زهير دعيم
لا أُخفي عليكم بأنّني انتظر المونديال في كلّ اربع سنوات على أحرّ من الجمر ؛ انتظره لأعيش الفوز مرّةً والخسارة والخيبة أُخرى ، والليالي الملاح دومًا ، فأنا ومنذ شبابي - وبالصُّدفة حضرت مع مجموعة المانية زارت سنة 1974 مقر سيادة المطران الياس شقور - حضرنا واياهم عبر التلفاز مباريات كأس العالم والتي جرت آنذاك في المانيا الغربيّة ، فوقفت الى جانبهم حيث فازوا بالكأس.
نعم عشقت المنتخب الالمانيّ وأيدته وما زلت اؤيّده ، ومع هذا فأنا أُصفّقُ للفريق الجميل والذي يفوز بجدارة واستحقاق وفنيّة ، وكم أرجو أن يكون هو المنتخب الألماني العريق .
تأففت كثيرًا حين مرّ صيفنا بحرّه وعرقه وملله دون المونديال، وتساءلت بغضب :
لماذا وقع الاختيار على قطر لتكون المضيفة ، فتحرمنا وتسلب فرحتنا .
ولكنني اليوم – وعلى بعد شهر واحد من المباراة الأولى والتي تجمع في الواحد والعشرين من تشرين الثّاني وفي المباراة الأولى المنتخب القطري المضيف مع المنتخب الاكوادوريّ ، اندم على ذلك التّأفّف .
وكيف لا أندم وسيكون شتاؤنا دافئًا ، ساخنًا ، لاهبًا ، يجمعنا حول التلفاز وموقد النار والمُكسّرات والمُحمّصات، يجمعنا الموقد وجمراته ترقص على وقع لمسة كروية جميلة هنا، وهدف رائع هناك ، ولاعب يكتب بقدميْهِ اجمل القصص والحكايات.
أترى سيكون من بين اللاعبين ميسي جديد ورونالدو آخر ونوير وابنزيما جدد ، أمم سيبزُ فريق آخر ما كان بالحسبان، فيدحر البرازيل واسبانيا والبرتغال والفرنسيين ويحطّم الكبار ويبعثر الأقوياء ؟
نعم سيكون شتاؤنا في هذه السّنة قطريًّا بامتياز ، يُلوّن عصارى وامسيات تشرين وكانون الأوّل بالأمل والترقّب والروح الرياضية ، وتكوكب فيه وللمرة الأولى فيما اظنّ ست حكمات من بين ال36 حكمًا منهن ثلاث رئيسيات وهنّ : الفرنسيّة ستيفاني فرابار والروانديّة سليمة موفانسانغا واليابانيّة يوشيمي ياما شيتا.
فكرة جميلة ان يكون المونديال في تشرين وكانون فلا اعراس ولا افراح ولا يحزنون بل هو هو سيكون فرحنا الجميل.
سأتابع المباريات والشّوْق يأخذني بعيدًا ، وسأرسم على جبين كلّ يوم قصيدةُ حُبلى بالأماني ، مُعطّرة بأريج الحياة.
اريده مونديالًا المانيًّا بدون شائبة ، وأريده ساخنًا ، مشتعلًا تنزل فيه الأهداف زخاتٍ زخّات .
أتراني أحلم.. لا لا .. فأنا اعرف وأعي ما أقول !!!