بقلم: فيلوباتير جميل
هي الكلمة التي جاءت على فم رب المجد يسوع حينما لطم من قبل بعض الجنود أثناء محاكمته له كل المجد ... فحينما تجاسر احد الجنود ولطم مخلصنا قال له مقولته الخالدة " إن كنت قد تكلمت رديآ فإشهد على الرضي وإلا فلماذا تلطمني ؟!!! فكان هذا السؤال الاستنكاري من رب المجد بمثابة المنهج الذي يجب ان يلتزم به أولاد الله حين يتعرضون للظلم والاضطهاد الغير مبرر قدم به رب المجد يسوع رسالة واضحة عن كيف يمكن ان يكون الاعتراض على الظلم وعدم الصمت في مواجهته كما يحاول بعض الناس الادعاء ان أولاد الله حينما يضطهدون أو يتم ظلمهم عليهم فقط الصمت لكي ما يدافع عنهم الرب ويستخدم أصحاب هذا المنهج ايه كتابية لم تأت سوى مرة واحدة وفي ظروف معينة وهي أية الرب يدافع عنكم وانتم صامتون !!!! وبدأوا الترويج لأفكارهم التي تدفع على الخنوع وعدم إبداء أي رد فعل حيال الاضطهاد وكأن الرب لن يدافع عن أولاده إلا وهم صامتون ولو فتحوا أفواههم للاعتراض لن يتم الدفاع عنهم من قبل الرب !!! ثم يتمادى هؤلاء الخانعين في الترويج لأفكارهم الخاطئة بالتركيز على أية من ضربك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً هذه الآية الرائعة والتي رب المجد نفسه لم ينفذها حرفيآ وبالتأكيد هو لن يحمل أولاده احمالأ عسرة ويقدم لهم تعاليم تؤدي بهم إلى أن يصبحوا ملطشة للمجتمع يضرب فيهم كيفما شاء ويقتل فيهم كيفما شاء وهم لا يملكون إلا أن يصمتوا حيال ذلك لكي ما يستحقون دفاع الرب عنهم أو بالأكثر يحولون الخد الآخر لمن ضربهم على خدمه الأيمن !!!!! هذه تعاليم بعيدة تماماً عن الإيمان المسيحي وتجعل الكثير من المسيحيين يتعثرون في فهم تعاليم الكتاب .

كذلك قارئي العزيز قبل ان يتبادر إلى ذهنك ان مقالي هذا هو دعوة لك لرد العنف بالعنف أو لرد الضربة لمن يضربك أو أي شيء من هذا القبيل !!! بالتأكيد انا لست من دعاة العنف ولا اقبل ذلك بل وأؤكد لك ان الاستشهاد من خلال الاضطهاد يشترط تماماً إلا تستخدم العنف أو ترد الضربة لضاربك لأنك ان فعلت هذا تكون قد ابتعدت كثيرآ عن فهم الكتاب المقدس وتعاليمه وأيضاً وهو الأهم انك لن تستطيع حل المشكلة بل ستتحول الأمور إلى عنف وعنف مضاد وكذلك لا يمكن للكنيسة ان تعترف بك شهيدآ آنذاك !!!

هنا وقد يتحير البعض إذن ما هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع الظلم والاضطهاد أقول لك هو الطريق الأوسط ما بين الأسلوبين فبدلا من التطرف في اتجاة استخدام العنف والتطرف في تنفيذ وصية التسامح حرفيا يقدم لنا رب المجد يسوع الحل في عنوان هذا المقال " لماذا تلطمني ؟!!! " فالمطلوب مني هو ان أتكلم وانطق وأرفض الظلم وأصرخ أمام الظالم على نمط صرخة رب المجد يسوع وعلى نمط صرخة أعظم مواليد النساء يوحنا المعمدان لا يحل لك ، وعلى نمط صرخة الرسول بولس العظيم حينما رفض جلده مدافعآ عن حقه كمواطن روماني غير مقضي عليه وكذا رفع دعواه إلى قيصر !!!!! هنا ولا يمكن ان يعترض البعض فيقولون ان الرسول بولس كان يعترض على صليب الاضطهاد أو يرفضه بإعتراضه هذا ولكنه منهج حياة يؤسس له هؤلاء العظماء وحينما اتهم الملك أخاب ايليا النبي قائلا له أأنت مكدر إسرائيل ؟!!! رد بمنتهى القوة وقال له انت وبيت أبيك مكدر إسرائيل !!!! ولم يعترض احد ويقول ان ايليا تجاوز في حديثه مع الملك !!!

هذه الأمثلة وغيرها تحضرني هذه الأيام ونحن نتذكر - رغم أننا لم نساهم قط - شهداء ماسبيرو فجميعهم خرجوا على هذا المبدأ للدفاع عن حقوقهم وكنيستهم واتعجب كثيرآ هذه الأيام من أصوات تخرج وللأسف من داخل الكنيسة تعترض على كونهم شهداء أو على أسلوب خروجهم للاعتراض والمطالبة بحقوقهم ويزايد البعض على غيرتهم الإيمانية ووطنيتهم وشجاعتهم في مواجهة ظلم واضح لحاكم وجد ضالته في بعض الشخصيات الذين ينتقون بعض آيات الكتاب ويستخدمونها بما يخدم أهداف هذا الحاكم الظالم !!!! أقول لكل هؤلاء أننا أكثر محبة لهذا الحاكم منكم ونحن نخرج لمواجهته بظلمه حتى لا يتمادى في هذا الظلم فيفقد أبديته فما نصنعه نحن برد فعلنا هذا ونضالنا اللا عنفي في مواجهة ظلم الحكام هو الوسيلة الكتابية السليمة من اجل ان يرتدع هذا الحاكم الظالم ويبتعد عن ظلمه كذلك مطالبتنا المتكررة بعقاب ارضي له ليست ضد تعاليم التسامح المسيحية بل على النقيض فنحن نطالب بعقاب ارضي له لعله يتوب ويتفادى عقابآ سماويآ ينتظره لا محاله !!!! هذه أفكارنا وأهدافنا أدرك تماماً أنها تحمل فكرا جديدا لعل البعض يقول أننا لم نعتاد هذا الأسلوب ولكني أؤكد ان هذا أسلوب المسيح له المجد حسب ما افهمه من تساؤله الاستنكاري عنوان المقال وهذا أيضاً ما أفهمه من رد فعل رجال الله كما سبق وأشرت والمناقشة مفتوحة لمن يرغب في ذلك والاختلاف في الرأي أعدك انه لن يفسد للود قضية ..