كتب - محرر الاقباط متحدون
ترأس قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس، بمناسبة الذكرى الستين على افتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني.
وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة قال فيها "أتحبّني؟" إنها الجملة الأولى التي يوجهها يسوع إلى بطرس في الإنجيل الذي سمعناه.
أما الأخيرة فهي: "إرع خرافي". في الفاتيكاني الثاني'> ذكرى افتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني، نسمع كلمات الرب هذه موجهة إلينا أيضًا، إلينا ككنيسة: أتحبّني؟ إرع خرافي.
تابع البابا فرنسيس يقول أولاً: أتحبّني؟ إنه سؤال، لأن أسلوب يسوع ليس أسلوب من يقدّم الإجابات، بل أسلوب من يطرح الأسئلة والأسئلة التي تُحرّك الحياة. والرب، الذي "بفَيضٍ من محبته للبشر، يُكالِمهم كأحباءَ ويتحدَّثُ إليهم"، يسأل مجددًا وعلى الدوام الكنيسة، عروسه: أتحبّيني؟.
لقد كان المجمع الفاتيكاني الثاني جوابًا رائعًا على هذا السؤال: ومن أجل إعادة إحياء حبِّها كرست الكنيسة، لأول مرة في التاريخ، مجمعًا لكي تسائل نفسها عن نفسها وتفكِّر حول طبيعتها ورسالتها. واكتشفت مجدّدًا نفسها كسر نعمة يولد من الحب: اكتشفت نفسها مجدّدًا كشعب الله.
وجسد المسيح، وهيكل الروح القدس الحي! هذه هي النظرة الأولى التي يجب أن نتحلّى بها على الكنيسة، النظرة من الأعلى. نعم، يجب أن يُنظر إلى الكنيسة أولاً من الأعلى، بعيني الله المُحبّتين. لنسأل أنفسنا إذا كنا في الكنيسة ننطلق من الله، من نظرته المحبة لنا. هناك على الدوام تجربة الانطلاق من الذات بدلاً من الله، ووضع أجنداتنا أمام الإنجيل، والسماح لرياح الدنيوية بأن تنقلنا لكي نتبع موضة العصر أو نرفض الوقت الذي تمنحنا العناية الإلهية إياه لكي نعود إلى الوراء. لكن لنتنبّه:
سواء التقدمية التي تصطفُّ مع العالم، أو التقليدية التي تتحسّر على عالم ماضي، ليستا دليلاً على الحب، وإنما عن عدم الأمانة. لأنهما نوع من الأنانية البيلاجية، وتضعان أذواقهما ومخططتاهما فوق الحب الذي يرضي الله، ذلك الحب البسيط والمتواضع والأمين الذي طلبه يسوع من بطرس.