رفعت يونان عزيز
عندما نقول أن معني ومفهوم الأرثوذكسية هو الإيمان المستقيم , هذا لم يأتي من فراغ أو مجرد منهج أو جماعة من مكان واحد وبزمن واحد وقيم وأخلاق ومبادئ نوع من البشر, إنما هي إيمان وقناعة داخلية نابعة من البحث والدراسة الجيدة وعمق التفكير وتحليل التحليل لما يصل إليه وطلب مشورة الله فيشعل الروح القدس بداخل الباحث عن الانتماء لها . فالكنيسة الأرثوذكسية المصرية في رهبنتها أو صلواتها من خلال القداسات وطقوسها لم ولن تخرج عن آيات الكتاب المقدس لأنها تتبعت أصول التاريخ المسيحي ووثقت ذلك من خلال تبشير القديس ما مرقس الرسول الذي بشرنا عندما أتي إلينا بالإسكندرية حوالي 61 ميلادية مبتدأ بأنيانوس الاسكافي , وما سبق مارمرقس هو المسيح في رحلة العائلة المقدسة لمصر بانياً أول مذبح بوسط أرض مصر وسقوط الأصنام وهناك من معجزات عديدة حدثت علي أرض مصر وهناك أناس أحبوا العائلة وفرحوا بها وبطريقة حياتها لأن السلام والخير والمحبة سكن قلوبهم . فكم سقطت علي الكنيسة حروب وزلازل هرطقيات ومجامع متقلبة لكن بفضل أرشاد الروح القدس لقديسين وأباء عظماء لديهم الشجاعة والحجة القوية الموثقة كتابياً وتاريخ ما قبل وبعد ميلاد المسيح الذي شهد بنفسه عن الاستقامة وعدم العرج بين الفرقتين . والآن نتذكر قديس وبطريرك الأنبا ساويرس الأنطاكي :- أعياده: في 2 بابة تذكار مجيئه إلى مصر. في 14 أمشير تذكار نياحته . 10 كيهك تذكار نقل جثمانه إلى دير الزجاج.
نشأته :- وُلد في سوزوبوليس من أعمال بيسيدية بآسيا الصغرى حوالي عام 459 م. وحدث أن أنبا ساويرس الكبير أسقف مجمع كنيسة أفسس أُختطف عقله وغاب حسه مقدار ساعة. قال أنه سمع صوتًا يقول: "قصبة مرضوضة لا يقصف، فتيلة مدخنة لا يطفئ (إش42: 3). إن ساويرس Severus of Antioch سيثبت أركان الإيمان المسيحي، ويثبت صخرة الأرثوذكسية بكلامه الحق، لكنه سيقاسي تعبًا عظيمًا، ويرد كثيرين عن الضلال".
لما كان شابًا أرسلته والدته الأرملة ليكمل هو وأخواه اللذان يكبرانه دراسته في العلوم والفلسفة واللغة بالإسكندرية ثم انطلق إلى بيروت يدرس العلوم القانونية. كان موضع إعجاب كل زملائه من أجل صلابة طبعه وجده في الدراسة وذكائه، ففاق الجميع بمعرفته وانطلاقه وتعمقه في دراساته. وتوقعوا سيكون شأنه عظيم
أبدى ساويرس اهتمامات بمقالات الفيلسوف ليبانيوس الذي كان معجبًا به، وكذا أعمال القدماء وأقوال القديسين باسيليوس وغريغوريوس الأسقفين الشهيرين وغيرهما وكان ينصحوه أن يقبل إلي العماد ليصل عن طريق البيان الذي كان له إلي حكمة هؤلاء وفلسفتهم . بعد معرفة الكثير من كتب وخطابات القديس باسيليوس عكف ساويرس علي قراءة كتب تأملاته . قيل أحد المؤمنين بالأسكندريه يدعي ميناس كان طاهر السيرة وله قوة إيمان وكرم طبعه ومحبة للعفة والفقراء بعد معرفة الكثير من كتب القديس باسيليوس بعد تأملاته لما رأى ساويرس تعجب وقال لهم: "سيتألق نوره بين الأساقفة وسيروي الناس مياه المعرفة مثل العظيم يوحنا ذهبي الفم بطريرك القسطنطينية . التقي زكريا به في بيروت ومضي به إلى كنيسة القيامة لكي يصلي ثم ذهب إلى كنيسة والدة الإله بالقرب من الميناء. وإذ انتهى من صلاته اقترب منه ساويرس وبمرحٍ قال له: "إن الله قد أرسلك إلى هذه المدينة بسببي " . قل لي أذن كيف أخلص؟ عماده :- تعمد علي يد كاهن يدعي أسمه ساويرس أثناء العماد ظهرت يد نازلة على رأسه وسمع الحاضرون صوتًا يقول: "مستحق مستحق مستحق"، فتعجب الكل لما حدث . رهبنته وتوحده واهتمامه بالعمل اليدوي :- .انطلق إلى دير الشهيد لاونديوس بفلسطين بالقرب من طرابلس الشام سنة 488 م. هناك انضم إليه بعض أصدقائه ممن كانوا يتعلمون معه الفلسفة ثم توحد بصحاري إيلوتيروبليس بصحبه أثناسيوس من الرُها . ولما هزل جسده ومرض مضي لدير القديس رومانيوس. استقبله رئيس الدير ويدعى رومانيوس بحفاوة وقال له: "الذي أنت عبد له أظهر لي عملك وعلمك في هذه الليلة ومقدار كرامتك . وبالرغم من نسكه الشديد كان يهتم بعمله اليدوي .
رؤيا راهب بالدير:- رأي أحد الرهبان المباركين وهو يصلي ملاك الرب يقول له " انظر إلى هذه الأرض وتأمل ساحة الدير". عندئذ تطلع فرأى رجلين يسيران نحو ساويرس لا يقدر أحد أن ينطق بكرامتهما وإشراق وجهيهما، صارا يتحدثان مع ساويرس ويعلنان له سرّ الإيمان الأرثوذكسي وعندما سأل الراهب الملاك عن الحكيمين اللذين يخاطبان ساويرس وهو منصت لهما فأجابه هما الأنا باسليوس الكبير والأخر غريغوريوس الناطق بالألهيات هما يرشدانه . ذاع صيت ساويرس في الشرق والغرب.ثم ذهب لدير رأى أحد الآباء الرهبان المباركين وهو قائم ليصلي ملاك الرب يقول له: "انظر إلى هذه الأرض وتأمل ساحة الدير". عندئذ تطلع فرأى رجلين يسيران نحو ساويرس لا يقدر أحد أن ينطق بكرامتهما وإشراق وجهيهما، صارا يتحدثان مع ساويرس ويعلنان له سرّ الإيمان الأرثوذكسي.سأل راهب الملاك عن هذين الحكيمين اللذين يخاطبان ساويرس وهو منصت لهما فأجابه بأن أحدهما هو باسيليوس الكبير والآخر غريغوريوس الناطق بالإلهيات، وأنهما يرشدانه إلى قواعد الإيمان لأنه سيكون حارسًا للإيمان المستقيم يرعى شعبًا عظيمًا في إنطاكية وفي المسكونة كلها. ذاع صيت ساويرس في الشرق والغرب وجاء كثير من الكهنة والرهبان يسألونه في تفسير الكتاب المقدس والعقيدة. ثم ذهب لدير بالقرب من غزة اجتذب كثيرين للحياة الرهبانية
أهتم بأستقامة الإيمان :- أرسل إليه يوليانوس الهرطوقي رسالة يقول له أنه لم يراه منذ كان مقيماً معه في tiberias وإنه يلزمه أن يرجع إلى عقله ولا يتدخل في العقيدة والدفاع عنها لئلا يجلب متاعب للرهبان. أما ساويرس فبعث إليه بالرد مبينًا له خطأه، وأنه يغير على الإيمان. وأفحم مقدونيوس الذي كان يقول بأن الذي صلب هو يسوع الإنسان، الذي لم يقدر أن يخلص نفسه، ورفض القول "أيها المصلوب ارحمنا" مما أثار انقسامًا في الشعب . وانعقد مجمع الأساقفة في حضور القديس ساويرس وحكموا بقطع مقدونيوس ونفيه، وكان ذلك عام 511 م.
سيامته بطريرك :- تمت رسامته عام 512 م. قيل أن رائحة طيب كانت تفوح أثناء سيامته في كل موضع، علامة فرح السمائيين بذلك. اهتم بالترنيم. ومن أعماله الرعوية عقد مجمعًا في إنطاكية سنة 513 م. يشجب فيه مجمع خلقيدونية وطومس لاون، وآخر عام 514 م. في صور لذات الهدف
تبادل الرسائل مع البابا يوحنا الثاني السكندري (507-517) بشأن تأكيد الإيمان بالطبيعة الواحدة ورفض مجمع خلقيدونية. ولما جلس البابا ديسقوروس الثاني على الكرسي المرقسي بعث برسالة إلى الأنبا ساويرس، وبعث الأنبا ساويرس إليه برسالة يعزيه في نياحة البابا يوحنا الثاني، ويؤكد وحدتهما في الإيمان. اضطهاد يوستينوس له (518-527 م اضطهاد جوستانيوس الأول له . ظهرت علي يديه عجائب منها صلاة سقوط للمطر شفاء أبرص ومريض ماء البئر المالح يصير عذبًا فاضت روحه وجاء البطاركة والأنبياء والمعلّمون الحكماء، خاصة معلّمو الكنيسة يستقبلونه، وكان متهللًا معهم. كان ذلك في الرابع عشر من أمشير عام 538 م. دفنه :- دفن بدير الزجاج غرب الأسكندرية ,,,,
رفعت يونان عزيز