداء علي المتظاهرين السلميين وطردهم خارج الميدان لمجرد أنهم خرجوا في مظاهرة سلمية تطالب بمحاسبة الرئيس محمد مرسي علي المائة يوم فقيام الإخوان بالاعتداء علي المتظاهرين احد أهم المبررات لارتكاب الإخوان مجزرة موقعة الجمل الأولي
أنا لست قانوني ولا أري الغيب ولا أري ما لم يراه الآخرين ولكن هذه المبررات تدعو للشك في أن يكون الإخوان من كانوا وراء هذا الحادث فعند أعادة التحقيق كما هو متوقع أتمني من النيابة العامة أن تضع كل الاحتمالات إمامها أذا كانت جادة في الوصول إلى مجرمي موقعة الجمل الحقيقيين دون النظر لمن في السلطة أو من خارج السلطة فلابد أن يحاسب من ارتكبوا هذه المجزرة حساب عسير والله الموفق والمستعان