نادر شكرى
خبر صادم للجميع برحيل  الدكتور رشاد برسوم  82 عاما أستاذ أمراض الكلى بطب قصر العيني، وكان اشتهر الراحل برائد علاج أمراض الكلى.  

ويعد الدكتور رشاد أحد أبرز علماء الكلي في مصر والعالم وتميزت أبحاثه العديدة  بالتفوق العلمى وقد ألف أكثر من عشرون كتابا في أحدث الطرق لعلاج أمراض الكلي فضلا عن آلاف المقالات في المجلات العلمية . وقد كرمته معظم جامعات العالم لنبوغه وتفوقه .

وقد كرمته انجلترا بمنحه عضوية الكلية الملكية البريطانية . وقد أسس الملك فهد ملك السعودية قسما خاصا يحمل اسمه في القصر العينى تقديرا لنبوغه وكفاءته .

وقد كرمه البابا تواضروس مؤخرا في حفل كبير في المركز الثقافي القبطى .

وكتب القس بولس انطونيوس كاهن كنيسة الملاك ميخائيل بشيراتون نعيا الدكتور رشاد "ليس موت لعبيدك بل هو انتقال"الأستاذ و الاب و المُعلم و الانسان أ.د. رشاد برسوم، وأن أهم درس يتعلمه من تعامل د. رشاد، هو كيف تتصرف كإنسان، كيف تتعامل كإنسان، كيف تعيش كإنسان. لماذا هو محبوب لهذه الدرجة ؟ كثيراً ما فكرت هي شطارة ولا بركة ولا ايه؟

١- بركة الأهل و الاصل الطيب: تستطيع بسهولة ان تفهم من اي مستوي راق ينتمي هذا العملاق، ما تركه د. سامي و الام الفاضلة داخل ابنهم المحبوب، تستطيع ان تراه في خجله و ادبه الجم و احترامه للكل و ابتسامته التي لا تفارقه.

٢- بركة ربنا: هو مبروك، بجد دي بركة، عطايا الله له كانت بوفرة، مستوي ذكاء يصل العباقرة، قدرة علي الاستيعاب السريع جدا، ذهن متقد، حماس لا ينقطع، شخصية دؤوبة. أعطاه الله الكثير من المواهب، أظنها تعطي للمباركين.

٣- عمل مستمر و اجتهاد بشغف لا ينتهي: استقبل الاستاذ كل هذة البركات و كان يعمل و يعمل و لا يقبل ان يستريح، محبة للعلم و دأب و استمرارية علي مدي العمر، لم يترك عنه دهشة المبتدئين، لم يشعر انه ملك العلم، رغم انه أعلم من الأغلبية، لكن بإتضاع يسمع للكل، يصغي و حين يقتنع يتحمس الي الحقيقة.

٤- من البركات ايضا، عمل الخير في الخفاء، لست في مجال اني اسرد حكايات، لكن الله يعوضه عن تعبه و خدمته مع كل من قابله.
٥- العطاء بلا حدود، لا اقصد المال، و لكن المشاعر و الاحساس بالناس و التأثر بظروفهم. لم يمتهن الطب و لكنه كان حكيما يمارس هوايته في مساعدة الناس.

يظل العملاق يحتاج لشرح و تفسير؛ ارجو ان يسمح الله و يكشف لنا حين نلقي الاستاذ في الملكوت ؛  - كيف احتفظت  يا استاذ باتضاعك رغم المناصب؟
- كيف كنت تنفذ وصايا الانجيل الذي احببته وسط كل هذه المشغولية؟
- كيف احببت الكل، رغم مشاكل الناس التي اصابك منها الكثير؟
- كيف كنت نوراً؟ كيف احتفظت بملوحتك و طعمك وسط حياة يملوؤها الانانية و ظلام حب النفس؟
-
كيف استمريت علي دربك مع الله، تثق به و هو يسمع لك؟
استاذي و استاذ الاجيال، لا اقول وداعاً، لكن نثق في مراحم الله التي استردت وديعته، و لنا رجاء انك سمعت هذا الصوت الفرح؛ "نعماً ايها العبد الصالح و الأمين، كنت أميناً في القليل، أقيمك علي الكثير، أدخل إلي فرح سيدك"