طارق الشناوي
لم يفصح الملياردير سميح ساويرس عن السبب الحقيقى وراء تأجيل دورة (الجونة) هذا العام، أعلن فقط قبل يومين، فى رسالة مقتضبة، قائلًا (ليس كل ما يُعرف يقال)، إلا أنه أكد إقامة الدورة السادسة فى أكتوبر 2023.
 
وهكذا فتح باب الاجتهاد أمام تكهن عدد من الزملاء عن السر الخفى وراء التأجيل.. لا أتصور بالمناسبة أن كل ما تم تبادله على (النت) وعلى رأسها ملابس النجمات من الممكن أن تُصبح الحقيقة (المسكوت عنها)، صحيح كانت الملايين تتابع الفساتين، عن طريق (السوشيال ميديا)، وهو ما يحدث فى كل المهرجانات العالمية، وكثيرًا ما خطف الفستان (الكاميرا) وأصبح هو (التريند)، وتتضاءل بجواره حضور الأفلام والندوات، تلك هى شريعة الوسائط الاجتماعية، فهى تقتات على أى حدث مثير، إلا أن هذا لا يعنى أن المهرجان (فستان)، الصحيح أن تقول (السوشيال ميديا) لا يعنيها سوى (الفستان)، ومع زيادة جرعة الأحكام الأخلاقية فى المجتمع المصرى تعالت الأصوات الغاضبة، التى بعد أن تطيل التأمل فى الفستان وما تحته، تلعن الفستان ومن ترتدى الفستان.
 
لسنا بالمناسبة حالة استثنائية، التفاصيل الصغيرة خارج أحداث المهرجانات هى التى تستوقف عادة الجمهور، إلا أن الكل يدرك أن المهرجان لا يقيّم من خلالها، كما أنه لا يحق لأحد ممارسة دور شرطة الموضة.
 
عند إعلان تأجيل هذه الدورة من (الجونة)- قبل بضعة أشهر- اعتقدت أن التأجيل كما تعودنا مع مهرجانات سابقة، مثل (أبوظبى) و( دبى)، تعبير تمهيدى مهذب وخطوة أولى للإلغاء النهائى، رغم أن مدير المهرجان الخبير السينمائى، انتشال التميمى، أكد لى أن هذا ليس صحيحًا، والمهرجان لن يفرط أبدًا فى رصيده السابق- خمس دورات من النجاح- وأقام الشهر الماضى حفل استقبال فى (فينيسيا) للإعلان عن دورته السادسة.
 
(الجونة) آخر عنقود المهرجانات السينمائية العربية، انطلقت دورته الأولى 2017، وأصبح الآن يقف فى صدارة المشهد، ولعب دورًا إيجابيًا فى إنعاش مهرجان (القاهرة)، والقفزات التى حققها (القاهرة) فى زمن محمد حفظى، لعب المنافس القوى (الجونة) دورًا رئيسيًا فى شحذ كل الطاقات، وهذا ما دفع حسين إلى التأكيد مع توليه رئاسة (القاهرة) أنه يشعر بالأسف لتأجيل (الجونة).
 
فى عز سطوة (كوفيد-19) ولجوء أكثر من مهرجان للواقع الافتراضى، أقام (الجونة) آخر دوراته واقعيًا، بينما كانت المهرجانات الكبرى بجواره تستجير بالواقع الافتراضى، وتشجعت بعده العديد من المهرجانات المماثلة للعودة واقعيًا.
 
فريق العمل يتعامل باحترافية، ويقتنص الأفضل فى السوق السينمائية، البعض يلجأ للتفسير السهل والمباشر وهو أن السر يكمن فى ميزانية ضخمة يوفرها الأخوان ساويرس (نجيب وسميح)، المهرجان لديه استراتيجية لكى يمول نفسه ذاتيًا، درس يجب أن تستوعبه كل المهرجانات المصرية التى تمولها الدولة ولا يبذل القائمون عليها فى الوقت نفسه جهدًا موازيًا للبحث عن رعاة، وهكذا تقلص عامًا بعد عام الدعم الذى كان يدفعه الأخوان ساويرس (نجيب وسميح) قبل أن يترك مؤسس المهرجان نجيب الدفة لشقيقه الأصغر سميح.
 
تواجد نجيب، تحت أى مسمى، أراه أحد أهم عوامل النجاح التى لا يجوز التفريط فيها، عودة (الجونة) خبر كما ترى مهم يصلح (مانشيت)، إلا أنه لم يحظ إعلاميًا بما يستحق، لأنه كما ترى ليس (فستانًا)!!.
نقلا عن المصرى اليوم